alsharq

د. زينب المحمود

عدد المقالات 335

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
المستشار عبدالله بن محمد آل الشيخ 10 ديسمبر 2025
قطار المستقبل الخليجي
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه

الجغرافيا الاجتماعية

22 مارس 2020 , 02:00ص

بقدر ما كانت عدسات الشعراء منعكساً للجغرافيا الطبيعية، كانت منعكساً للجغرافيا الاجتماعية، والدساتير الأخلاقية، ونظام الأعراف التي سادت الناس على فترة من الرسل أو في ظلال الرسالة الخاتمة، وإلا فكيف أحب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أخلاق عنترة، وأبغض امرئ القيس وبشّره بحمل لواء الشعراء في النار، إلا بما انعكس منهما من صور، وأبرق منهما من لقطات، ومن عجب أن الصعاليك وهم لفيف من كل خليع وشريد وطريد، ودار للعجزة الذين عجزوا عن مواكبة أعراف قبائلهم، قد سنُّوا في منفاهم أعرافهم الخاصة بهم التي كانت مناقبها مثالب، وأخلاقها الحميدة مذمة ونقائص، إلا أنهم ألبسوها حُلّة الإِيثار، وأصبغوا عليها نبل الهدف وسمو المغزى، فلنأخذ أخلاقهم عن سيدهم عروة بن الورد: ما لي رأَيتُكَ في النّديّ منكَّساً وَصِباً، كأَنّكَ في النّديّ نَطيح؟ خاطر بنفسكَ كي تصيبَ غنيمةً إِنّ القُعودَ معَ العِيالِ قبيحُ يصوّر الشاعر نفسه وقد لحقت به الخصاصة، وأدقع به الفقر فانزوى بين الناس، وطبعت عليه الذلة والمسكنة في النادي، فكان مكباً كما لو أن بهيمة نطحته، وفوقه امرأته تحثّه على قطع الطريق، وإصابة اليسر، وتعيب عليه الركون والخمول بين العالة، وهكذا صار قطع الطريق شرفاً عند الصعاليك الذين اتخذوه سبيلاً لإِطعام الفقراء من مؤنة الأغنياء، وكان عروة طليق الغارة غير هيّاب العواقب: أَليسَ ورائي أَنْ أَدِبَّ على العصا فيَشمتَ أَعدائي، ويسأَمَني أهلي رهينةُ قَعْرِ البيتِ، كلَّ عشيّة يُطيف بي الولدانُ أَهدجُ كالرأل لئن كانت السلامة ستورده الشيخوخة فيتوكأ على البنين والحفدة، وتثقل خطوته، ويميل يمنة ويسرة كمشية فرخ النعام، فمرحباً بالموت على صهوة جواده في سبيله الذي ارتضاه.

حضارة بامتياز

عرفت البشريةُ حضارات عديدة، وكان لكلِّ حضارةٍ نمطُ عيشٍ معيَّنٍ، يتلاءَمُ معَ طبيعةِ تفكيرها وإدارتها شؤونَ حياتها، وكان العُمرانُ ميزةً فارقةً للحضارات، تعبِّرُ من خلالِهِ عن مدى رُقِيِّها ونُضْجِها، ومدَّةَ عيشِها وقوَّتِها، وامتدادِها، وعناصرَ أخرى...

إعجاز السمع

إنّ من أعظم جوانب إعجاز الله في أسمائه، إعجازه في اسمه السميع الذي اقترن غالبًا، بالعليم، ثم بالبصير، ثم بالقريب، وفي كل مكان اقترن بالعليم جاء مقدّمًا عليه، وهو أشد وقعًا، وأسرع نفعًا في التحقق...

له المجد

كثيرًا ما نسمع بمفردة المجد، وكثيرًا ما نطلقها في ميادين التعظيم والاعتزاز بالنفس، وبلوغ الغاية في الشرف والسؤدد، فهل عرفنا منبعها ومصدرها وأصلها في اللغة والسياقات المختلفة؟ إن مفردة المجد مشتقة من اسم الله «المجيد»...

تذوّق الجمال

لا يتذوق الجمال إلا من اكتملت أركان الإنسانية في قلبه وروحه، وعرف أنّ خلف هذا الجمال مبدعا عظيما. وهناك انسجام تامّ بين فطرة الله التي فطر الناس عليها وعناصر الجمال التي هيأها الله لآدم وذريته،...

حجابه النور...

ربما يتساءل كثير من الناس عن جمال الله تعالى، ونوره، فيرسمون في مخيلاتهم المتواضعة نماذج متواضعة عن حقيقة جماله سبحانه وتعالى، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال في ذلك الجمال: «حجابُه النور،...

بصر وبصيرة

ما أعدل الله في توزيعه نعمه! وما أعظم جبره خواطر عباده! ومن معالم ذلك وأمثلته؛ أنه جلّ وعلا نوّرنا بأمثلة من عالم الإنس، يرون بطريقة فريدة غير معهودة، وهم العميان الذين ولدوا بعيون مسلوبة الأنوار،...

ربُّ القوافي

قد يتساءل البعض عن العلاقة التي تجمع مفردة الربّ بما يضاف إليها، وهل يبقى معناها وفق ما هو في سياقها الديني واللغوي؟ حقيقة، لكلمة الربّ خارج معناها الإلهي معانٍ مختلفة، يحدّدها السياق وما يرتبط به...

غالبٌ على أَمْرِهِ

في هذه الأيام، يتوسل المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها باسم الله الغالب؛ ليرد عنهم كيد الكائدين، وغيظ المعتدين، وكل حقد ظاهر ودفين. فالأمة منذ حين تمر بمخاض القيام والانتفاض، ولهذا القيام تكاليفه الوافية من الخوف...

أَبصر به وأَسمع

كلّنا ندعو الله عزّ وجلّ باسميه «السميع والبصير»، ومؤكَّدٌ أنَّنا كلَّما ذكرناه بهما سبحانه، قَفَزَ إلى ذاكرتنا وألسنتنا قوله تعالى: «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ» (الشورى: 11)، ولكن هناك فرق بين من يقولها مستشعرًا...

مفتاح النصر

لم يُنصر نبي أو عبد من عباد الله إلا بيقينه بالله وحده، وبإدراكه المطلق أن الأمر كلّه بيد الله، وأنّ الله تبارك وتعالى هو الغَالب القَاهر أبدًا، لا يَمْلك أحدٌ أنْ يردَّ ما قَضَى، أو...

كمال الستر

كلّنا نسمع باسم الله «الستير»، وكلّنا نردده في كثير من الحالات، لكن هل علمنا حقيقته وغاية تسمية الله به؟ وما علاقته بالمجتمعات وسلمها وأمانها؟ وماذا لو استحضرنا هذا الاسم في جوانب حياتنا المختلفة؟ إنّ مدارسة...

رغم المكر.. قطر ستبقى حرة

كلٌّ منا يمضي نحو قدره، وكل منا يختار طريقه التي ارتضتها نفسه له، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، والبشر في إطار القدر قسمان، قسم هو الأعلى بقربه من الله وإطاعته، وقسم هو الأسفل ببعده...