alsharq

حسين حبيب السيد

عدد المقالات 175

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
رأي العرب 15 ديسمبر 2025
ريادة قطرية في مكافحة الفساد

ظاهرة الذكاء العاطفي في بيئة العمل (1)

06 يوليو 2025 , 10:52م

يُعد الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence) من العوامل الأساسية التي تساهم في نجاح الأفراد في بيئات العمل المعاصرة. فبفضل هذه المهارة، يمكن للفرد أن يبني علاقات مهنية قوية ويحقق تفاعلًا فعّالًا مع زملائه، مما يعزز الأداء الجماعي داخل المؤسسات. وكما يوضح الكاتب وعالم النفس دانيال غولمان (Daniel Goleman)، مؤلف كتاب الذكاء العاطفي (Emotional Intelligence)، أن النجاح في العمل لا يعتمد فقط على المهارات الفنية أو الأكاديمية، بل على القدرة على فهم وإدارة العواطف، سواء كانت عواطف الشخص نفسه أو عواطف الآخرين. في ظل التغيرات المستمرة والمنافسة الشديدة، أصبح من الضروري أن يتقن الأفراد المهارات العاطفية ويضموها إلى أسلوب حياتهم المهني، إذ تشكل هذه المهارات عاملًا أساسيًا لتحقيق النجاح المستدام والتميز في العمل. بدايةً، المبادئ الأساسيات الأربعة للذكاء العاطفي عند السعي لتطبيق الذكاء العاطفي بفعالية داخل المؤسسات، يصبح فهم الأسس الأربعة التي تشكل جوهر هذه المهارة خطوة أساسية لتحقيق النجاح في هذا المجال. وفقًا لغولمان في كتابه الذكاء العاطفي: لماذا يمكن أن يكون أعظم من الذكاء التقليدي، يتضمن الذكاء العاطفي أربع مهارات رئيسية تشكّل جوهر هذه القدرة، ألا وهي، الوعي الذاتي وإدارة العواطف والتحفيز الذاتي والمهارات الاجتماعية. إذ لا تقتصر هذه الأساسيات على تحسين التواصل بين الأفراد داخل المؤسسات، بل تساهم في تعزيز الأداء الجماعي وتطوير بيئات العمل الصحية. لذلك، لنأخذ لحظة لاستعراض كل واحدة من هذه المهارات بالتفصيل: 1. الوعي الذاتي (Self-Awareness): يُعتبر الوعي الذاتي الخطوة الأولى نحو تبني مهارات الذكاء العاطفي، حيث يتضمن قدرة الفرد على التعرف على مشاعره الخاصة وتأثيرها على أفكاره وسلوكياته. تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يمتلكون وعيًا ذاتيًا قويًا يكونون أكثر قدرة على اتخاذ قرارات أفضل ومهارات تواصل أقوى. ووفقًا لدراسة أجرتها الباحثة ليندي ليانغ (Lindie H. Liang)، فإن القادة الذين يتمتعون بوعي ذاتي عالٍ لا يكتفون فقط بتحسين أدائهم الشخصي، بل ينعكس ذلك أيضًا على قدرتهم في بناء فرق عمل متماسكة وفعّالة. 2. إدارة العواطف (Self-Regulation): تتعلق هذه المهارة بالقدرة على إدارة العواطف الشخصية في المواقف الحرجة وأثناء التحديات. إذ إنها مهارة ضرورية لضمان عدم التأثر المبالغ فيه بالمشاعر السلبية مثل الغضب أو الإحباط، مما قد يؤثر على اتخاذ القرارات والتفاعل مع الآخرين. 3. التحفيز الذاتي (Motivation): يعكس التحفيز الذاتي قدرة الأفراد على دفع أنفسهم لتحقيق أهدافهم والتغلب على التحديات. 4. المهارات الاجتماعية (Social Skills): وفقًا لأبحاث قام بها آلان لاركن (Alan Larkin) في مجلة Journal of Applied Psychology، فإن التحفيز الذاتي لا يؤثر فقط على الأداء الوظيفي بشكل مباشر، بل يُعد أيضًا محركًا أساسيًا للتفاني والإبداع في بيئة العمل. أوضح لاركن أيضًا أن التحفيز الذاتي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستوى الإنتاجية، حيث يميل الأفراد المحفزون ذاتيًا إلى تنظيم وقتهم بشكل أفضل، وإظهار انضباط عالٍ في تنفيذ المهام. علاوة على ذلك، أشار البحث إلى أن هذه المهارة تُسهم في تعزيز الشعور بالإنجاز والرضا الشخصي، مما يخلق دورة إيجابية تعزز الأداء المستمر والابتكار داخل المؤسسات. إن فهم هذه الأساسيات الأربعة يساعد الأفراد على تحديد مجالات التحسين والعمل على تطوير الذكاء العاطفي بشكل فعَّال. من خلال تطبيق هذه المهارات، يمكن للأفراد تعزيز قدراتهم على التواصل، وتحقيق النجاح المهني، والتعامل مع التحديات اليومية في بيئة العمل بشكل أفضل. فالذكاء العاطفي ليس مجرد مهارة فطرية، بل هو مهارة يمكن تعلمها وتطويرها بمرور الوقت. @hussainhalsayed

فك شيفرة «جيل زد» (Gen Z)

في أروقة الشركات اليوم، يحدث تحول كبير ولكن صامت وملموس بخفاء وخاصة مع إدارة الموارد البشرية. لم يعد الأمر مجرد تباين في الأعمار، بل هو صدام بين فلسفتين مختلفتين تماماً حول معنى «العمل» وبيئة العمل...

