alsharq

عبده الأسمري

عدد المقالات 45

الإنتاج الأدبي بين المعاناة والمحاكاة

01 نوفمبر 2025 , 10:54م

تمثل «التجارب» الحقيقية والوقائع «المرصودة» في أفق «الواقع» أصولا مثلى تبنى عليها «صروح» الإنتاج الأدبي.. حيث يتجلى صدى الكتابة من عمق «المعاناة» إلى فضاء «الإصدار».. على مر عقود طويلة تشكلت «المعاناة» كأساس تنطلق منه «اتجاهات» الأدب فمن واقع «الألم» يتعالى صوت «التفريغ النفسي» ويعلو صدى «التنفيس الانفعالي» ليحضر «الإنتاج الأدبي» في اتجاهين من الوجود أحدهما للرصد والآخر للتعبير. أجاد «الأدباء» المسكونين بحب الناس التعمق في «حيثيات» العيش والشخوص الى «تفاصيل» التعايش ورسم «ملامح» الإنتاج الأدبي بخطوط «متينة» ظلت صامدة أمام موجات «التغير» وشاهدة على صفحات «التاريخ» من خلال الرصد والتحليل وتحويل «المعاني الحياتية» إلى «تفاصيل أدبية» مقروءة تعكس مهمة «الثقافة» في تحويل «المعاناة» إلى «محاكاة» أمام مرأى «الاعتبار». عندما تمتزج «الرواية» بمعاني «الواقع» وتختلط بمعالم «الحقيقة» يأتي «الخيال» كترميز «مهاري» يجمل به «الروائي» تفاصيل «الأحداث» بعيداً عن «التخيل» المفتوح الذي قد يغلب «الحقائق» ويحولها إلى «شظايا» متناثرة تقبل «التكهن» أكثر من «التأكيد» لذا فإن الروايات «الإبداعية « هي تلك الخارجة من «عقر» دار «البشر» والراصدة لكل «تفاصيل» الحكايات المخفية والكاشفة عن «الأوجه» المتوارية عن «عين» التحليل. لو تمعنا في تميز روايات عباقرة الأدب في العالم العربي لوجدنا أنهم كانوا «سفراء» حقيقيين للبشر المتواجدين خلف «ستار» الصمت وكانت «المعاناة» المرآة الحقيقية التي عكست «الصوت والصدى» لهموم الإنسان وأحداث المكان وتفاصيل الزمان من خلال «الرصد الإبداعي» الحرفي المستند الى «أصول» المهارة والحاصد لفصول «الجدارة» وفق «إنتاج» يعلي «شأن» المحاكاة الحقيقية للحياة مع تقاطع «الشخصيات» في معالم «واضحة» وخطط مرسومة بعيدا عن «التكهنات» التي قد تهمش «فكرة» الرواية وتصادر «أهداف» الكتابة. من وسط تلك المقاهي الشعبية والحارات العتيقة ومحطات «السفر» والأسواق القديمة والمدارات «المنسية» انطلقت أهم «بواكير» الرواية الأدبية «الاحترافية» التي نقلت هذا «الفن الأصيل» من دوائر «الروتين» الى مدارات «التجديد» ومزجت ما بين سلاسة «اللغة» وأصالة «الأسلوب» وفق تمكن «الروائي» الذي يقف كبطل أساسي وشاهد عيان ومخرج مشهد وصولاً الى حصد «ثمار» الأفكار وتوزيع «الرصد» باحترافية تضمن رفع «راية» الحقيقة رغماً عن محسنات «الخيال» لإخراج عمل يستحق «التتويج» و»منتج» يستوجب «التكريم». تحولت الكثير من «الروايات» المتميزة الى «أعمال درامية» بشكل كامل أو جزئي وقد ترسخت العديد منها في «ذاكرة» المشاهد عبر «أدوار» التمثيل أو «حركة الشخصيات» أو «جودة النص» في تواؤم يساهم في ملء «فراغات» التساؤل نحو الكثير من القضايا مما يؤكد أن الرؤى المطروحة في منهجيات «الرواية» تشكل «المشهد « الجمعي لفئات معينة والشاهد الحقيقي على مراحل من «الزمن» و»الوجه المكشوف» لبعض «الظواهر» التي ظلت لأزمنة رهينة «الجمود» أو «النقاش» وجاءت «الكتابة» لترصد «الواقع» وتقدمه في «قالب» يحاكي العموم في ترسيخ «للفهم» وتأصيل للاستيعاب دون استثناء . ما بين المعاناة والمحاكاة يظهر «جوهر» الأدب الحقيقي الذي يتخذ من «الإنسان» وجهاً للرصد ومن «الحياة» واجهة للتحليل وصولاً الى تحقيق «الهدف المنشود» من الكتابة وحصد «المعنى المرصود» من الرواية وفق تطبيق فعلي لشروط «الإبداع» وتسخير واقعي لأدوات «التشويق» مع تبيان حقيقي لأهداف «العمل الأدبي» وانعكاساته على رفع مستوى الثقافة وتوصيف حال «البشر» ورصد «نتائج» الاستقراء. abdualasmari@hotmail.com ‏@Abdualasmari

الأدب والتفاصيل.. وفضاءات التحليل

يرتهن الأدب الأصيل إلى التفاصيل الدقيقة التي تتجلى منها روح الثقافة من خلال الإمعان في تفصيل النصوص والإذعان إلى تحليل المحتوى وفق تسليط مجهر النقد عبر التحليل اللغوي والتأصيل الإبداعي في منظومة العمل الثقافي وصولاً...

