alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 209

زيارة خالدة في ذاكرة التاريخ

31 يناير 2025 , 01:00ص

ستبقى الزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا أمس خالدة في الذاكرة وعلى صفحات التاريخ. فبوصول حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى مطار دمشق الدولي، واستقبال فخامة الرئيس السوري أحمد الشرع لسموه، سيذكر التاريخ وسوريا الشعب.. وسوريا الثورة؛ التي ظلت صامدة لما يقارب الأربعة عشر عاما في وجه الاستبداد والطغيان والقتل والتشريد والتهجير، مواقف دولة قطر أميراً وحكومة وشعباً بجانب الشعب السوري، الذي خرج في مظاهرات ضخمة للمطالبة بحقوقه والعيش بكرامة وممارسة الحرية على أرضه، كما لن ينسى وقوف دولة قطر بجانبهم بما استطاعت هو واجب شرعي وأخلاقي وإنساني، فقد قامت بعقد مؤتمرات لتجمع أطياف الشعب السوري ولتوحد كلمتهم، وقامت بتقديم المساعدات الإنسانية لهم والعمل على الدعم اللوجستي أيضا. وهذا هو ديدن دولة قطر كعبة المضيوم، ودولة السلام، والتي تسعى بكل ما تملك من وسيلة لحل الخلافات بين الدول والفرقاء المتخاصمين، ونزع فتيل الحروب والأزمات في شتى بقاع الأرض، والدعوة للحوار والتفاوض للوصول إلى بر الأمان والسلم والاطمئنان في كل مكان، ليس آخرها ما قامت به دولة قطر والذي نراه واجبا لا فضل لنا فيه في غزة، والوساطة التي تكللت بنجاح بعد جهد جهيد حتى الوصول إلى اتفاقية السلام التي تم الاتفاق عليها مؤخراً، ولا ما بذلته في سبيل لمّ شمل الأسر المتفرقة وتقديم العلاج لمستحقيه، بغض النظر عن جنسياتهم أو أعراقهم، لأن ما يجمع العالم هو الإنسانية التي تتماشى معها القيم الدينية والاجتماعية. رسالة واضحة إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى سوريا كأول زيارة يقوم بها قائد دولة للعاصمة السورية منذ سقوط النظام السابق في الثامن من ديسمبر الماضي، هي رسالة واضحة بأن قطر وتحت ظل قيادتها الحكيمة ستكون عونا للأشقاء وسندا لهم، خاصة لشعب تخلى عنه الجميع في حين وقفت قطر بجانبهم، وواجهت الكثير من الضغوط السياسية في سبيل إعادة العلاقات مع النظام السابق وظلت ثابتة في مواقفها لا تحيد أو تميل عنه، حتى جاء نصر الله، وكان نصرا كبيرا، وتم تحرير الأرض من أعدائها، وجارٍ العمل لبنائها على أيدي أبنائها، وسوف ينجح الشعب السوري في ذلك بقيادته الجديدة، التي عملت على نبذ العنف والإقصاء، ولمّ الشمل وجمع الفرقاء تحت سقف واحد لبناء دولتهم على أسس وقواعد متينة، على دستور يجمعهم وقانون يحكمهم ولا يفرق بين مواطن وآخر؛ فالشعب السوري الذي استطاع أن يكابد بؤس العيش في ظل التهجير والتشريد، استطاع أن يعيد الحياة وينعش تجارة الدول التي لجأوا إليها، وقاموا بإحياء أسواقها وتجارتها واقتصادها لملكتهم الخاصة بهم في هذا النشاط المعروف عنهم منذ الأزل، فما بالكم بعد عودتهم إلى أرض الوطن الذي تغرّبوا وهُجِّروا وعانوا من أجل العودة إليه، بروح ينعشها الأمل ولبناء لبناته وإعادة الحياة إليه، لتعود كما كانت وتبقى كما عُرِفَت بلد الخيرات والأمن والتجارة والسياحة والاقتصاد، بلد السياسة وحاضنة الخلافة، بلد العرب، نهضة الإسلام، إنها الشام التي تغنى بها الكثيرون، وتاق إليها المهجّرون، وحلم بالعودة إليها المبعدون، واشتاق لزيارتها المحبون. محطة بارزة وتعتبر زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى هي محطة بارزة من محطات الدعم الأخوي غير المحدود، الذي تقدمه دولة قطر للأشقاء في سوريا كما تحمل العديد من الرسائل والمؤشرات كونها تأتي في لحظات تاريخية فاصلة في تاريخ الشعب السوري الشقيق، وهي أن دولة قطر ستبقى دائما إلى جانب الشعب السوري في سعيه للسلام والعدالة، مع استعدادها للتعاون مع الحكومة السورية الجديدة في مختلف الملفات الدولية، وفي مقدمتها رفع العقوبات عن سوريا، وكان ذلك جليا عندما قام معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، بزيارة دمشق 16 يناير وأكد خلال الزيارة على علاقات التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، مشددا على موقف دولة قطر الداعم لوحدة سوريا وسيادتها