


عدد المقالات 176
في هذا المقال نستكمل باقي التحديات التي تواجه عملية التمكين الوظيفي خامساً: القيود البيروقراطية تعاني المؤسسات ذات الهياكل الهرمية من بطء وتشوهات في التواصل نتيجة تعدد الطبقات الإدارية، مما يعوق الحوار الفعال بين الموظفين وصناع القرار. تشير دراسة نشرت على مدونة ريسيرش غيت (Research Gate ) إلى أن هذه البيروقراطية المعقدة تؤدي إلى سوء الفهم وانخفاض في الكفاءة. وفقاً للبحوث المنشورة في المجلة الدولية لاستعراض الإدارة (InternationalJournal of Management Reviews)، تتطلب الهياكل البيروقراطية من الموظفين الحصول على موافقات من مستويات إدارية متعددة، مما يُؤدي إلى إطالة عملية صنع القرار ويحد من استقلالية الموظفين وتقديرهم للموقف. علاوة على ذلك، يمكن للقيود البيروقراطية أن تؤثر سلبًا على معنويات الموظفين ورضاهم الوظيفي، حيث إن القواعد والإجراءات المفرطة تخلق شعورًا بالعجز والإحباط بين الموظفين. وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الاندماج وارتفاع في معدل دوران الموظفين. الحلول المقترحة: 1. تبسيط الإجراءات والحد من الروتين الإداري بدلاً من التركيز على اتباع إجراءات محددة، يُستحسن تحويل التركيز نحو تحقيق النتائج المطلوبة. إذ يتيح هذا النهج الحرية للموظفين لإيجاد حلول مبتكرة ضمن إطار عمل محدد. 2. منح الموظفين صلاحيات اتخاذ القرار السماح للموظفين باتخاذ القرارات ضمن معايير محددة يعزز شعورهم بالملكية والمسؤولية. 3. الاستفادة من التكنولوجيا لأتمتة المهام يوفر توظيف أدوات الأتمتة لإنجاز المهام المتكررة وقتاً أكبر للموظفين للقيام بمهام أكثر أهمية واستراتيجية. على سبيل المثال، يمكن أتمتة المهام الروتينية مثل إدخال البيانات وإرسال التقارير ومعالجة الفواتير. سادساً: التحديات الثقافية والاجتماعية تُعد الثقافة التنظيمية عنصرًا هامًا لنجاح أي مؤسسة، ولها تأثير مباشر على سلوكيات الموظفين ومستويات الإبداع والإنتاجية. إذ تلعب هذه الثقافة دورًا حيويًا في تمكين الموظفين وتشجعهم على الازدهار وتحقيق إنجازات عظيمة. ومع ذلك، قد تواجه جهود تمكين الموظفين مقاومة في بعض المؤسسات، خاصة تلك التي تتمسك بثقافات تقليدية تُقدّر السلطة المركزية وتُقلل من قيمة مشاركة الموظفين. أوضح إطار هوفستده (Hofstede) حول الثقافة الوطنية كيف تميل الثقافات التي تتبنى مفهوم «البعد العالي للقوة» (High Power Distance ) إلى تفضيل الهياكل الهرمية التقليدية وسياسة صنع القرار المركزي. في مثل هذه البيئات، قد يُنظر إلى تمكين الموظفين على أنه تهديد للنظام القائم، مما يؤدي إلى التشكيك في فعاليته أو معارضته. تُعد الثقافة التنظيمية حجر الأساس لنجاح مبادرات تمكين الموظفين. فهي تُشكل بيئة العمل التي تُحفز المشاركة والإبداع وتُعزز فعالية برامج التمكين. أثبتت العديد من الدراسات، مثل أبحاث هوفستده (Hofstede) وأدلر(Adler)، أن الثقافات التي تُقدّر العمل الجماعي وتدعم مشاركة المعلومات وتشجع على اتخاذ قرارات جريئة أكثر ملاءمة لنجاح برامج التمكين. في بيئة العمل التعاونية التي تُقدّر العمل الجماعي ومشاركة المعلومات والمخاطرة، يشعر الموظفون براحة أكبر في تحمل المسؤوليات الإضافية واتخاذ المبادرات، وذلك لأنهم يثقون بقدرتهم على المساهمة بشكل فعال في تحقيق أهداف المؤسسة. في المقابل، قد تواجه مبادرات تمكين الموظفين تحديات في بيئات العمل التي تُركز على السيطرة والتسلسل الهرمي. حيث قد يشعر الموظفون بعدم الثقة بقدرتهم على اتخاذ القرارات ويخشون تحمل المسؤولية ويترددون في مشاركة أفكارهم أو التعبير عن آرائهم. الحلول المقترحة: 1. الأفعال أعلى صوتاً من الأقوال يلعب القادة دورًا جوهريًا في تشكيل ثقافة المؤسسة من خلال تجسيد سلوكيات التمكين الوظيفي. وفقًا لكونجر وكانونجو (Conger and Kanungo)، فإن القادة الذين يفوضون المهام ويمنحون الموظفين الاستقلالية ويستمعون بفعالية إلى أفكار الموظفين يظهرون كقدوة حسنة يحتذى بها. يمكن أن يؤدي هذا السلوك النموذجي إلى تحول تدريجي في ثقافة المؤسسة نحو ثقافة تقدّر عملية التمكين الوظيفي. 2. الاستماع النشط وتضمين الموظفين: للقادة دور هام في تعزيز ثقافة التمكين من خلال الاستماع النشط وإشراك الموظفين في عملية صنع القرار. وهذا لا يقتصر على مجرد الاستماع إلى أفكار الموظفين، بل يشمل أيضًا تنفيذ الاقتراحات القابلة للتطبيق وتقديم الملاحظات البناءة. حيث يُظهر تقرير صادر عن مجلة هارفرد (Harvard Business Review) أن الاستماع النشط وتضمين الموظفين من قبل القادة يمكن أن يعزز بشكل ملحوظ شعور الموظفين بالانتماء والاندماج، وهما من المكونات الأساسية لثقافة التمكين. @hussainhalsayed
تحدثنا في المقال السابق عن تحديات تواجه القادة في التعامل مع الجيل زد، وفي هذا المقال نكمل هذه التحديات. التحدي الرابع: تحدي السلطة والتسلسل الهرمي حيث نشأ جيل زد في عالم الشبكات وليس السلالم، فالإنترنت...
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...