alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 175

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
علي حسين عبدالله 11 ديسمبر 2025
السعودي فوق وديما مغرب

دراسات وأبحاث حول الذكاء العاطفي في بيئات العمل (2)

12 يوليو 2025 , 10:28م

في إحدى الدراسات الحديثة، تم اختيار 50 موظفًا خضعوا لتدريب خاص على الوعي العاطفي استنادًا إلى منهج دي بونو لمدة 8 أسابيع. وخلال هذه الفترة، أُجريت اختبارات تقييمية لقياس قدرة الموظفين على حل المشكلات الجماعية، بالإضافة إلى تعزيز مهاراتهم في التعبير عن المشاعر بطريقة منظمة. أظهرت النتائج أن 85% من المشاركين استطاعوا تحسين مهاراتهم في التعبير عن مشاعرهم بشكل منظم، وهو ما ساهم في تسهيل النقاش البناء وتبادل الأفكار بشكل أعمق. هذا التحسن في القدرة على التعبير أدى بدوره إلى تعزيز التواصل الفعّال، حيث لوحظ زيادة بنسبة 72% في فعالية التواصل بين أعضاء الفرق. علاوة على ذلك، لاحظ الباحثون زيادة بنسبة 67% في تحسين فعالية العمل الجماعي، ما يعكس التأثير المباشر للتدريب على الوعي العاطفي في تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق. وبالإضافة إلى ذلك، ارتفعت نسبة اتخاذ القرارات الدقيقة بنسبة 40%، مما يدل على التحسن الواضح في قدرة الفرق على اتخاذ قرارات ناجحة ومدروسة. خلاصة القول، إدراك تأثير المشاعر على التفكير واتخاذ القرارات هو جوهر الوعي العاطفي في نظر إدوارد دي بونو. حيث تُعتبر هذه المهارة من الأساسيات التي تساهم في تحسين الأداء الفردي والجماعي، سواء في الحياة الشخصية أو في بيئات العمل. فمن خلال تعلم هذه المهارة، يمكن للأفراد أن يصبحوا أكثر قدرة على التحكم في عواطفهم واتخاذ قرارات عقلانية وفعّالة. التفاعل العاطفي في بيئة العمل: كيف يؤثر على الأداء الجماعي يُعتبر التفاعل العاطفي بين الأفراد عنصرًا حيويًا يساهم بشكل مباشر في تعزيز الأداء الجماعي وتحقيق أهداف المؤسسة. إذ تتجلى أهمية التفاعل العاطفي في قدرة الأفراد على التواصل بفعالية وفهم مشاعر الآخرين والتفاعل مع التحديات بمرونة. ووفقًا للعديد من الدراسات في مجال علم النفس التنظيمي، يُظهر الأفراد الذين يمتلكون قدرة عالية على التفاعل العاطفي بشكل إيجابي نتائج أفضل على مستوى الأداء الجماعي. وفي هذا السياق، يضيف غولمان أن القدرة على التفاعل العاطفي تلعب دورًا محوريًا في تعزيز الرفاه النفسي والمهني للفرد، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الأداء الجماعي. ووفقًا له، يتمكن القادة الذين يتقنون فن التفاعل العاطفي من تحفيز فرقهم، مما يؤدي إلى نتائج أكثر إبداعًا وابتكارًا. بالإضافة، يربط هذا الأمر بكفاءات الذكاء العاطفي، مثل مهارات التواصل الفعّال، وإدارة المشاعر الشخصية والاجتماعية، التي تمكّن الأفراد من العمل معًا في انسجام. أظهرت دراسة أُجريت في عام 2014 ونُشرت في Academy of Management Journal بعنوان «دور الذكاء العاطفي في أداء الفرق» أن التفاعل العاطفي بين أعضاء الفريق له تأثير بالغ على الأداء الجماعي. شملت الدراسة 120 موظفًا من مختلف الصناعات، وأظهرت النتائج أن الفرق التي يتمتع أعضاؤها بمستويات عالية من الذكاء العاطفي استطاعت تحسين التعاون، وتعزيز فعالية التواصل، واتخاذ قرارات أكثر دقة في بيئة العمل. وأظهرت الدراسة أيضًا أن الذكاء العاطفي، سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، يعزز قدرة الأفراد على التعامل مع الصراعات بمرونة أكبر، ويزيد من قدرتهم على التعاطف مع زملائهم. هذا التفاعل يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إنتاجية وتعاونًا. في المقابل، الفرق التي تفتقر إلى الوعي العاطفي أو تعاني من تفاعلات عاطفية سلبية تشهد تراجعًا في أدائها الجماعي، نتيجة لسوء الفهم، وضعف التواصل، وازدياد الصراعات. تعتبر هذه النتائج دليلًا على أن التفاعل العاطفي المحسن يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تحسين الأداء الجماعي، ويظهر أهمية تطوير الذكاء العاطفي داخل فرق العمل لتحقيق النجاح المستدام في المؤسسات. في الختام تطوير الذكاء العاطفي يعد خطوة أساسية لتحسين الأداء المهني وبناء علاقات قوية في بيئة العمل. من خلال تبني مهارات الوعي الذاتي، إدارة العواطف، التحفيز الذاتي، والمهارات الاجتماعية، يمكن للأفراد تحسين تفاعلهم مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل، والتعامل مع الضغوط بشكل أكثر فعالية. توصيات أخيرة: تخصيص وقت للتفكير في مشاعرك لتعزيز الوعي الذاتي، استخدام تقنيات التنفس لإدارة العواطف وضبط ردود الأفعال، تحديد أهداف واضحة للتحفيز الذاتي والاحتفال بالإنجازات الصغيرة، بالإضافة إلى تطوير مهارات الاستماع الفعّال والقدرة على تقديم الدعم للأخرين. هذه الممارسات تسهم في بناء علاقات مهنية قوية، مما يعزز الأداء العام ويخلق بيئة عمل أكثر توازناً ونجاحاً. @hussainhalsayed

فك شيفرة «جيل زد» (Gen Z)

في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...

القيادة الخادمة وعلاقتها بالقادة المستقبليين

لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...

تحديات تطبيق القيادة الخادمة في البيئة العربية (2)

تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...

تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال (1)

تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...

خصائص القيادة الخادمة «3»

يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...

خصائص القيادة الخادمة (2)

تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....

القيادة الخادمة وأهميتها في المنظمات الحديثة (1)

مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...