واستقلالها، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق في العيش الكريم وبناء دولة المؤسسات والقانون، كما أعرب معاليه عن ترحيب دولة قطر بالخطوات الإيجابية التي اتخذتها الإدارة السورية آنذاك في المحافظة على سلامة المدنيين، واستقرار مؤسسات الدولة، وضمان استمرار الخدمات العامة، كما رحبت دولة قطر «أمس الأول» الأربعاء بالخطوات التي تهدف إلى إعادة هيكلة الدولة السورية الشقيقة وتعزيز التوافق والوحدة بين كافة الأطراف السورية، بما يمهد لتوطيد السلم الأهلي والأمن والاستقرار وبناء دولة القانون والمؤسسات والتنمية والازدهار. مواقف إنسانية قطرية راسخة قدمت دولة قطر المساعدات الإغاثية إلى اللاجئين والنازحين في الداخل والخارج منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011م، وقد بلغ حجم المساعدات القطرية لصالح الشعب السوري منذ بداية الأزمة ما يزيد على ملياري دولار، تمت من خلال الدعم الحكومي المباشر أو عبر منظمات المجتمع المدني والجمعيات الإنسانية والخيرية والمؤسسات القطرية المانحة، كما نظمت مؤسسات الدولة أكبر حملة تبرعات لنصرة الشعب السوري في منطقة درب الساعي بالدوحة. وجمعت حملة «حلب لبيه» ما يقارب مبلغ 330 مليون دولار، وتلقت دولة قطر على إثرها خطاب شكر وتقدير خطيا من الأمم المتحدة، واستضافة الدوحة في أبريل 2017 اجتماعا إقليميا ضم الأمم المتحدة و25 منظمة غير حكومية قطرية وإقليمية من المنطقة، وصدر عنه تعهدات بلغت 262 مليون دولار دعما للاستجابة الإنسانية للشعب السوري. كما افتتحت سعادة السيدة مريم بنت علي بن ناصر المسند وزيرة الدولة للتعاون الدولي، أمس الأول (الأربعاء)، مدينة «الأمل السكنية» لإيواء المتضررين من الأزمات وتوفير السكن الكريم للأسر النازحة شمالي سوريا، وذلك ضمن الدعم القطري المتواصل للشعب السوري الشقيق، ونستذكر أيضا إطلاق دولة قطر في مؤتمر المانحين الثالث لصالح الشعب السوري في الكويت عام 2015 مبادرة بتأسيس صندوق يعنى بالتعليم والتدريب المهني للسوريين، واستضافت الدوحة في 14 يونيو 2024م الماضي الاجتماع العاشر لمجموعة كبار المانحين للشعب السوري، في ظل عجز المجتمع الدولي عن معالجة الأسباب الجذرية للأزمة في ذلك الوقت. مبادرات قطرية قدمت دولة قطر الكثير من المبادرات في مجالات التعليم والتدريب المهني، بالشراكة مع منظمات إنسانية إقليمية ودولية، بما في ذلك مبادرة لتعليم وتدريب اللاجئين السوريين لصالح 400 ألف طفل على مدى 5 سنوات، ومبادرة «علم طفلا» التي بلغ عدد المستفيدين منها ما يقارب 985 ألف طفل سوري، إلى جانب ما أقدمت عليه الحكومة القطرية من لمّ شمل آلاف السوريين مع أسرهم. دعم الشعب السوري عقب سقوط النظام وتنفيذاً لتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وصلت أول طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية إلى مدينة غازي عنتاب التركية في 10 ديسمبر الماضي، تحمل مواد غذائية وطبية ومستلزمات إيواء، مقدمة من صندوق قطر للتنمية، وذلك ضمن جسر جوي تسيره دولة قطر؛ لإغاثة الأشقاء في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، والمساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانية، والوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، كما وصلت في 23 ديسمبر الماضي إلى مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية مقدمة من صندوق قطر للتنمية أيضا، وذلك ضمن الجسر الجوي الذي تسيره دولة قطر، في إطار موقفها الداعم للأشقاء في سوريا، ووقوفها المستمر إلى جانبهم، وفي 30 من ديسمبر الماضي، وصلت إلى مطار دمشق الدولي طائرة تابعة للقوات المسلحة القطرية، تحمل مساعدات إنسانية تتضمن سيارات إسعاف ومواد غذائية وأدوية مقدمة كذلك من صندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى مساعدات فنية للمساهمة في إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي، بما يضمن انسياب المساعدات إلى سوريا، وتعد هذه الطائرة الأولى التي تهبط في مطار دمشق الدولي ضمن الجسر الجوي القطري، ما يؤكد اهتمام دولة قطر البالغ ودعمها الكامل للأشقاء في سوريا. @falehalhajeri

