


عدد المقالات 330
هل سمعتم بإدمان الحزن؟! إنه داءٌ عضال أصاب كثيرًا من البشر في زماننا، فقد جعلوا الحزن دَيْدَنهم ومنهجهم الذي يسيرون عليه، فهم لا يدَعون للفرح محلًا، ولا يستطيعون أن يتعايشوا مع اللحظات الإيجابية، بل يفسِّرونها بأنها «أفراح تعقبها أتراح»، وأن نسائم الأمل، ونفحات التفاؤل، وومضات البهجة ليست إلا إنذارات بحلول وجعٍ كبيرٍ، وحزنٍ عميقٍ، وكربٍ شديدٍ. فشعارهم: (نحنُ والحزنُ دوامٌ)، وبذلك تنطمس معالم الحياة السعيدة في ذواتهم، ظنًا منهم بأنهم خُلقوا ليحزنوا، فهؤلاء البشر يتذكرون كلَّ أوجاعهم، ويستحضرون مآسيهم ويكررون مصائبهم حتى تصبح في أنفاسهم، فيشهقون همًا، ويزفرون غمًا، وتغشاهم السوداوية في قراراتهم وتصرفاتهم جميعًا. وهذا منطق العناد الذي يتسلَّلُ إليهم، فيعاندون ويتمردون في حزنهم إلى درجة أنهم يرفضون أي طريق إلى الراحة، وفي الحصيلة، يقعون تحت أزمة روحية قاسية، فتصدر منهم السلبية التي تنفِّر الناس من حولهم. وقد أشار سيدنا علي - رضي الله عنه – إلى ذلك قائلًا: «اللَجاج يُفسد الرأي» وقال أيضًا: «الهمُّ يذيب الجسد». أما علمت أيها الحزين أن الله ما خلقك لتحزن، والشاهد على ذلك آيات القرآن جميعًا التي تؤكد عدم الشقاء والحزن والضعف أمام جبهات الحياة وظروفها القاسية، فقد قال تعالى: ﴿طَه﴾ ﴿مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى﴾. فلماذا ركبت الأمور الصعبة التي لا تعلم معها في أي هوَّة ستسقط؟ هذا لعمري يوهن الوجدان السليم، والمنطق القويم. أيها الحزين البائس، انهض الآن من مكانك، فالسعادة في وقوفك، وثِقْ بضعفك، وثق بفقرك، وثق بهزال رأيك، وثق بكل تقادير الله لك، واجعل قلبك معلقًا بالله اللطيف الخبير، وردد بصوت عذْب: أَنا الفقيرُ إِلى رَبِّ البَرِيـّــات أنا المُسَيْكينُ في مجموع حالاتي واعلم أَنَّ للحزن وقتًا، فخذ وقتك في موقف أحزانك، ولتجعل دموعك تغسل مآقيك، واجبر قلبك بهمسة تعلو كيانك: إن الله معي، وهو الذي أضحك وأبكى، وهو الذي جعل الحزن لأحزن في وقته فقط، والفرح وطيبات الحياة كثيرة وهي الأعمّ. يا من تقرأ مقالي هذا، هيَّا اشمخ على مخاوفك وأحزانك، سينجّيك الرحمن منها كمّا نجّى الله موسى من فرعون وكما نجّى ذا النون بن متّى، وأخيرًا اعلم أن الدنيا دارُ تعب وكدّ ونَصَب، وأننا خلال حزنها وفرحها في اختبار، فاجعل أمر الله في الحالين هو الخيار، وبناءً عليه خُذِ القرار، والله سيكفيك ويغنيك ويحميك، وتذكر قول الشاعر: وَاشْدُدْ يَدَيْكَ بِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِمًا فَإِنَّهُ الرُكْنُ إِنْ خانَتْكَ أَرْكــــانُ @zainabalmahmoud
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...
إنّ كمال غِنى الله سبحانه وتعالى عظيم؛ لا يحدّ ملكه حدّ، ولا يحصيه أحد، إنساً كان أو جنًا أو ملكاً، أو ما دون ذلك. ولو أن الخلق جميعًا، أولهم وآخرهم، وإنسهم وجنهم، سألوه، فأعطى كل...
لو تتبعنا اسم «الحق» في كتاب الله عزّ وجلَّ، لوجدناه في عدة مواضع؛ فيقول الحقّ جلَّ وعلا: }ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ{ [الحج: 6]، }يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ{...
مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم...
هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟...
معلوم أنّ العبد هو الذي يتوب من ذنبه ومما اقترفته نفسه ويداه وجوارحه، لكن هل هذه التوبة تؤتى لأيّ إنسان؟ أم أنّها منحة إلهية يختصّ بها من يستحق من عباده؟ حقيقة إنّ توبة الله على...