


عدد المقالات 176
في الوقت الحالي، تتجلى أهمية العقلية في تشكيل القادة الناجحين. فهل تساءلت يومًا ما هو الفرق الذي تحدثه العقلية في أداء القائد وقدرته على تحقيق النجاح؟ العقلية الثابتة والعقلية المرنة هما مفهومان أساسيان يؤثران بشكل عميق على كيفية تعامل الأفراد مع التحديات والفرص. فالعقلية الثابتة تتميز بالاعتقاد بأن المهارات والقدرات ثابتة وغير قابلة للتغيير، مما قد يحد من قدرة الفرد على التكيف والنمو. في المقابل، العقلية المرنة تقوم على الإيمان بأن القدرات يمكن تطويرها من خلال الجهد والتعلم، مما يعزز من قدرة الفرد على التعامل مع التغيرات والتحديات بشكل إيجابي وفعّال. فالسؤال الذي يطرح نفسه هو، أيهما يصنع القائد الأفضل؟ هل هو القائد الذي يلتزم بالعقلية الثابتة أم ذلك الذي يعتمد على العقلية المرنة؟ سنتناول في هذا المقال تأثير كل من هاتين العقليتين على القيادة وكيف يمكن أن تؤثرا على نجاح القادة في تحقيق أهدافهم وتوجيه فرقهم نحو التميز. في البداية، ما الفرق بين العقلية الثابتة والعقلية المرنة؟ تُعتبر العقلية من أهم العوامل التي تشكل سلوكنا واتجاهاتنا نحو الحياة، وتؤثر بشكل كبير على نجاحنا في مختلف المجالات. يمكن تقسيم العقلية بشكل عام إلى نوعين رئيسيين ألا وهما، العقلية الثابتة والعقلية المرنة ولكل منهما خصائصه الإيجابية والسلبية، وتأثيراتها المختلفة على حياتنا. العقلية الثابتة يُعرف هذا النوع من الاعتقاد بالعقلية الثابتة ,(Fixed Mindset ) وهو مفهوم طوّرته عالمة النفس كارول دويك (Carol Dweck). فالأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة يعتقدون أن قدراتهم وذكاءهم محدودة ولا يمكن تغييرها أو تحسينها بمرور الوقت أو الجهد المبذول. إذ يعتقدون أنه إن كانوا غير موهوبين في مجال معين، فمن الاستحالة تغيير هذا الأمر. نتيجة لذلك، أجرت العالمة كارول دويك دراسات واسعة حول العقلية الثابتة والعقلية المرنة (النمط المقابل للعقلية الثابتة). وأظهرت دراساتها أن: • الأطفال الذين يمتلكون عقلية نمو يحققون نتائج أفضل في الدراسة، فهم يؤمنون أن الجهد والتعلم المستمر هما مفتاح النجاح. • العقلية تؤثر على كيفية تفسيرنا للفشل، فالأشخاص ذوو العقلية الثابتة يرون الفشل كدليل على عدم كفاءتهم، بينما يراه أصحاب العقلية المرنة كفرصة للتعلم والتطور. • من الممكن تطوير العقلية المرنة من خلال التدريب والتوجيه المناسب، إذ يمكن للأشخاص تغيير نمط تفكيرهم من الثابت إلى المرن. أمثلة على العقلية الثابتة: • في التعليم: «أنا لست جيدًا في الرياضيات، وهذا شيء فطري.» • في العمل: «أنا لست من النوع المبدع، لا تخطر لي أي أفكار جيدة.» • في العلاقات: «أنا شخص خجول، ولا أستطيع تغيير شخصيتي.» الصفات الإيجابية للعقلية الثابتة وفقًا لمراجعة هارفارد للأعمال (Harvard Business Reviews ) 1. التركيز على القدرات الطبيعية الأفراد ذوو العقلية الثابتة لديهم ثقة عالية في قدراتهم الطبيعية والمواهب التي يمتلكونها. وغالبًا ما يدفعهم هذا الاعتقاد إلى السعي لتحقيق أقصى استفادة من مواهبهم وقدراتهم، مما يدفعهم إلى الإبداع والتميز في مجالات اهتمامهم. وجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يعتقدون بامتلاكهم لمواهب طبيعية معينة قد يظهرون مستويات أعلى من الثقة بالنفس في تلك المجالات. 2. التمسك بالمبادئ والقيم التمسك بالمبادئ والقيم هو جانب يمكن اعتباره إيجابياً في سياق العقلية الثابتة. فالأشخاص الذين يمتلكون عقلية ثابتة لديهم ارتباط قوي بمبادئهم وقيمهم الراسخة، وهو ما يمكن أن يكون له آثار إيجابية وسلبية على حد سواء. فالأفراد الذين يتمسكون بقيمهم يظهرون مستوى عالٍ من النزاهة والثبات على مواقفهم. إذ تشير دراسة حول القيم والأخلاق في العمل إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بقيمهم يميلون إلى التصرف بنزاهة وثبات في مواقف الحرجة. 3. تحديد المجالات المناسبة يمكن لهؤلاء الأفراد تحديد المجالات التي يشعرون فيها بأنهم موهوبون وتركيز جهودهم عليها بدلاً من محاولة تحسين المجالات التي يرون أنهم غير موهوبين فيها. هذه الفكرة قد تكون مفيدة في توجيه الأفراد نحو تخصصات ومهن تناسب مواهبهم الفطرية، مما يسمح لهم بتحقيق أداء متميز ونجاح أكبر في تلك المجالات. بدلاً من إضاعة الوقت والجهد في تحسين نقاط الضعف، يمكن لهؤلاء الأفراد استثمار طاقاتهم في تعزيز نقاط القوة، مما يؤدي إلى تطوير مهاراتهم بشكل أكثر فعالية وتحقيق إنجازات أكبر. إذ يعزز هذا التوجه من الرضا الوظيفي والإبداع، حيث يشعر الأفراد بأنهم يعملون في مجالات تتماشى مع قدراتهم الطبيعية ويستطيعون فيها تقديم أفضل ما لديهم. @hussainhalsayed
تحدثنا في المقال السابق عن تحديات تواجه القادة في التعامل مع الجيل زد، وفي هذا المقال نكمل هذه التحديات. التحدي الرابع: تحدي السلطة والتسلسل الهرمي حيث نشأ جيل زد في عالم الشبكات وليس السلالم، فالإنترنت...
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...