اليوم الوطني: تأسيس الدولة.. وبناء الإنسان.. وحضور يتجاوز الجغرافيا

تحتفل دولة قطر في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام بذكرى تأسيسها عام 1878م على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني (رحمه الله). وهذه مناسبة وطنية لا تختزلها المراسم والاحتفالات، وإنما تعكس...

قطر والسعودية.. شراكة تُعيد رسم مستقبل الخليج

شهدت العاصمة الرياض، أمس الإثنين، انعقاد الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق القطري–السعودي برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل...

منتدى الدوحة 2025.. منصة عالمية تنتقل بالعدالة من المفهوم إلى التنفيذ

انطلقت، أمس، أعمال منتدى الدوحة 2025 وسط حضور رفيع، تقدّمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث شكّل وجود سموه في افتتاح الفعاليات علامة على الاهتمام الذي توليه الدولة...

قطر وبناء العقل: منظومة تقود الدولة نحو المستقبل.. حين تتحول المعرفة إلى مشروع وطني

هناك لحظات في التاريخ يصبح فيها التفكير أهم من البناء، والفكرة أهم من المساحة، والعقل أهم من القوة المادية. في مثل هذه اللحظات يتضح أن الدول التي تملك عقلا منظما ورؤية فكرية واضحة تستطيع أن...

تتقدم قطر إلى واجهة المشهد الدولي.. جولة صاحب السمو تفتح حقبة جديدة في إفريقيا والعالم

شهدت الدبلوماسية القطرية خلال الأيام الماضية محطة جديدة تعكس حضور دولة قطر في قلب التحولات الإقليمية والدولية، عبر الجولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى...

من ساحات شمال كيفو إلى الدوحة.. إنهاء سنوات من التوتر بين الكونغو الديمقراطية و «M23»: رحلة وساطة قطرية تنشر السلام في قلب القارة السمراء

في الخامس عشر من نوفمبر 2025، شهدت الدوحة محطة جديدة في سجل الوساطة القطرية مع توقيع «اتفاق الدوحة الإطاري للسلام» بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو، المعروف بحركة الثالث والعشرين من مارس «...

شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا

افتُتِحت الدورة الحادية والعشرون من منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط تحت شعار «شراكة من أجل السلام والازدهار»، في حدث بدت ملامحه أبعد من تقويم مؤسسي معتاد.جاء المنتدى منظَّما من مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية...

كلمة صاحب السمو أمام القمة العالمية تحمل رؤية شاملة.. التنمية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن العدالة الإنسانية

في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي تحتضنها الدوحة، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كلمة شكلت حدثا في حد ذاتها، لما حملته من رؤية شاملة تتجاوز المألوف...

المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

يشهد العالم تحولا غير مسبوق في طبيعة المخاطر التي يواجهها الصحفيون داخل مناطق النزاعات. لم تعد التهديدات مرتبطة بالصدفة أو بخطأ في حسابات الميدان، وإنما أصبحت جزءا من استراتيجية تسعى إلى التحكم بالرواية وإدارة الذاكرة....

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...