alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 335

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
المستشار عبدالله بن محمد آل الشيخ 10 ديسمبر 2025
قطار المستقبل الخليجي
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات

لربنا حامدون

17 أغسطس 2025 , 11:08م

هل شعرت يومًا بعظيم أفياء الله عليك فبادرت بحمده؟ وهل وقعتَ في ابتلاء ونجوتَ منه، فحدثتك نفسك بضرورة حمد الله؟ وهل أبصرت حينًا مصائب غيرك، فنبض قلبك بحمد الله الذي عافاك مما ابتلى به سواك؟ كثيرة هي المواطن التي نلجأ فيها إلى حمد الله والثناء عليه بسبب لطفه بنا وإغداقه علينا من نعمه التي لا تُعد ولا تحصى، ولذلك كلّه، أسمى الله نفسه (الحميد) إطلاقًا وإغداقًا، وتفضلاً علينا وتكرُّمًا، فاللهم لك الحمد في كل حال وحين، حميد مجيد لا يُحمد على مكروه سواك، ولا يُستغنى إلا برضاك، الحمد لك حتى يبلغ الحمد منتهاه. إن اسم الله الحميد الذي تلهج به الألسنة في الغدو والإبكار، ويتسيّد التسابيح والأذكار، هو اسم عظيم، حاضر في حياتنا وصلواتنا وعباداتنا؛ فإذا كان قوله تعالى (اِقْرَأ) هو الكلمة الأولى وحيًا وتنزيلًا، فإنَّ قوله (الحَمْدُ) الأَول تلاوةً وترتيلًا، فنحن على موعد لا يتخلف عشرات المرات كل يوم مع قوله تعالى: «الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَميِنَ»، ثمَّ زِدْ ما شاء الله من السنن والنوافل، ثم زد بعدها ما شاء الله من الأذكار في الغدو والآصال، فما أعظمه سبحانه الذي ألهمنا حمده في كل حال قيامًا وقعودًا وعلى الجنوب، ذكرًا بالألسنة وإقرارًا بالقلوب. الحمد لله الذي علمنا كيف نحمده ونعبده، فقد كان بعض الجاهليين من الموحدين من أمثال قس بن ساعدة وورقة بن نوفل يحارون كيف يؤدون لله العبادة، ويبذل كل منهم وسعه واجتهاده، وقصارى جهدهم أن ينزهوا الله عن الشركاء، وينبذوا الأصنام وضلالات الأقوام، وكانوا ظمآى إلى خطة للتعبد والقنوت، يخبتون بها إلى ذي الجبروت والملكوت. فلا عجب أن يفتتح ربنا القرآن العظيم بالحمد، وهي منَّةٌ منه على العبد، وتمهيد لخطاب الحميد، ثم الدعاء بالهداية للصراط المستقيم، أسوة بالمهتدين، وخلافًا للمغضوب عليهم والضالين. ومن أقوال المفسرين وعلماء القرآن وأساطين اللغة والبيان في تفسير اسم الله الحميد قول أبي جعفر الطبري: «والحميد الذي استوجب عليكم أيها الخلق الحمد بصنائعه الحميدة إليكم، وآلائه الجميلة لديكم، فاستديموا ذلك أيها الناس باتقائه، والمسارعة إلى طاعته فيما يأمركم به، وينهاكم عنه». ومن ضمن هذه الأقوال الجليلة يلفتني قول ابن قيم الجوزية رحمه الله، والذي لا يخلو من الجديد البديع دون الجميع؛ يقول رحمه الله: «الحميد هو الذي له من الصفات وأسباب الحمد ما يقتضي أن يكون محمودًا، وإن لم يحمده غيره، فهو حميد في نفسه، والمحمود من تعلق به حمد الحامدين». وأخيرًا، وفي ظل التقلبات التي نتعرض لها دائمًا في حياتنا، وفي ظل ما نسمع ونشاهد مِن حولنا، يلزمنا استحضار اسم الله الحميد دائمًا وأبدًا، في السراء والضراء؛ حتى نُكتب عند الله من الحامدين. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

حضارة بامتياز

عرفت البشريةُ حضارات عديدة، وكان لكلِّ حضارةٍ نمطُ عيشٍ معيَّنٍ، يتلاءَمُ معَ طبيعةِ تفكيرها وإدارتها شؤونَ حياتها، وكان العُمرانُ ميزةً فارقةً للحضارات، تعبِّرُ من خلالِهِ عن مدى رُقِيِّها ونُضْجِها، ومدَّةَ عيشِها وقوَّتِها، وامتدادِها، وعناصرَ أخرى...

إعجاز السمع

إنّ من أعظم جوانب إعجاز الله في أسمائه، إعجازه في اسمه السميع الذي اقترن غالبًا، بالعليم، ثم بالبصير، ثم بالقريب، وفي كل مكان اقترن بالعليم جاء مقدّمًا عليه، وهو أشد وقعًا، وأسرع نفعًا في التحقق...

له المجد

كثيرًا ما نسمع بمفردة المجد، وكثيرًا ما نطلقها في ميادين التعظيم والاعتزاز بالنفس، وبلوغ الغاية في الشرف والسؤدد، فهل عرفنا منبعها ومصدرها وأصلها في اللغة والسياقات المختلفة؟ إن مفردة المجد مشتقة من اسم الله «المجيد»...

تذوّق الجمال

لا يتذوق الجمال إلا من اكتملت أركان الإنسانية في قلبه وروحه، وعرف أنّ خلف هذا الجمال مبدعا عظيما. وهناك انسجام تامّ بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وعناصر الجمال التي هيأها الله لآدم وذريته،...

حجابه النور...

ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...