


عدد المقالات 175
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف واحد: الفوز بالمباراة. لكن ماذا يحدث إذا انشغل بعضهم بالمراوغات الفردية أو اتبع آخرون أساليب لا تتماشى مع استراتيجية الفريق؟ النتيجة الحتمية هي الفوضى، وضياع الفرص، وتراجع الأداء. القائد الحقيقي هو من يحول هذا التشتت إلى انسجام، ويخلق بيئة تدفع الجميع للعمل ككتلة واحدة. كما يقول باتريك لينسيوني في كتابه الشهير «The Five Dysfunctions of a Team»: «غياب الثقة وعدم الالتزام برؤية مشتركة هما أكثر العوامل تدميرًا لأي فريق.» وهو ما يؤكد أهمية بناء الثقة أولاً ثم توجيه الفريق نحو أهداف واضحة ومشتركة. ولعل تجربة شركة جوجل مع مشروع Aristotle تمثل واحدة من أبرز الدروس في هذا السياق. إذ عندما حاولت الشركة تحديد أسباب نجاح بعض فرق العمل دون غيرها، اكتشفت أن العامل الأهم لم يكن ذكاء الأفراد أو كفاءتهم التقنية، بل وجود ما أسموه السلامة النفسية أي شعور كل عضو في الفريق بالأمان الكافي للتعبير عن أفكاره دون الخوف من النقد أو الإقصاء. بناء فريق متماسك ومنتج ليس مجرد مهمة تقنية تعتمد على توزيع المهام، بل هي عملية ديناميكية تتطلب رؤية قيادية واضحة وقدرة على تحفيز الأفراد وخلق ثقافة تركز على التعاون والشعور بالمسؤولية المشتركة. في هذا المقال، سنتحدث عن الخطوات والأساليب التي تساعد القادة على مواجهة تحديات التشتت داخل الفرق، وتحقيق بيئة عمل متناغمة ومُنتجة. لذلك، دعونا نستعرض المحاور التالية: أولاً، فهم أسباب التشتت: لماذا يفقد الفريق تركيزه؟ يعد فقدان التركيز أحد أبرز المشكلات التي قد تواجه الفرق في بيئات العمل الحديثة. في كثير من الحالات، يكون السبب وراء تشتت الفريق مرتبطًا بعدة عوامل نفسية وتنظيمية تؤثر على إنتاجية الأفراد وتفاعلهم الجماعي. ولفهم أسباب التشتت بشكل أعمق، يجدر بنا النظر في الدراسات التي تناولت هذه الظاهرة. أولاً، تساهم المهام المتعددة في إضعاف تركيز الفريق. تشير دراسة نشرتها مدونة (Harvard Business Reviews) إلى أن تعدد المهام (Multitasking ) يسبب تشتتًا ذهنيًا، ويقلل من كفاءة الفريق، حيث يؤثر على القدرة على اتخاذ قرارات سريعة وصحيحة، ما يجعل الأفراد غير قادرين على التفاعل بشكل فعال مع بعضهم البعض في بيئة العمل. ذلك لأن الدماغ البشري لا يستطيع التركيز في عدة مهام معًا بكفاءة كما يعتقد الكثيرون. ثانيًا، من الأسباب الرئيسية لتشتت الفرق هو الافتقار إلى وضوح الأهداف والرؤية المشتركة. إذ عندما لا تكون الأهداف محددة بشكل واضح أو لا يشارك جميع الأعضاء نفس الرؤية، يؤدي ذلك إلى حالة من الفوضى والارتباك داخل الفريق. أظهرت دراسة أجراها معهد (Center for Creative Leadership) أن الفرق التي تفتقر إلى أهداف محددة وواضحة تعاني من تشتت في جهودها، حيث يتجه كل عضو للعمل بشكل منفصل عن الآخرين، مما يضعف التعاون ويقلل من الكفاءة العامة. علاوة على ذلك، تشير أبحاث صادرة عن مدونة (Harvard Business Review) إلى أن غياب الرؤية المشتركة يمكن أن يؤدي إلى انعدام التحفيز، حيث يصعب على الأعضاء تحقيق النجاح عندما لا يشعرون أن جهودهم تسير في اتجاه موحد. وفي نهاية المطاف، يُساهم هذا الافتقار إلى التوجيه الواضح في فقدان الدافع والتركيز، مما يسبب تشتت الفريق. أخيرًا، أحد العوامل المهمة التي تؤدي إلى تشتت الفريق هو وجود المثبطين داخله. إذ يمكن أن يعرقل الأشخاص المتشائمون أو الذين يرفضون الأفكار الجديدة تقدم الفريق. كما تشير دراسة من الجمعية الأمريكية لعلم النفس إلى أن مثل هذه الشخصيات قد تقلل من دافعية الفريق وتسبب التشتت، حيث ينحرف التركيز عن الأهداف المشتركة بسبب القلق والتردد الذي يثيرونه. باختصار، لتجاوز هذه العوامل المشتتة، يعد بناء الثقة بين أعضاء الفريق خطوة أساسية نحو استعادة التركيز والانسجام. فالثقة تُعتبر الأساس الذي يقوم عليه التعاون الفعّال والتفاعل الجماعي، مما يساهم في توجيه الفريق نحو الأهداف المشتركة وتعزيز روح العمل الجماعي. @hussainhalsayed
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...