alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 336

رأي العرب 22 ديسمبر 2025
دعوة لبناء مستقبل أفضل
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 23 ديسمبر 2025
اكتمال معجم الدوحة.. لحظة تأسيس جديدة في تاريخ «العربية»
محمد يوسف العركي 23 ديسمبر 2025
معجم الدوحة.. ذاكرة اللغة في زمن الاستشراف
مريم ياسين الحمادي 22 ديسمبر 2025
معجم الدوحة التاريخي واستدامة اللغة العربية

بصر وبصيرة

04 نوفمبر 2025 , 11:41م

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار، ولكنهم لم يُسلبوا من البصيرة، ففي مجتمع العميان أمثلة مشرقة مبهرة عن القلوب المبصرة، وعن الطريقة التي يتعايشون بها بالشعور وبالحدس الذي في الصدور، فلا تفوتهم فائتة مما يحصله المبصرون، وقد يتفوقون ويزيدون، ومن عباقرتهم في التراث العربي، بشار بن برد وأبو العلاء المعري رحمهما الله، وكلاهما رأى وصوّر لنا من الصور، ما تؤخذ منه العبر، فقد صور أبو العلاء المعري لنا إحدى الليالي التي بقي فيها يقظان، مسهّد الأجفان، قائلًا: ليلتي هذه عروس من الـزنج عليها قلائد من جمانِ هرب النوم عن جفوني فيها هرب الأمن عن فؤاد الجبـان وسهيل كوجنة الحِبّ في اللون وقلب المحب في الخفقـان يسرع اللمح في احمرار كما تسرع في اللمح مقلة الغضبــــان شبه النجوم في صدر السماء وما تصدره من البريق واللآلئ، كأنها الجُمان الأبيض على صدر عروس سوداء، وفي البيت الأخير، شبَّه نجم سهيل الذي يبدو كوجنة الحبيب الزاهرة الناضرة، وأن له توقدًا وتفاوتًا في البروق كنبض قلب المحب المشوق، وفعلًا، هذا ما يتراءى من بعض النجوم لنا - نحن المبصرين - فبأي عين باصرة رآه الشيخ أبو العلاء؟! وكيف صوّره بلا وساطة رؤيا؟! كذلك بشار وصف المحسوسات وصورها من دون أن يبصرها، فقال: كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهــــــاوى كواكبه شبَّه الغبار الذي ثار فوق الميدان والسيوف التي تصعد وتنزل بأيدي الفرسان بالشهب التي تتساقط في الليل الحالك الطيلسان. علما بأنه لم يسبق له عهد برؤية السيوف والجيوش والغبار والشهب والليل والنهار. فهذا بصيص من عطاءات الأنوار، وإضاءات الأسرار، منحها البصير لهؤلاء المحرومين من الإبصار، فهم يرون بحواس غير التي يملكها الناس، محى الله عنها آية العيون والنواظر، وجلا آية البصائر، ليروا بالنور الإلهي الباطن كما نرى بنور الظاهر وزيادة. فسبحان من يعطي بعلمه، ويمنع بحكمته. وما أحوجنا نحن العباد إلى إدراك قدرته سبحانه وتعالى في بث البصيرة والبصر، ومنح النور والنظر، وما أعظم أن يقف أحدنا أمام نفسه ليتفكّر فيما وضعه الله فيه من نعم، فيحمد الله على ذلك، وإن رأى إنسانًا مسلوبًا من نعمة ما، أن يوقن أنّ الله عدل لا يظلم أحدًا، فهناك نعم خفية لا ندركها بأبصارنا لكن الله يدركها، وهو وحده من يعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، وبيده مفاتيح كل شيء وهو على كل شيء قدير، وبيده وحده التدبير. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

الكتابة بريدُ الإنسانية

إن الكتابةَ، في الحضارة الإنسانية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا باللغة. وإن الكتابةَ إحدى الركائز المرئية التي تعبّر عن اللغة، وهي محاولةُ نقل ظاهرةٍ صوتيةٍ سمعيةٍ إلى ظاهرةٍ كتابيةٍ مرئيةٍ بالعين. وانطلاقًا من هذه الصلةِ بين اللغةِ...

حضارة بامتياز

عرفت البشريةُ حضارات عديدة، وكان لكلِّ حضارةٍ نمطُ عيشٍ معيَّنٍ، يتلاءَمُ معَ طبيعةِ تفكيرها وإدارتها شؤونَ حياتها، وكان العُمرانُ ميزةً فارقةً للحضارات، تعبِّرُ من خلالِهِ عن مدى رُقِيِّها ونُضْجِها، ومدَّةَ عيشِها وقوَّتِها، وامتدادِها، وعناصرَ أخرى...

إعجاز السمع

إنّ من أعظم جوانب إعجاز الله في أسمائه، إعجازه في اسمه السميع الذي اقترن غالبًا، بالعليم، ثم بالبصير، ثم بالقريب، وفي كل مكان اقترن بالعليم جاء مقدّمًا عليه، وهو أشد وقعًا، وأسرع نفعًا في التحقق...

له المجد

كثيرًا ما نسمع بمفردة المجد، وكثيرًا ما نطلقها في ميادين التعظيم والاعتزاز بالنفس، وبلوغ الغاية في الشرف والسؤدد، فهل عرفنا منبعها ومصدرها وأصلها في اللغة والسياقات المختلفة؟ إن مفردة المجد مشتقة من اسم الله «المجيد»...

تذوّق الجمال

لا يتذوق الجمال إلا من اكتملت أركان الإنسانية في قلبه وروحه، وعرف أنّ خلف هذا الجمال مبدعا عظيما. وهناك انسجام تامّ بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وعناصر الجمال التي هيأها الله لآدم وذريته،...

حجابه النور...

ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...