


عدد المقالات 175
تحدثنا في مقالنا السابق عن أساسيات ومفاهيم حول التحفيز، واليوم حديثنا يمتد إلى النظريات السلوكية في التحفيز 2. النظريات السلوكية Behavioral Theories (1920s–1940s) • الإشراط الكلاسيكي (Classical Conditioning) تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي من أهم النظريات السلوكية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، والتي تركز على كيفية تعلم الكائنات الحية من خلال ربط المنبهات ببعضها البعض. طُورت هذه النظرية على يد إيفان بافلوف (Ivan Pavlov)، عالم النفس الروسي، الذي اكتشف أن الكائنات الحية تستطيع تعلم الاستجابات عبر تكرار الربط بين المنبهات. تقوم نظرية الإشراط الكلاسيكي على فكرة أن الكائنات الحية يمكن أن تتعلم ربط استجابة معينة بمنبه جديد عبر تكرار تجربة التعرّض له. بشكل محدد، يحدث الإشراط عندما يتم ربط منبه محايد (مثل جرس) بمنبه غير مشروط (مثل الطعام) يؤدي إلى استجابة غير مشروطة (مثل إفراز اللعاب). بعد عدة تجارب، يصبح المنبه المحايد قادرًا على إثارة نفس الاستجابة من دون الحاجة إلى المنبه غير المشروط، مما يجعله منبهًا مشروطًا. وفي هذا السياق استطاع إيفان بافلوف (Ivan Pavlov)،) أن يحدث لدى الكلاب استجابة غير مشروطة وهي إفراز اللعاب مع منبه الجرس بدون وجود طعام. تُعَتَّبَر نظريات الإشراط الكلاسيكي من أبرز نظريات السلوك التي ظهرت في العشرينيات والثلاثينيات، ويُستفاد منها في تحفيز الموظفين من خلال ربط استجابات معينة بمحفزات محددة. إذ يتم ذلك عن طريق خلق ارتباط بين سلوك الموظف واستجابة مرغوبة. على سبيل المثال، يمكن للمؤسسة استخدام إشارات معينة، مثل الصوت أو كلمة تحفيزية، لربطها مع مكافآت معينة (كالمال أو التقدير)، مما يدفع الموظف إلى تكرار السلوك الجيد لتحقيق هذه المكافآت. كما يمكن استخدام هذه النظرية لتقليل السلوكيات السلبية عبر ربطها بعواقب غير مرغوبة، مما يحفز الموظفين على تحسين سلوكهم. تُعَتَّبَر نظرية الإشراط الكلاسيكي حجر الزاوية لفهم عملية التعلم في السلوك البشري والحيواني. حيث يُعتّبر بافلوف من الرواد الذين أسهموا في تطوير الفهم العلمي للظواهر السلوكية. رغم الانتقادات التي وُجّهت إلى التركيز على السلوك الظاهر فقط، إلا أن النظرية أحدثت تطورًا في تطبيقات العلاج النفسي والتربية. 3. النظريات الإنسانية Humanistic Theories (1940s–1960s) • هرم ماسلو للاحتياجات (Maslow›s hierarchy of needs) (1943) تُعَتَّبَر نظرية هرم ماسلو للاحتياجات من أبرز النظريات الإنسانية التي ظهرت في منتصف القرن العشرين. قدم أبراهام ماسلو (Abraham Maslow)، عالم النفس الأمريكي، هذه النظرية في عام 1943، حيث اعتبر أن الدافع البشري يتبع تسلسلًا هرميًا من الاحتياجات التي يجب تلبيتها بشكل تدريجي لضمان نمو الإنسان وتحقيق ذاته. تقترح هذه النظرية أن الإنسان يسعى لتحقيق مجموعة من الاحتياجات الأساسية التي تبدأ بالاحتياجات الفسيولوجية، ثم تتصاعد لتشمل الاحتياجات النفسية والاجتماعية، وأخيرًا الاحتياجات المتعلقة بتحقيق الذات. يتم ترتيب هذه الاحتياجات في هرم مكون من خمسة مستويات، حيث يجب تلبية الاحتياجات في المستويات الأدنى قبل أن يتمكن الفرد من السعي نحو تلبية الاحتياجات في المستويات الأعلى. لتوظيف هرم ماسلو للاحتياجات بشكل عملي في بيئة العمل، يمكن للمؤسسات التركيز على تلبية احتياجات الموظفين بأسلوب تدريجي ومتسلسل. البداية تكون بالاحتياجات الفسيولوجية من خلال توفير رواتب عادلة وأماكن عمل مريحة واستراحات دورية تسهم في تلبية المتطلبات الجسدية الأساسية. يلي ذلك تلبية احتياجات الأمان عبر تعزيز شعور الموظفين بالاستقرار من خلال عقود عمل واضحة وتأمين صحي شامل وسياسات تحميهم من المخاطر المهنية. ومع بناء أساس قوي، تأتي مرحلة تعزيز الاحتياجات الاجتماعية بتهيئة بيئة عمل مشجعة للعلاقات الإيجابية، مثل تنظيم أنشطة جماعية وورش عمل تدعم التعاون والعمل الجماعي. بعد ذلك، يمكن التركيز على احتياجات التقدير من خلال تقديم مكافآت مستحقة، الشكر العلني، وإتاحة فرص للنمو المهني، مما يعزز شعور الموظفين بأهميتهم ومساهمتهم. وأخيرًا، لتحقيق الاحتياجات العليا في الهرم، يجب دعم الموظفين لاكتشاف إمكاناتهم الكاملة عبر تطوير مهاراتهم، تمكينهم من الإبداع، وتشجيعهم على المشاركة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية. بهذه الطريقة المتكاملة، تصبح بيئة العمل محفزة، مما يُسهم في تعزيز الولاء المؤسسي وتحقيق الأهداف التنظيمية بفاعلية. @hussainhalsayed
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...