alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 208

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
المستشار عبدالله بن محمد آل الشيخ 10 ديسمبر 2025
قطار المستقبل الخليجي
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه

الدبلوماسية القطرية الناعمة.. نموذج للنجاح في دعم الشعوب وحل النزاعات

20 يناير 2025 , 01:00ص

لطالما عُرفت دولة قطر بدبلوماسيتها الناعمة التي تقوم على مبدأ دعم الشعوب ومساندة قضاياهم العادلة، من خلال الجمع بين المرونة السياسية والمواقف المبدئية. حيث نجحت قطر، خلال السنوات الماضية، في لعب أدوار محورية في تسوية النزاعات الإقليمية والدولية، مستخدمة أدواتها الفعالة من وساطات سياسية ودعم إنساني وتنموي. وتمكنت من أن تكون صوتا للعقل والحكمة في منطقة تعج بالتوترات والأزمات. ومع التحولات الكبرى التي شهدتها سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، كانت قطر في طليعة الدول التي بادرت بدعم الإدارة السورية الجديدة، مؤكدة على التزامها التاريخي بمساندة الشعب السوري في تحقيق تطلعاته نحو الحرية والاستقرار وبناء دولته الحديثة، وهي التي لم تتوقف عن دعم الشعب السوري منذ بداية ثورته. كما استمرت دولة قطر في تأدية دورها المميز تجاه القضية الفلسطينية، إذ سجلت نجاحا استثنائيا في التوصل إلى هدنة بين حركة المقاومة «حماس» والاحتلال «إسرائيل»، مما يعكس استمرارية دورها الريادي في دعم الاستقرار الإقليمي، وحل النزاعات بالطرق الحوارية والسلمية. قطر وسوريا: شراكة إستراتيجية لبناء مستقبل جديد بعد أكثر من عقد من القطيعة مع نظام الحكم في سوريا، أعادت قطر فتح سفارتها في دمشق لتعلن عن مرحلة جديدة من التعاون مع الإدارة السورية الجديدة التي أسقطت النظام. ولم يكن هذا القرار مجرد إجراء دبلوماسي، بل رسالة واضحة عن التزام قطر بدعم سوريا في مواجهة التحديات الكبرى التي تلت سقوط نظام الأسد. وفي هذا السياق، كانت زيارة أول وفد دبلوماسي عربي وعالمي وهو الوفد القطري الذي قاده وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي إلى دمشق بعد سقوط النظام بأيام معدودة؛ ليعلن متحدث الخارجية القطرية ماجد الأنصاري عبر منصة إكس، أن الخليفي وصل دمشق على رأس وفد قطري رسمي رفيع المستوى لعقد لقاءات مع المسؤولين السوريين، وتجسيدا للموقف القطري الثابت في تقديم كل الدعم للأشقاء في سوريا. ومن ثم جاءت زيارة وزير الخارجية السوري الجديد أسعد الشيباني والوفد المرافق له إلى الدوحة لتعكس حجم الأهمية التي تلعبها دولة قطر في تعزيز السلم والاستقرار والتنمية في سوريا الجديدة. وخلال الزيارة الأولى للوفد السوري، عقد الشيباني لقاءات مع عدد من المسؤولين القطريين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء وزير الخارجية معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني. وقد تمحورت النقاشات حول سبل دعم الإدارة السورية الجديدة، بدءا من إعادة الإعمار وتخفيف وطأة العقوبات الاقتصادية، وصولا إلى تعزيز المصالحة الوطنية بين مختلف مكونات الشعب السوري. وأكد معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال اللقاءات في الدوحة أن قطر مستعدة لتقديم كل أشكال الدعم لسوريا الجديدة، مشيرا إلى أن إعادة بناء البنية التحتية ورفع العقوبات الاقتصادية يعدّان من الأولويات لتحقيق الاستقرار في البلاد. كما أبدى الجانب القطري في أكثر من لقاء، اهتماما خاصا بتعزيز قطاع الطاقة في سوريا، مستفيدا من خبرته كأحد أكبر مصدري الغاز الطبيعي في العالم. وشملت النقاشات أيضا دعم المشاريع التنموية التي تركز على تحسين الاقتصاد المحلي، بما يخلق فرص عمل جديدة للسوريين ويسهم في عودة اللاجئين إلى بلادهم. ومن بين الملفات التي طرحت على طاولة الحوار كان موضوع دعم المصالحة الوطنية وتعزيز السلام المجتمعي في سوريا، كما تسعى قطر إلى تقريب وجهات النظر بين القوى السياسية السورية المختلفة، وضمان تمثيل كافة الأطياف في الحكومة الانتقالية. هذا الدور القطري يعكس التزاما حقيقيا بالمساهمة في بناء دولة مواطنة تقوم على الكفاءة وليس الطائفية. زيارة رئيس الوزراء إلى دمشق: دعم سياسي وإنساني متكامل في إطار تعزيز التعاون الوثيق بين دولة قطر والجمهورية العربية السورية، قام رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني بزيارة تاريخية إلى دمشق الخميس الماضي، حيث التقى قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع وعددا من المسؤولين السوريين. والزيارة جاءت لتؤكد