


عدد المقالات 175
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن التحفيز المستمر من خلال التقدير والمكافآت يمكن أن يعزز من شعور الموظف بالإنجاز ويدفعه لتقديم أفضل ما لديه. تشير الدراسات إلى أن التقدير والمكافآت يلعبان دورًا حاسمًا في تعزيز الرضا الوظيفي والولاء لدى الموظفين. وفقًا لمقال نشرته صحيفة «فاينانشال تايمز» في ديسمبر 2024، أظهرت التحليلات أن الموظفين في قطاعي المالية والتأمين في المملكة المتحدة، الذين يتمتعون بأعلى مستويات الرضا الوظيفي، يتقاضون أعلى متوسط للرواتب يبلغ 85,538 جنيهًا إسترلينيًا سنويًا. ومع ذلك، فإن الجوانب غير المالية، مثل الثناء والتقدير، تلعب دورًا حاسمًا أيضًا. فقد أظهرت البيانات أن الاعتراف المنتظم بجهود الموظفين يمكن أن يقلل من نوايا البحث عن وظائف جديدة بنسبة 33 %. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت شركات مثل «JetBlue» التي تستخدم برامج التقدير زيادة في احتفاظ الموظفين، مما يثبت أن الإيماءات البسيطة للتقدير يمكن أن تعزز معنويات مكان العمل وتقلل من تكاليف دوران الموظفين. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة تطبيقية حول تأثير سياسة الحوافز على الرضا الوظيفي للعاملين في قطاع الطفولة المبكرة أن الحوافز المادية والمعنوية تؤثر بشكل كبير على مستوى الرضا الوظيفي. حيث جاء تأثير الحوافز المادية بدرجة مرتفعة بمتوسط حسابي 3.94، بينما كان تأثير الحوافز المعنوية بمتوسط حسابي 4.10. هذا يشير إلى أن التقدير والاعتراف بالجهود المبذولة، سواء كان ذلك ماديًا أو معنويًا، يعزز من رضا الموظفين ويدفعهم لبذل المزيد من الجهد في العمل. ومن الجدير بالذكر أن الجمع بين الحوافز المادية والمعنوية يخلق بيئة عمل إيجابية تدعم الابتكار والالتزام، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام للمؤسسة. المرحلة الرابعة: التفاعل والمشاركة – خلق بيئة تواصل مفتوحة وداعمة تعتبر مرحلة التفاعل والمشاركة من العناصر الحيوية في تعزيز الولاء الوظيفي، حيث إن وجود قنوات تواصل مفتوحة بين الموظفين والإدارة يسهم بشكل كبير في بناء بيئة عمل قائمة على التعاون والتفاهم، مما ينعكس إيجابيًا على التزام الموظفين وارتباطهم بالمؤسسة. ووفقًا لنظرية القيادة التحويلية (Transformational Leadership) التي طورها باس، يعد التواصل الفعّال من العناصر الجوهرية التي تُعزز من التفاعل بين القائد والموظف، وبالتالي تساعد في تحقيق التزام الموظفين تجاه المؤسسة. القادة الذين يتبنون هذه النظرية لا يقتصر دورهم على إصدار الأوامر أو متابعة تنفيذ المهام، بل يسعون إلى إشراك الموظفين في عملية اتخاذ القرارات، مما يمنحهم شعورًا بالمسؤولية ويعزز مشاركتهم الفعّالة في تحديد مسار المؤسسة. في هذا السياق، يشير الخبراء إلى أن بيئة العمل التي تشجع الموظفين على التعبير عن آرائهم ومقترحاتهم بحرية تعزز بشكل كبير من انتمائهم وولائهم، إذ يشعرون بأنهم جزء أساسي في تحقيق التغيير داخل المؤسسة. أحد المفاهيم المهمة هنا هو «التفاعل الثنائي الاتجاه»، الذي يعنى بتبادل المعلومات والملاحظات بين الموظفين والإدارة بشكل مستمر، مما يسهم في تحسين الأداء العام من خلال التغذية الراجعة الفعّالة. عند تبني بيئة عمل تتصف بالانفتاح والمرونة، يُمكن للمؤسسات تحقيق الشفافية وتعزيز الثقة بين الموظفين والإدارة. إذ لا يُشجع هذا النوع من التفاعل على الابتكار والإبداع فقط، بل يساعد الموظفين أيضًا في التعرف على مدى تطور المؤسسة نحو تحقيق أهدافها، مما يعزز الولاء المؤسسي. على سبيل المثال، يمكن أن نرى هذه الممارسات في شركة «ساوث ويست إيرلاينز» (Southwest Airlines)، التي تعتبر من الشركات الرائدة في تبني أسلوب القيادة التحويلية والتفاعل المستمر مع موظفيها. في ساوث ويست، يتبنى القادة نهجًا يشجع الموظفين على المساهمة في اتخاذ القرارات، ويخلقون بيئة تواصل مفتوحة وشفافة. أحد الأمثلة الواضحة على ذلك هو «اجتماعات الأبطال» (Champion Meetings) التي تُعقد بانتظام بين القادة والموظفين في ساوث ويست، حيث يتم تبادل الأفكار والمقترحات والتحديات بشكل مباشر. تُشجِّع هذه الاجتماعات الموظفين على التعبير عن آرائهم والمشاركة في تطوير إستراتيجيات الشركة. كما يتم استخدام التغذية الراجعة من الموظفين لتحسين العمليات والخدمات، مما يعزز ثقافة الابتكار والتحسين المستمر. تساهم هذه المبادرات في تعزيز شعور الموظفين بأنهم جزء أساسي من نجاح الشركة، ويشعرون بالمسؤولية تجاه أهدافها. هذه البيئة من التفاعل الثنائي الاتجاه تعزز الولاء المؤسسي والابتكار، وتساعد الشركة في الحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة الطيران. @hussainhalsayed
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...