الكتابة بين التحديثات والتحديات

على مرور «حقب زمنية» مختلفة مرت حرفة «الكتابة» ولا تزال بالعديد من التشكلات والتجليات التي أسهمت في وجود مدارات «مختلفة» تباينت بين سطوة «اللغة» وحظوة «الإبداع» مع أزمات صنعتها «التقنية الحديثة» أوجدت خطوطاً مشبوهة لا...

مقومات الأدب ومقامات الثقافة

يرتهن «الأدب» الأصيل إلى معايير ومقاييس وأسس وأركان يبنى عليها صرح «التميز « وصولاً إلى صناعة «الفارق « في الفكرة والهدف والمنتج في وقت يؤدي فيه تهاوي تلك المقومات أو تناقصها بسبب «انعدام الخبرة «...

متون الأدب بين المدارك والمسالك

يتميز «الأدب» بارتقاء مقامه في شأن المعرفة وعلو قيمته في متن الثقافة، الأمر الذي يستدعي حشد «مقومات» الفكر لصناعة مقامات الإنتاج. من أهم مقومات العمل الأدبي المميز أن يكون هنالك ميزان للإدراك ما بين نشوء...

رسائل أدبية وومضات ثقافية

**يتباهى الشعر في حضرة «الشعور « ليقدم «مهر « المشاعر في مدارات ثقافية ومسارات أدبية تبرز دور «الكلمة « وتعلي شأن «المعرفة «. **تتشكل «طبيعة « الإنسان من فطرة سوية نشأت من بذرة «الحياة «...

السلوك والأدب.. فضاءات الإبداع وإضاءات المسلك

يتجلى «السلوك» في حضور واجب وتواجد مستوجب في أفق «الأدب» وسط منظومة من التكامل ما بين المثير والاستجابة وصولاً إلى تأصيل الحقيقة على صفحات «الواقع». ترتبط «الفنون الأدبية» ارتباطاً وثيقاً بالسلوك الذي يرسم ملامح «الشعر»...

الرواية الإبداعية.. فصول التأليف وأصول الاحترافية

تتعدد «نوعية» الروايات الخليجية والعربية والعالمية وفق أهدافها وأبعادها واتجاهاتها وشخصياتها في «وقت» ناديت وسأظل عن منح «تاج» الرواية الإبداعية لكل عمل خرج من «قلب» الاعتياد وغادر «قالب» التكرار ليتجلى في أفق «التطوير» وليعلو في...

الأدب والنقد بين أصول السعي وفصول الوعي

يكتمل «الوعي» بدراً في فضاءات «الأدب» عندما تتضامن دواعي «التحليل» ومساعي «الحلول من خلال تواؤم «الشعور» مع «الاستشعار» لصناعة الاقتدار القادر على تجاوز مساحات «الروتين» واجتياز خطوط «الاعتياد» حينها يتجلى «الإبداع» في أبهى صوره وأزهى...

تشخيص الإنتاج الأدبي.. ومجهر التحليل النفسي !!

تتبارى دور النشر سنوياً على مستوى البلدان الخليجية والعربية في ضخ آلاف الكتب إلى المكتبات والمعارض والمناسبات الثقافية في وقت اختلط فيه المعروض بالمقابل والعرض بالقبول مع ظهور»تساؤلات» متأرجحة بين ظاهرة «تضخم التأليف» في المكتبة...

الكتابة الإبداعية.. وصناعة الاحترافية

أسست قبل حوالي عام ونصف منهجا عن الكتابة الإبداعية بعد سنوات من الركض في ميدان صاحبة الجلالة الصحافة والمضي في عالم «الـتأليف» واستندت على أسس مثلى جمعت فيها أهمية الممارسة وهيمنة الخبرة وضرورة الحرفية.. مع...

منظومة الخيال والواقع.. وعلم النفس الثقافي

في ظل التغيرات الحياتية عبر العصور شكَّل الأدب وجهاً للواقع في ظل ما تم إنتاجه من دواوين شعرية وقصص وروايات تجلت أمام مرأى الحضور في حلة تباين مداها بين اتجاهات من الرضا والدهشة والتفوق والعزف...

فضاءات الأدب وإضاءات الذاكرة

تتباين اتجاهات الذاكرة ما بين راسخة تتشبث بأدق التفاصيل تواجه موجات النسيان لتعلن مقاومة «التجاهل» والمضي إلى حيز الترسيخ وأخرى متأرجحة ما بين التغافل المدروس ومواجهة موجة العودة إلى التذكر.. يأتي «الأدب» في رداء فضفاض...