


عدد المقالات 170
يجمع الكثير من الباحثين والمختصين في مجال التفكير الإبداعي في بحوثهم والأدبيات المتنوعة الكثيرة على وجود مدرسة واحدة في مجال الإبداع تسمى ببساطة «التفكير الإبداعي» وهي تقابل عادة «التفكير المنطقي». ويستند هذا إلى مفاهيم ثنائية القطب مثل استخدام الدماغ الأيمن مقابل استخدام الدماغ الأيسر في مهارات التفكير أو التفكير العقلاني مقابل التفكير الحدسي. بينما يرى الباحث آدم جورلين وآخرون أن هناك أوجه تشابه وارتباط بين خمس مدارس من التفكير الإبداعي. يضيف آدم: كان التحدي الآخر في دراستي هو أن الكثير من الأدبيات حول الإبداع مبنية على القصص الشخصية، مما يجعل أي تصنيف صعبًا لأنه لا يمكن إثباته وخاصة إذا كانت رؤى أشخاص للإبداع والتفكير الإبداعي مختلفة تماماً عمن سبقوهم. سنستعرض في هذا المقال الاتجاهات الخمسة في التفكير الإبداعي: 1. التفكير المتباعد (DIVERGENT THINKING): التفكير المتباعد: هو عملية تفكير يستخدم فيها الشخص المرونة والطلاقة والأصالة لاستكشاف أكبر عدد ممكن من الحلول أو الخيارات لمشكلة ما. إنه عكس التفكير المتقارب، الذي يتميز بخاصية التركيز على فكرة واحدة فقط أو حل واحد. عالم النفس الأمريكي جي بي جيلفورد (Joy Paul Guilford) أول من اقترح أن عنصر التباعد مرتبط بالعملية الإبداعية. قام بالتمييز بين الإنتاج المتقارب والمتباعد، والذي أطلق عليه أيضًا التفكير المتقارب والمتضارب. العصف الذهني (Brain storming) هو مثال نموذجي على التفكير المتباعد، حيث يتم إفراغ الدماغ من أفكار كثيرة ومتباعدة حول موضوع معين. ومع ذلك، فإن هذه التقنية محدودة من حيث إنها تُبنى على إطلاق الأفكار المخزنة في دماغ الشخص، وليس لتوليد أي أفكار جديدة وليدة اللحظة. 2. التفكير الجانبي (LATERAL THINKING) ابتكر باحث الإبداع إدوارد دي بونو مصطلح «التفكير الجانبي» في عام 1967 للتمييز بين الإبداع الفني والإبداع الفكري. تم اختراع المصطلح كبديل للتفكير خطوة بخطوة، ما يسمى التفكير الرأسي، والذي يتم عبر خطوات متسلسلة تعتمد على المنطق. يمكن استخدام التفكير الجانبي لتوليد أفكار جديدة وحل للمشكلات حيث إنه بحكم التعريف يتجاوز الأفكار الحالية المستخدمة ويبحث عن خيارات جديدة تمامًا. يعتمد هذا النوع من التفكير على تجنب القيود الفكرية في الدماغ البشري، والتي عادة ما يسعى الدماغ إلى إنشاء أنماط معينة من التفكير، وربطها مع المشاكل التي يعالجها في فترات متقاربة. بمرور الوقت، يبدأ الدماغ في البحث عن النمطية وتكرارها لمعالجة المعلومات الجديدة، حيث تترسخ في الدماغ البشري أنماط معنية من التفكير ولا يمكن للدماغ تجاوزها. بدلاً من ذلك، يشجع التفكير الجانبي على استخدام أدوات وتقنيات مختلفة للتفكير لإعادة هيكلة الدماغ والهروب من النمطية من خلال التفكير «خارج الصندوق». يرتبط التفكير الجانبي بالتفكير المتباعد، فكلاهما لديه الغاية ذاتها وهي التخلص من طرق التفكير المعتادة. كلاهما يقعان «خارج الصندوق»، لكن التفكير المتباعد لا يزال متسلسلاً لأنه يتبع فكرة سابقة، في حين أن التفكير الجانبي ليس له علاقة مباشرة بفكر سابق ويتبنى مسارات مختلفة ومبتكرة. 