القيادة الخادمة وعلاقتها بالقادة المستقبليين

لطالما نُظر إلى «القيادة الخادمة» (Servant Leadership) على أنها فلسفة نبيلة وقيادة تاريخية صاغها الأنبياء والمصلحون، ولكنها قد لا تكون ناجحة تماماً في عالم الأعمال الذي تحكمه الأرقام الصارمة. ومع ذلك، ونحن نقف على أعتاب...

تحديات تطبيق القيادة الخادمة في البيئة العربية (2)

تحدثنا في مقالة سابقة عن تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال، واليوم نغوص بعمق في هذا المفهوم في بيئة الأعمال العربية. تُضيف البيئة العربية تحدياتها الخاصة، والتي تنبع من الموروث الثقافي والاجتماعي وطبيعة الهياكل...

تحديات تطبيق القيادة الخادمة في بيئة الأعمال (1)

تُعد القيادة الخادمة (Servant Leadership)، التي وضع أسسها روبرت ك. جرينليف في مقالته الشهيرة عام 1970، نموذجًا إداريًا يركز على خدمة ورفاهية ونمو الأفراد أولاً، ثم القيادة كأثر طبيعي لتلك الخدمة. وقد تحدثنا في مقالات...

خصائص القيادة الخادمة «3»

يُعزز الوعي العام، وخاصة الوعي الذاتي، القائد الخادم. ويساعد الوعي المرء على فهم القضايا المتعلقة بالأخلاق والسلطة والقيم. إنه يُمكّن من رؤية معظم المواقف من منظور أكثر تكاملاً وشمولية. عادةً ما يكون القادة الأكفاء في...

خصائص القيادة الخادمة (2)

تحدثنا في المقال السابق عن مقدمات في مفهوم القيادة الخادمة، وفي هذا المقال حديثنا حول خصائص القيادة الخادمة. فلسفة القيادة الخادمة تبدأ بشعور طبيعي بالرغبة في خدمة الآخرين ثم يدفعه الاختيار الواعي إلى الطموح للقيادة....

القيادة الخادمة وأهميتها في المنظمات الحديثة (1)

مع تطور الفكر الإداري، شهدت نظريات القيادة تحولاً كبيراً في فهم القيادة وأهدافها. فمع تزايد التحديات الإدارية وتسارع وتيرة التغيرات، ظهرت الحاجة إلى نماذج قيادية ترتكز على القيم الأخلاقية والسلوك القويم، لتصبح القيادة الأخلاقية مطلباً...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (3)

اليوم حديثنا يرتكز على التعامل مع أعضاء الفريق المثبطين وتحويلهم إلى نقاط إيجابية في بيئة العمل، قد تصادف فرق العمل أفرادًا يتسمون بمواقف مثبطة أو يظهرون مقاومة واضحة للتغيير. قد تثير هذه السلوكيات التوتر وتخلق...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟ (2)

تحدثنا في مقالنا السابق عن فهم أسباب التشتت والبحث عن أسباب فقد الفريق تركيزه... واليوم نركز على بناء الثقة في الفريق وإعادته إلى مساره الصحيح إعادة بناء الثقة: الخطوة الأولى نحو الانسجام إعادة بناء الثقة...

كيف تدير فريقًا مشتتًا وتواجه المثبطين؟

هل تطمح إلى بناء فريق يعمل بتناغم كامل، حيث يساهم كل فرد بإمكاناته ومهاراته لتحقيق نتائج استثنائية؟ تخيل فريقًا رياضيًا، كفريق كرة القدم، يلعب بروح واحدة. اللاعبون يتعاونون، يمررون الكرة بانسجام، ويتحركون بخطة واضحة لهدف...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (4)

قراؤنا الكرام ... تحية من القلب.. حديثنا اليوم يغطي المرحلة الأخيرة من خطوات بناء ثقافة الولاء الوظيفي وخاصة المرحلة الخامسة ثم الخلاصة المهمة. المرحلة الخامسة: الفصل أو الانتقال – التعامل مع نهاية العلاقة بشفافية واحترام...

5 خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي (3)

القراء الكرام... تحدثنا في مقالين سابقين عن خطوات لبناء ثقافة الولاء الوظيفي. واليوم نستكمل هذه الخطوات بالحديث عن تأثير هذه الخطوات على الموظفين وتعزيز ولائهم الوظيفي. فمن خلال تطبيق هذه النظرية في المؤسسات، يتضح أن...