


عدد المقالات 175
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها. فالموظف المخلص يُسهم بشكل فعّال في تعزيز الإنتاجية وتحقيق استدامة الأعمال، كما يقلل من معدلات التوظيف المتكرر ويُساعد في بناء سمعة المؤسسة كوجهة مفضلة للعمل. يبدأ بناء الولاء من خلال تأسيس قيم ومبادئ واضحة تُترجم إلى ثقافة مؤسسية قوية. فالقيم التي تؤمن بها المؤسسة يجب أن تكون متوافقة مع تطلعات الموظفين وتُشعرهم بأنهم جزء من شيء أكبر. وعندما يشعر الموظف بأن مؤسسته تلتزم بالشفافية وتقدير الموظفين والعدالة، يصبح الولاء لدى الموظف أمرًا طبيعيًا. كما تتغلغل هذه القيم في كافة جوانب العمل بدءًا من التعيين، مرورًا بالتدريب والتطوير، وصولًا إلى كيفية التعامل مع التحديات اليومية. وفقًا لخبير القيادة جيم كولينز (James C. Collins) في كتابه من جيد إلى عظيم (Good to Great)، يعتبر الولاء والتزام الموظفين جزءًا أساسيًا من النجاح المؤسسي، حيث إن «الناس المناسبين في الأماكن المناسبة» هم من يبنون بيئة عمل مبنية على الثقة والاحترام المتبادل، مما يساهم في تعزيز الولاء المؤسسي. سؤال مهم : متى تبدأ عملية بناء الولاء الوظيفي ؟ الولاء الوظيفي لا يُبنى في مرحلة واحدة أو من خلال إجراءات قصيرة، بل هو عملية مستمرة تتطلب التفاعل المستمر بين الموظف والمؤسسة. يبدأ الولاء منذ اللحظة الأولى لتعيين الموظف، ويستمر من خلال برامج التدريب والتطوير والتحفيز، بالإضافة إلى بيئة العمل الداعمة التي تعزز شعور الموظف بالانتماء. وعندما يرى الموظف التزام المؤسسة بتطويره وبناء علاقات قائمة على الاحترام والشفافية، يصبح أكثر استعدادًا للاستمرار في تقديم أفضل أداء له حتى في الأوقات الصعبة. المرحلة الأولى: التوظيف والتعيين – الأسس الأولية لتعزيز الولاء الوظيفي تعد مرحلة التوظيف والتعيين من أهم المراحل التي تساهم في بناء الولاء الوظيفي على المدى الطويل. فعملية التوظيف لا تقتصر على اختيار موظفين لأداء مهام معينة، بل هي فرصة تساعد المؤسسة على بناء علاقة قوية مبنية على الولاء والالتزام مع موظفيها تجاه أهدافها. في هذه المرحلة، لا يتوقف الأمر على المهارات والكفاءات فقط، بل يشمل أيضًا توافق القيم الشخصية والاحتياجات النفسية للموظف مع ثقافة المؤسسة. تعتبر نظرية التوافق بين الشخص والمحيط (Person-Environment Fit Theory ) التي قدمها بويل لاوتون (Powell Lawton) من الأساسيات لفهم العلاقة بين الموظف وبيئة العمل. وفقًا لهذه النظرية، يشعر الموظف بالانخراط الفعّال والولاء للمؤسسة عندما تتوافق أهدافه الشخصية مع قيم بيئة العمل وأهدافها. فعندما تتماشى قيم الموظف مع قيم المؤسسة مثل النزاهة والابتكار، يشعر الموظف بالانتماء والارتباط العاطفي بالمؤسسة، مما يعزز ثقافة الثقة المتبادلة. كذلك، إذا شعر الموظف بأن أسلوبه في العمل يتوافق مع ثقافة المؤسسة، يزداد تحفيزه للعمل المستمر والإبداعي، مما يقلل من شعوره بالاغتراب ويعزز استمراره في العمل. لتحقيق ذلك، يجب على المؤسسات أن تركز على اختيار مرشحين تتماشى قيمهم الشخصية مع قيم المؤسسة، بالإضافة إلى توفير فرص مستمرة لتطوير مهارات الموظفين بما يتناسب مع أهداف المؤسسة. بمعنى آخر، يجب على المؤسسات أن تركز على إجراء مقابلات توظيف لا تقتصر فقط على تقييم المهارات الفنية، بل أيضًا على قياس مدى توافق القيم الشخصية للمرشحين مع قيم المؤسسة. ومن الضروري أن تتم عملية التعيين بشفافية وعدالة، مع التأكد من أن الموظف سيحظى بفرص تدريب وتطوير مستمرة تتماشى مع طموحاته الشخصية والمهنية. @hussainhalsayed
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...