


عدد المقالات 74
تُعَدُّ الصحة والعافية من أعظم النِّعم التي أنعم الله بها على عباده، وهما تاج لا يراه إلا من فقده، وكنز لا يُقدَّر بثمن. كثير من الناس يعيشون هذه النعمة يوميًّا، لكنهم لا يدركون قيمتها إلا عندما تُسلب منهم، فيتحسرون على أيام مضت وهم في عافيةٍ لم يشكروها كما ينبغي. إنَّ نعمة الصحة تشمل العافية الجسدية والنفسية والروحية، وهي ركيزة السعادة والاستقرار في الحياة. قال الله تعالى: (وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) [النحل: 18]. فالآية تؤكد أن النعم لا تُعدّ ولا تُحصى، وأن الإنسان مهما بالغ في شكرها فلن يوفّيها حقها. وفي الحديث الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» فالعافية ليست مجرد خلوّ الجسد من المرض، بل تشمل سلامة النفس والفكر والقلب أيضًا. فالإنسان قد يكون سليم البدن، لكنه مضطرب النفس أو مهموم القلب، فلا يشعر بلذة الحياة. وقد قال الإمام ابن القيم رحمه الله: «العافية هي كلمة جامعة تتضمن سلامة القلب من الغل، والبدن من المرض، والدين من الفتنة.» فمن جمع الله له بين هذه الثلاث فقد حاز خير الدنيا والآخرة. والنعمة لا تدوم إلا بالشكر، ولا تُحفظ إلا بالاعتراف بفضل الله. قال تعالى: وقال الحسن البصري رحمه الله: «إن الله أنعم على قوم فلم يشكروا، فصارت النعمة وبالًا عليهم.» فمن شكر الله على نعمة العافية سَخَّرها في طاعته، ولم يستخدمها في معصيته. إن الحياة لا تخلو من الابتلاء، والمصائب قد تأتي فجأة لتذكّر الإنسان بقيمة ما كان عنده. فالمصائب ليست نقمة، بل رسائل تذكير ورحمة، تردّ العبد إلى مولاه وتجعله أكثر وعيًا بقيمة العافية. فالبلاء يوقظ الغافلين، ويعيد الموازين لمن انشغل بالدنيا. وقد قال أحد الحكماء: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى.» إن الحفاظ على نعمة الصحة والعافية يكون عبر مجموعة من السلوكيات العملية والإيمانية. والإنسان الشاكر يعيش رضا وطمأنينة تقلل من التوتر والهم، وتحسّن صحته الجسدية. وقد أكّد علم النفس الحديث أن الامتنان يُنشّط مناطق السعادة في الدماغ ويزيد الشعور بالتوازن، وهو ما أشار إليه الإسلام قبل قرون. إن الصحة والعافية نعمةٌ عظيمة تستوجب التأمل والشكر، فمن وعى قيمتها شكر المنعم وحافظ عليها، ومن غفل عنها فقد يوقظه البلاء حين لا ينفع الندم. إن التقرب إلى الله وحسن الظن به، واستعمال النعمة في طاعته، هي أعظم أسباب حفظها وزيادتها. فالمصائب لا تستأذن أحدًا، لكنها تذكّر الغافل، وترفع الدرجات للمؤمن الصابر. فلنكن شاكرين في الرخاء قبل الشدة، ولنجعل من صحتنا وعافيتنا وسيلة لعبادة الله وخدمة الناس، لعل الله أن يديم علينا نعمه، ويجعلنا من عباده الشاكرين. @nasserqt
تعيش البشرية منذ القدم بين مصاعب الحياة اليومية، من ابتلاءات وأزمات وفقدان، ومن تحديات كبيرة وصغيرة. وكم من إنسان أُصيب بالهم والغم لأنه نظر إلى ما فقده أو ما أُخِذ منه، وغفل عن ما بقي...
في عالم اليوم، ينسى كثير من الناس أن الاحتياجات الحقيقية ليست دائمًا ما نراه أو نشعر به. كثير من الأثرياء والميسورين يظنون أن تقديم المال أو العون للفقراء مجرد واجب أخلاقي عليهم، لكن الحقيقة أعمق:...
في مسيرة الحياة، يواجه الإنسان أشكالًا عديدة من الجهاد، فهناك جهاد النفس، وجهاد النفس مع الآخرين، وجهاد المال والسلطة، وكلها درجات من التحديات التي وضعها الله لعباده ليميز الصادقين من المظهرين. ومع ذلك، جهاد النفس...
بدأ الأعمال الخواطر.. والخيال هو دليل الواقع.. فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك..!! قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...
المثالية الزائدة المبالغ فيها (هي مثالية زائفة في الحقيقة) قد تضرك أكثر مما تنفعك.. لماذا وكيف؟!! - المثالية في واقع الأمر هي رغبة بعض الأفراد في معايشة نموذج حياة أو معاملات يتصوره في ذهنه، وقد...
مبدأ الأعمال الخواطر، والخيال هو دليل الواقع، فأصلح خيالك وخواطرك ينصلح حالك وواقعك. قال الإمام ابن القيم رحمه الله: (مبدأ الأعمال الخواطر) فكل عمل يبدأ بخاطر ثم تتحول إلى فكرة ثم إلى همّ ثم إلى...
يظن الكثير أن السعادة في المال والمتاع والسيارات والقصور والنساء، ومظاهر الدنيا المتعددة، ويظنها البعض الآخر أنها في الجاه والسلطان والمنصب والوجاهة وغير ذلك، ويظنها آخرون أنها في الشهرة والصيت والجمال والإعجاب من الآخرين..، وهكذا...
ذكر الموت والآخرة سمة العقلاء الأذكياء.. بل سمة الذين اصطفاهم الله.. لماذا..؟!! * أما أنه سمة العقلاء الأذكياء.. فهذا وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن يُكثر ذكر الموت والآخرة ويستعد لما بعد الموت.....
الواقع الذي يعيشه الناس ممتلئ بالمشكلات والأزمات المتنوعة والمتعددة في كل زمان ومكان ومجال.. وتلك هي سنة الحياة التي أرادها الله..، وذلك هو مَكْمَن الاختبار في هذه الحياة الدنيا الذي يتباين فيه الناس ويتفاوتون من...
انتشرت ظاهرة الخُلع بين الأزواج والزوجات حتى صارت تهدد استقرار الحياة الأسرية ومن ثم الحياة الاجتماعية برمتها...فما الأسباب وكيف المخرج؟!!! * كثيرة هي الأسباب ...لكن نذكر بعضها أو ما اشتهر منها...ومن تلك الأسباب: التخلي عن...
حين تعيش الأسرة متباعدة المشاعر مُتخلِّية عن المسؤولية التضامنية فيما بينها... ويصبح كل واحد في وادٍ وحيدًا مع همومه ومسؤوليته... فسيؤدي هذا إلى ضعف روابط الحب والمواساة والتعاون والإحساس بالآخرين فيما بين أفراد الأسرة الواحدة.....
حكمة أطلقها سيدنا علي رضي الله عنه.. قال: ( قيمة كل امرئ ما يُحسن) اجعل أفعالك الحسنة تتحدث عنك... لا تتحدث أنت عن نفسك.. تلك من صفات الشخصية الواثقة المتزنة المتواضعة، فهي لا تحتاج أن...