alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 335

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
المستشار عبدالله بن محمد آل الشيخ 10 ديسمبر 2025
قطار المستقبل الخليجي
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات

إِلهٌ حميد

24 أغسطس 2025 , 11:28م

مَنْ مِنّا لا يحمد الله إن أَصابته سراء؟ ومن منّا لا يشكره سبحانه إنّ أظلته أفياء نعمة؟ هذا حال من يردّ الفضل إلى صاحبه، ويهب الثناء لمن هو أهل له. وهل تفكّرتم يومًا في اسم الله الحميد؟ وفي السر من وروده في كتاب الله بصيغة المبالغة؟ إنّ ما نعلمه أنّ الله عزّ وجلّ لم يفرّط في كتابه الكريم في شيء، إِنْ في مبناه أو في معناه. فدعونا نصحبكم لنعرف بعضًا من أسرار اسم الله الحميد، لنشعر به أكثر في حياتنا. ورد اسم الحميد في كتاب الله عز وجل في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} ﴾ [البقرة: 267]. وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ﴾ [الشورى: 28]. وقوله: ﴿وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ﴾ [البروج: 8]، ومعناه المبالغة بحمده سبحانه، والحميد «على وزن فعيل»، يأتي بمعنى المفعول من الفعل «حَمَد»، أي: المحمود الذي استحق الحمد والشكر والثناء على أفعاله وأفضاله، وما أَولاه سبحانه على عباده من النعم، وما بسط من الرزق والفضل، فهو الذي يُحمد في السراء والضراء، وفي الشدة والرخاء. فهو الحميد الذي يستحق الحمد، والذي لا يحمد على الأحوال كلها سواه، فهو أهل الحمد والثناء الحسن، لا نحصي ثناءً عليه. يقول الإمام ابن تيمية: «والحمد نوعان: حمدٌ على إحسانه إلى عباده، وهو من الشكر، وحمدٌ لما يستحقه هو بنفسه من نُعوت كماله، وهذا الحمد لا يكون إلا على ما هو في نفسه مستحق للحمد، وإنما يستحق ذلك من هو متصف بصفات الكمال». ومقتضى اسم الله الحميد وأثره: أن المسلم حريٌ به إذا عرف إلهه باسمه الحميد أن ينشغل بالحمد والثناء عليه جلّ وعلا، لأنه سبحانه المستحق للحمد على نعمه وآلائه التي لا تُعدُّ ولا تحصى، وفي ذلك يقول تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا﴾ [النحل: 18]، فهو سبحانه أهل الثناء والمجد والحمد. وحمد الله تعالى اعترافٌ له بالفضل، وتحقيقٌ لعبوديته، فهو سبحانه حميدٌ يحب من عباده أن يحمدوه، ويثنوا عليه، ويصدق ذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «وما مِنْ شيءٍ أحبُّ إلى اللهِ من الحَمْد»، وقوله: «أفضلُ الذكر: لا إله إلا الله، وأفضلُ الدعاء: الحمد لله». إن الحمد من الأذكار البديهية التي سادت، حتى في الجاهلية، فهذا أمية بن الصلت، شاعر من ثقيف، كان على دين إبراهيم الحنيف، ولكنه كان عبد هواه الذي أفضى به إلى تكذيب رسول الله، واستكبر عن اتباعه بعد سماعه والتيقن بما جاء به من رب العالمين، غلبته نفسه وشيطانه، وكان في الجاهلية متألهًا يثني على الله نثرًا وشعرًا؛ ومن ذلك قوله: الحمد لله حمدًا لا انقطاع له فليس إحسانــــــــــه عنا بمقطوعِ كما أنّ الحمد لله مطلق غير مقيد بقيود، ولا محدد بحدود، أما في حمد البشر بعضهم بعضًا، فهو بالقرائن مقرون، وبالشرائط مرهون، وهو قيد الأسباب الموجبة، فإذا انصرفت الأسباب، انصرف، ولنأخذ عينة من شعر المتنبي، إذ يقول في قصيدته الشهيرة التي خلّد فيها غزوة الحدث الحمراء لسيف الدولة: لك الحمد في الدر الذي لي لفظه فإنــــــــــــك معطيــــــــــــــــــــــه وإنـــــــــــــــــيَ نــــــــاظمُ وإني لتعــــــــدو بي عطايـــــــاك بالوغى فلا أنــــا مذمــــــــوم ولا أنــــــــــــــت نــــــــــادمُ وأخيرًا، إن إبحارنا في اسم الله الحميد ليس له حدود، ففي كل ملكوته أثر يدفعنا لحمده، وفي كل أنفاسنا عِبَر تجعلنا نذكره، فنحمده ونشكره سبحانه. جعلنا الله ممن يفقه في أسماء الله وصفاته، فيعمل وفق مقتضاها. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com

حضارة بامتياز

عرفت البشريةُ حضارات عديدة، وكان لكلِّ حضارةٍ نمطُ عيشٍ معيَّنٍ، يتلاءَمُ معَ طبيعةِ تفكيرها وإدارتها شؤونَ حياتها، وكان العُمرانُ ميزةً فارقةً للحضارات، تعبِّرُ من خلالِهِ عن مدى رُقِيِّها ونُضْجِها، ومدَّةَ عيشِها وقوَّتِها، وامتدادِها، وعناصرَ أخرى...

إعجاز السمع

إنّ من أعظم جوانب إعجاز الله في أسمائه، إعجازه في اسمه السميع الذي اقترن غالبًا، بالعليم، ثم بالبصير، ثم بالقريب، وفي كل مكان اقترن بالعليم جاء مقدّمًا عليه، وهو أشد وقعًا، وأسرع نفعًا في التحقق...

له المجد

كثيرًا ما نسمع بمفردة المجد، وكثيرًا ما نطلقها في ميادين التعظيم والاعتزاز بالنفس، وبلوغ الغاية في الشرف والسؤدد، فهل عرفنا منبعها ومصدرها وأصلها في اللغة والسياقات المختلفة؟ إن مفردة المجد مشتقة من اسم الله «المجيد»...

تذوّق الجمال

لا يتذوق الجمال إلا من اكتملت أركان الإنسانية في قلبه وروحه، وعرف أنّ خلف هذا الجمال مبدعا عظيما. وهناك انسجام تامّ بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وعناصر الجمال التي هيأها الله لآدم وذريته،...

حجابه النور...

ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...