3. التفكير الجمالي (AESTHETIC THINKING) تتعلق فلسفة التفكير الجمالي بإبداع وتقدير الفن والجمال. المذاق هو أيضًا مفهوم رئيسي هنا ويمكن لدراسة الشكل واللون والنماذج على سبيل المثال أن تزيد من التفكير الجمالي للشخص. يتضمن هذا النوع من التفكير إنتاج أو اكتشاف أشياء ممتعة ومتناغمة وجميلة لحواسنا. إنه شكل قديم من أشكال التفكير في داخلنا وعلى مر البشرية وُجد هؤلاء المبدعون. بعض أنواع التفكير الجمالي هو بصري ومكاني، حيث يمكن استخدام المعرفة بالهيكل والتكوين ومخططات الألوان والأشكال لجعل الأشياء ممتعة جمالياً. كان العديد من المهندسين المعماريين والمصممين والرسامين وغيرهم من المفكرين الجماليين على مر العصور مفتونين بالخصائص الرياضية للجمال، وكيف يمكن تمثيل الأنماط والنسب الموجودة في الطبيعة بالأرقام وكذلك في الأنشطة الإبداعية. يمكن أيضًا اعتبار الموسيقى والدراما وأشكال الثقافة الأخرى تفكيرًا جماليًا، حيث يتم تطبيق كل من: الإيقاع، والدراما، والكلمات، واللحن، والعناصر الأخرى؛ لجعل الناتج جميلًا ومتناسقاً. يمكن أيضًا اعتبار الصيغ العلمية نفسها جميلة، ويعتبر العديد من الكيميائيين والفيزيائيين والرياضيين عملهم أنيقًا وجماليًا. يمكن أيضًا تضمين العديد من جوانب: سرد القصص، والروايات والكتابة الأدبية، عموماً ضمن هذه الفئة، حيث يعتمد هذا «الفن» على عناصر مسرحية وسرعة الحوار وجودة الإعداد وما إلى ذلك. ومع ذلك، من المهم التأكيد على أن هذا النوع من التفكير الإبداعي قد يكون كافيًا لبناء قصة، ولكن من أجل إنشاء عمل فني رائع، هناك حاجة أيضًا إلى أنواع أخرى من التفكير الإبداعي. وينطبق الشيء نفسه على جميع الأعمال، التي تقوم على التفكير الجمالي. لن يصبح الشخص فنانًا عظيمًا إلا بالذهاب إلى مدرسة الفنون، والغرف من مناهلها. Hussain.alsayed@illaftrain.co.uk
تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....
مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...
اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...
تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...
هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...
قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...
القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...
تحدثنا في مقالنا السابق حول المرحلة الأولى لبناء ثقافة الولاء الوظيفي، واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن المرحلة الثانية والثالثة المرحلة الثانية: التوجيه والتدريب – تأصيل القيم وتعزيز الانتماءبعد الانتهاء من مقابلات التوظيف واختيار المرشح...
يُعد الولاء الوظيفي إحدى الركائز الأساسية التي تضمن استقرار المؤسسات ونجاحها على المدى الطويل. فهو لا يقتصر على الالتزام بالوظيفة أو البقاء في المنظمة فحسب، بل يشمل التفاني في العمل والإيمان العميق برسالة المؤسسة وأهدافها....
يعرّف الوعي العاطفي على أنه القدرة على التعرف على مشاعرك وفهم تأثيراتها. الأشخاص الذين يمتلكون هذه القدرة يمكنهم تحديد المشاعر التي يشعرون بها في لحظة معينة وفهم أسبابها، بالإضافة إلى فهم الروابط بين عواطفهم وأفكارهم...
تطوير الذكاء العاطفي يُعد مفتاحًا أساسيًا لتحسين الأداء المهني وتعزيز العلاقات القوية داخل بيئة العمل. ووفقًا لغولمان، فإن الأشخاص الذين يمتلكون ذكاءً عاطفيًا مرتفعًا يتمتعون بقدرة أكبر على التفاعل بمرونة مع الآخرين، اتخاذ قرارات أفضل،...
يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء...