


عدد المقالات 203
افتُتِحت الدورة الحادية والعشرون من منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط تحت شعار «شراكة من أجل السلام والازدهار»، في حدث بدت ملامحه أبعد من تقويم مؤسسي معتاد.جاء المنتدى منظَّما من مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية بالشراكة مع الجمعية الكورية العربية ومعهد جيجو للسلام، وبرعاية وزارة الخارجية في دولة قطر ووزارة الخارجية في جمهورية كوريا؛ وهي صيغة تنظيمية تعكس طبيعة ما يُراد لهذا المنبر: منصة عابرة للوزارات تضُم صُنّاع سياسات وخبراء واقتصاديين ومراكز تفكير، وتؤطر علاقة تتجه بثبات إلى بناء مشاريع قابلة للقياس لا الاكتفاء بلغة التعارف. منذ اللحظة الأولى للافتتاح، كان واضحا أن الرسالة المركزية تتجاوز المجاملة الدبلوماسية. فالمشهد السياسي والاقتصادي العالمي يضغط على العواصم للبحث عن صيغ تعاون أكثر واقعية، حيث تتشابك تحولات الطاقة مع التحول الرقمي، وتتصاعد حساسية الأمن الغذائي والصحي، وتقترب دوائر البحث العلمي من خطوط الإنتاج. في هذا السياق، توضع علاقة قطر وكوريا على خرائط المستقبل بوصفها رافعة متبادلة: خبرة صناعية وتقنية كورية عالية، وبيئة قطرية مرنة التنظيمات، قوية البنية التحتية، ذات رؤية بعيدة المدى، وموقع دولي أثبت قدرته على تحويل المبادرات إلى أفعال. في الكلمة الافتتاحية، صاغت سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، إطارا فكريا واضحا لطبيعة الشراكة المرجوة. وأعلنت دعوة قطرية صريحة إلى شراكة عملية بين كوريا والشرق الأوسط تُقاس بأثرها في حياة الإنسان. من الجانب الكوري، جاءت رسالة وزير الخارجية تشو هيون-دونغ مؤكدةً أن الاستضافة المتكررة للدوحة للمنتدى للسنة الرابعة دلالة على خصوصية العلاقة، ومعتبرةً التوقيت «لحظة محورية» لإعادة تصور آفاق التعاون. وفي كلمة المدير العام لمجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية، الدكتور خالد الجابر، برز توصيف إضافي لطبيعة هذا المنبر؛ فهو ليس مناسبة موسمية، بل فضاء لإنتاج أفكار تلهم السياسات وتعزّز الشراكات. لفهم ما يعنيه هذا المنتدى عمليا، تجدر العودة إلى مسار العلاقات القطرية-الكورية، التي اكتسبت زخما مؤسسيا أوسع منذ افتتاح السفارة القطرية في سيول مطلع التسعينيات، لتدخل بعد ذلك مسارا تصاعديا في السياسة والاقتصاد والثقافة. ومع العقد الأخير، انتقلت العلاقة من تبادل تقليدي إلى هندسة مصالح متشابكة، حيث أصبحت قطر أحد أهم موردي الغاز الطبيعي المسال لكوريا، بينما شاركت الشركات الكورية في مشاريع قطرية كبرى في البنية التحتية والطاقة والموانئ والإنشاءات. ولأن الشراكات بين الدول لا تعيش بالأرقام وحدها، فقد بدت الدوحة في افتتاح المنتدى حريصة على إظهار أن الاستثمار في الإنسان هو البنية التحتية الأثمن. فالطاقات الشبابية التي حضرت الافتتاح ليست جمهورا مكملا للصورة، بل طرفا أصيلا في معادلة التنفيذ. إن الربط بين الجامعات القطرية والمؤسسات البحثية الكورية، وإتاحة برامج تبادل تُنقل فيها المعرفة والخبرة في الاتجاهين، وتأسيس حاضنات مشتركة للمشروعات التقنية والزراعة الذكية والطاقة الجديدة والصحة الرقمية، كلها مسارات تبدو منسجمة مع ما طُرح على المنصة من أولويات، ومع ما تحتاجه السوقان القطرية والكورية من تكامل في سلسلة القيمة لا يقتصر على حلقة واحدة. تاريخ العلاقات بين البلدين يمنح الافتتاح دلالته، ورقم التجارة الثنائية يعطيه وزنه، وتصنيف الشراكة الاستراتيجية الشاملة يوضح إطار الحركة لعقد مقبل، وبقدرة الدولتين على تحويل أفكار التعاون إلى منتجات وخدمات تصل إلى الناس. من هنا، يبدو افتتاح المنتدى في الدوحة خطوة متقدمة في مسار يتجه نحو تحويل العلاقة القطرية-الكورية إلى نموذج إقليمي؛ نموذج يُزاوج بين أمن الطاقة وتحولاتها، وبين الصناعة الذكية وسلالم مهارات جديدة، وبين البحوث الموجهة والابتكار التطبيقي، وبين التعليم بوصفه استثمارا طويل الأجل والمشاريع بوصفها مرآة لمردود هذا الاستثمار. ومع انفضاض القاعة بعد الجلسة الافتتاحية، ظلت صورة عابرة تَخْتَزِن جوهر الرسالة: شابة قطرية تُدير المنصة بثقة، تنتقل بين العربية والكورية بسلاسة، وتمنح الحوار وجها إنسانيا يختصر فلسفة الشراكة كلها. ذلك التفصيل البسيط كان دليلا مكثفا على أن الاستثمار في الإنسان هو أقصر الطرق إلى المستقبل، وأن العلاقة التي تُبنى على المعرفة واللغة والثقة قادرة على عبور المسافات أسرع من أي اتفاق آخر. @FalehalhajeriQa
في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي تحتضنها الدوحة، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كلمة شكلت حدثا في حد ذاتها، لما حملته من رؤية شاملة تتجاوز المألوف...
يشهد العالم تحولا غير مسبوق في طبيعة المخاطر التي يواجهها الصحفيون داخل مناطق النزاعات. لم تعد التهديدات مرتبطة بالصدفة أو بخطأ في حسابات الميدان، وإنما أصبحت جزءا من استراتيجية تسعى إلى التحكم بالرواية وإدارة الذاكرة....
افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...
حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...
في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...
في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....
حدثان مهمان يحملان الكثير من الدلالات وسيكون لهما العديد من الانعكاسات على أمن المنطقة، الأول توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أمرا تنفيذيا تعهد فيه بضمان أمن دولة قطر، بما في ذلك استخدام القوة...
في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن...
انعقدت في الدوحة، يوم أمس الاثنين 15 سبتمبر 2025، القمة العربية الإسلامية في ظروف غير مسبوقة، حيث جاء القادة إلى عاصمتنا «دوحة السلام» التي تعرضت لاعتداء إسرائيلي غادر، استهدف بيتا آمنا تقيم فيه عائلات فلسطينية...
لم يكن مساء التاسع من سبتمبر 2025 يوما عاديا في تاريخ قطر والمنطقة. فالعاصمة الدوحة، التي اعتادت أن تكون جسرا للحوار وميدانا للوساطة، فوجئت بضربة إسرائيلية غادرة استهدفت أرضها في سابقة خطيرة هي الأولى من...
في مشهد ينذر بتحول نوعي في مسار العدوان الإسرائيلي الوحشي بالمنطقة، استهدفت صواريخ إسرائيلية مساء أمس الثلاثاء، «دوحة السلام»، لتُصيب مقرات سكنية يُقيم فيها عدد من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس، ممن كانوا منخرطين في...
في زمن بات تناول الألم والعذاب الذي يعيشه إخواننا في غزّة بشكل اعتيادي، كان صوت الصحفي الميداني أنس الشريف من قلب المأساة الفلسطينية، بمثابة صرخة ضمير: «لم أتمالك نفسي من هول المجازر، لكنني وجدت صوت...