


عدد المقالات 175
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم وأفعالهم، بما في ذلك ما يقولونه. كما يدركون كيف تؤثر مشاعرهم على أدائهم، ويسمحون لأنفسهم بأن يسترشدون بما يشعرون به من خلال قيمهم الشخصية. إدوارد دي بونو (Edward de Bono) هو أستاذ في علم النفس ومؤلف معروف، يُعتبر من أبرز المفكرين في مجال التفكير الإبداعي. قدّم في إطار نظرياته مفهوم «التفكير الجانبي» (Lateral Thinking)، الذي يُعتبر أحد أبرز أساليبه لتعزيز التفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق غير تقليدية. أما بالنسبة لمفهوم الوعي العاطفي (Emotional Awareness) في فكر دي بونو، فإنه يتعدى مجرد التعرف على المشاعر. بل يشمل القدرة على إدراك كيفية تأثير هذه المشاعر على التفكير والسلوك، ومن ثم التحكم فيها. يُعتبر الوعي العاطفي جزءًا من عملية التفكير المنظم، التي تساعد الأفراد على اتخاذ قرارات عقلانية ومتوازنة بعيدًا عن تأثير العواطف الطارئة. ووفقًا لدي بونو، فإن الأفراد الذين يتمتعون بوعي عاطفي قوي قادرون على الفصل بين العواطف والقرارات العقلانية، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات أكثر توازنًا وفعالية في مختلف المواقف. أما الأسس التي يبني عليها دي بونو مفهوم الوعي العاطفي، فهي تشمل: 1. التفكير الإبداعي: يرى دي بونو أن الوعي العاطفي جزء لا يتجزأ من التفكير الإبداعي. فالأفراد الذين يمتلكون القدرة على التعرف على مشاعرهم وتحليلها أثناء عملية التفكير يمكنهم توظيف تلك المشاعر لصالحهم في اتخاذ القرارات وحل المشكلات. تُشير دراسة نشرت في ResearchGate إلى أن الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا للوصول إلى الإبداع الإداري في المنظمات، حيث يُسهم في تعزيز التفكير الإبداعي واتخاذ قرارات مبتكرة. الأشخاص الذين يمتلكون مستوى عاليا من الوعي العاطفي قادرون على استخدام مشاعرهم بشكل إيجابي لتعزيز الإبداع، مما يُمكنهم من اتخاذ قرارات أكثر تنوعًا وابتكارًا. 2. التفكير من خلال القبعات الست: يُعد نموذج القبعات الست الذي ابتكره دي بونو من أشهر الأدوات التي تساعد على التفكير المنظم. ففي هذا النموذج، يُشجع الأفراد على التفكير من خلال وجهات نظر متعددة لموضوع أو مشكلة معينة. واحدة من القبعات هي «قبعة العاطفة» (Red Hat)، التي تشجع الأفراد على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح وواقعي. إذ تساعد هذه الممارسات في تعزيز الوعي العاطفي من خلال السماح للأفراد بالاعتراف بمشاعرهم ومشاعر الآخرين عند اتخاذ القرارات. والفائدة الكبرى لهذا النموذج تكمن في مساعدة الأفراد على التفاعل مع مواقفهم العاطفية بشكل موضوعي بدلاً من السماح لها بالتأثير سلبًا على قراراتهم. 3. التحكم في العواطف: وفقًا لدي بونو، فإن الوعي العاطفي يُمكن الأفراد من التعرف على عواطفهم في الوقت الفعلي، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات مدروسة بشأن كيفية إدارة هذه العواطف في سياقات مختلفة، مثل العمل أو الحياة الاجتماعية. البحث الذي أجرته جامعة كولومبيا البريطانية أظهر أن الأشخاص الذين يمتلكون وعيًا عاطفيًا قويًا قادرون على التحكم في استجاباتهم العاطفية، وبالتالي يتمكنون من تحسين أدائهم في المواقف المتوترة مثل الاجتماعات أو التفاعلات اليومية مع الزملاء. 4. التعامل مع التوتر والضغط: الأفراد الذين يتمتعون بوعي عاطفي جيد يستطيعون التعامل مع التوتر والضغط بشكل أكثر فاعلية. من خلال القدرة على التعرف على مشاعر القلق أو التوتر في الوقت الفعلي، يمكنهم اتخاذ خطوات ملموسة للتعامل معها بدلاً من السماح لها بالتأثير على أدائهم. تشير دراسة نُشرت في مجلة Journal of Occupational Health Psychology إلى أن الأفراد الذين يمارسون الوعي العاطفي يمتلكون مهارات متقدمة في التعامل مع ضغوط العمل. إذ يتيح لهم هذا الوعي الحفاظ على هدوئهم واتخاذ قرارات أكثر حكمة في الظروف العصيبة. يرى إدوارد دي بونو أن الوعي العاطفي يعد أمرًا بالغ الأهمية في بيئات العمل الحديثة. فعندما يتمكن الأفراد من فهم مشاعرهم والتعرف على كيفية تأثير تلك المشاعر على تفكيرهم وأدائهم، يصبحون قادرين على: • التعامل مع الضغوط بشكل أكثر فاعلية. • اتخاذ قرارات مدروسة بناءً على عقلانية، وليس فقط ردود الفعل العاطفية. • تحسين علاقاتهم مع الزملاء، حيث إن الفهم الأفضل للمشاعر يسهم في تواصل أفضل وأقل توترًا. @hussainhalsayed
في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...
لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...
تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...
تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...
يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...