


عدد المقالات 335
في ساعات اليوم، ووسط زحام الحياة، تمر علينا مشاعر وأَحاسيس مختلطة، لأناس مختلفين، ولكلٍّ من هذه المشاعر، وهؤلاء البشر قد وضعْتَ له زاوية في قلبك، ومكانة وقيمة تظهر في تصرفاتك معهم، فمنهم من احتفظ بمكانه، وربما زاد في شأنه، ومنهم من قلَّل تلك القيمة، وقد يكون خسرها كلها؛ بسبب سلوكه السلبي المتواتر معك، فلا يدوم الحال ما دام هناك أذى. فقد يكون المزاج المتقلب، وسوء الحوار سببين في إهدار العلاقة وتلاشيها، وأحيانا إهمال المشاعر سببٌ حتمي لبعدك، وربما فراقك إياه، ولا شك في ذلك؛ فالله خلقنا في أحسن حال، ويريد منّا العيش بسلام وأمان. والفطرة البشرية لا تقبل الألم، بل إنَّ القصاص حدٌّ من حدود الله، وضعه لعباده ليأخذ كلٌّ منهم حقه إذا لاقى السوء، أو اعتُدي عليه من غير ذنب اقترفه. فيا لجمال الخالق، وجمال تعامله مع خلقه، فهو لا يرضى لعباده الوجع، بل خلقهم ليطيبوا بالحياة التي تملؤها الطيبة في التعامل، والتي تُعمَّر بحسن الحديث، وحسن الخلق، وجمال المعشر، وصدق النيّات، والتي تغمرها الرعاية والعناية. فعليك أن تنزل الناس منازلهم، فمقام الخير للخيّرين والطيّبين، ولكن ماذا عن أهل السوء والفساد، وأهل الحزن والشقاء؟ ليس عليك معايشتهم، بل عليك الاكتفاء بوضعهم في زاويتهم التي يستحقونها، والتي تتواءم مع طبيعة قلوبهم، وأفعالهم. ولا تبالغ في العطاء معهم، بل عاقبهم بالبعد والصدّ والهجران، وضع حدودًا في مسايرتهم ومعايشتهم، لأنَّ «مَنْ أمن العقوبة، أساءَ الأدب». لذلك؛ لا تجعل أحدًا يتعدى حدوده، ويتجاوز خطوطك الحُمر التي تُمسّ فيها كرامتك، وعزّة نفسك، وتذكَّر أنَّ «الدين المعاملة»، وأنَّ الإسلام يشتمل على العقائد والعبادات والأخلاق والمعاملات. وتكاد المعاملات تمثّل جوامع الإسلام كلّه، إذ إنّ الأخلاق إنّما تظهر عند معاملة النّاس، ومخالطتهم، ومرافقتهم في دروب السفر وتبادل الحاجات... وغير ذلك. أمّا العبادات، فإن لم يظهر أثرها في المعاملات، فلا فائدة منها، يقول النّبي صلوات الله وسلامه عليه: «مَن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم يزدد من الله إلّا بُعدًا». كذلك نرى العقيدة الصّحيحة تنعكس على معاملات النّاس بعضهم، فبوحيها يبيعون ويشترون، وبوحيها يتعارفون، وبوحيها يسعون في الأرض، آمرين بالمعروف، ناهين عن المنكر. فبالعقيدة تنعقد القلوب على حب الله وتعظيمه وتوقيره وخشيته وتقواه. ولنتذكّر أن الله لم يخلق العذاب حبًّا في العذاب، ولا النار رغبة في الحرق، ولكنه تعالى خلق العذاب لإقامة الحق العدل، ولأن كثيرًا من النفوس، إنما تستقيم بالترهيب، لا بالترغيب. فيا سعدَ من أقبل على الله راغبًا، ومن عقوبته راهبًا، فيلقى الله بقلب سليم، لا سواد فيه. @zainabalmahmoud @zalmahmoud@outlook.com
عرفت البشريةُ حضارات عديدة، وكان لكلِّ حضارةٍ نمطُ عيشٍ معيَّنٍ، يتلاءَمُ معَ طبيعةِ تفكيرها وإدارتها شؤونَ حياتها، وكان العُمرانُ ميزةً فارقةً للحضارات، تعبِّرُ من خلالِهِ عن مدى رُقِيِّها ونُضْجِها، ومدَّةَ عيشِها وقوَّتِها، وامتدادِها، وعناصرَ أخرى...
إنّ من أعظم جوانب إعجاز الله في أسمائه، إعجازه في اسمه السميع الذي اقترن غالبًا، بالعليم، ثم بالبصير، ثم بالقريب، وفي كل مكان اقترن بالعليم جاء مقدّمًا عليه، وهو أشد وقعًا، وأسرع نفعًا في التحقق...
كثيرًا ما نسمع بمفردة المجد، وكثيرًا ما نطلقها في ميادين التعظيم والاعتزاز بالنفس، وبلوغ الغاية في الشرف والسؤدد، فهل عرفنا منبعها ومصدرها وأصلها في اللغة والسياقات المختلفة؟ إن مفردة المجد مشتقة من اسم الله «المجيد»...
لا يتذوق الجمال إلا من اكتملت أركان الإنسانية في قلبه وروحه، وعرف أنّ خلف هذا الجمال مبدعا عظيما. وهناك انسجام تامّ بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وعناصر الجمال التي هيأها الله لآدم وذريته،...
ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...
ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...
قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...
في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...
كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...
لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...
كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...
كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...