مجددا وقوف قطر إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية، حيث ركزت النقاشات على دعم إعادة الإعمار، تحسين الظروف المعيشية للسوريين، وضمان استمرارية الخدمات الأساسية. والتأكيد على الدعم القطري في مجال المساعدات الإنسانية من المواد الغذائية والطبية، ودعم توليد الكهرباء بشكل مرحلي على عدة مناطق في سوريا، والمساهمة في تأهيل بعض البنى التحتية وخاصة مطاري دمشق وحلب. وعقب عودته إلى الدوحة، عقد معاليه لقاء صحفيا مع قناة الجزيرة أكد فيه أن قطر ترى في سوريا الجديدة شريكا استراتيجيا، وقال: «نحن على أبواب مرحلة جديدة في تاريخ سوريا... التحديات كبيرة، لكننا نؤمن بقدرة الإدارة الجديدة والشعب السوري على تجاوزها، ونحن سنكون دائما إلى جانبهم، سواء من خلال الدعم الفني لإعادة تشغيل البنى التحتية أو من خلال تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية». كما أشار معاليه أيضا إلى أن العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة على نظام الأسد أصبحت اليوم تشكل عقبة كبيرة أمام الإدارة الجديدة. وأكد أن قطر تعمل مع شركائها الدوليين على رفع هذه العقوبات، لتتمكن سوريا من استعادة دورها الإقليمي والدولي، والنجاح في المرحلة الانتقالية وبناء دولة وطنية حقيقية. دور قطري محوري في دعم القضية الفلسطينية على الجانب الآخر، تواصل قطر دورها المحوري في دعم القضية الفلسطينية، الذي يُعد من الثوابت الرئيسية في سياستها الخارجية. وأثبتت الدوحة مرة أخرى قدرتها على تحقيق نجاحات دبلوماسية مبهرة، بإعلانها عن التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي، بعد وساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة الأمريكية. والاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ صباح يوم أمس الأحد (19 يناير)، يشمل وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين. وفي مؤتمر صحفي، أعلن معالي الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن هذا الاتفاق يعكس التزام قطر بالعمل من أجل إنهاء معاناة سكان غزة وضمان حقوقهم الأساسية. وأوضح أن قطر ستواصل جهودها مع الشركاء الدوليين لضمان تنفيذ الاتفاق ومتابعة تطبيقه على الأرض. وأكد معاليه أن النجاح في التوصل إلى هذا الاتفاق يعكس أهمية الدبلوماسية القطرية التي تجمع بين المواقف المبدئية والعمل الدؤوب لتحقيق الاستقرار. وأضاف: «ما شهدناه من تعاون مع مصر والولايات المتحدة كان مثالا على كيفية تحقيق نتائج إيجابية عندما تتضافر الجهود الدولية». وهذا النجاح العظيم أعاد الحياة لأهل غزّة الذين رأينا فرحتهم، وأنهم ولدوا من جديد، ولأن الحرب والقتل والحصار خيم عليهم ودمر حياتهم بشكل كبير، فهذا النجاح الدبلوماسي القطري لن تنساه الشعوب وأبناء الإنسانية على الإطلاق. الدبلوماسية القطرية كجسر نحو المستقبل يجمع الدور القطري في سوريا وغزة بين العمل الإنساني والدبلوماسي، ويعكس رؤية شاملة لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة. ومن خلال استثمارها في إعادة الإعمار، ودعم المصالحة الوطنية، وتعزيز الحلول السياسية، تؤكد قطر التزامها بالوقوف إلى جانب الشعوب في مواجهة التحديات الكبرى خلال حروبها وأزماتها. إن نجاح الدوحة في إدارة ملفات حساسة كسوريا وغزة لا يعكس فقط مهارتها في الوساطة وحل النزاعات بالطرق الدبلوماسية والسياسة الحوارية التي رفعت مكانة الدوحة عاليا لتعانق السماء، بل يبرز أيضا قدرتها على بناء شراكات طويلة الأمد مع الدول والمجتمعات. ومع استمرار الأزمات في المنطقة، تظل قطر نموذجا ملهما للدبلوماسية الناعمة التي تسعى لتحقيق السلام والازدهار، ليس فقط لشعوب المنطقة، بل للعالم أجمع. @falehalhajeri

قطر والسعودية.. شراكة تُعيد رسم مستقبل الخليج

شهدت العاصمة الرياض، أمس الإثنين، انعقاد الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق القطري–السعودي برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل...

منتدى الدوحة 2025.. منصة عالمية تنتقل بالعدالة من المفهوم إلى التنفيذ

انطلقت، أمس، أعمال منتدى الدوحة 2025 وسط حضور رفيع، تقدّمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث شكّل وجود سموه في افتتاح الفعاليات علامة على الاهتمام الذي توليه الدولة...

قطر وبناء العقل: منظومة تقود الدولة نحو المستقبل.. حين تتحول المعرفة إلى مشروع وطني

هناك لحظات في التاريخ يصبح فيها التفكير أهم من البناء، والفكرة أهم من المساحة، والعقل أهم من القوة المادية. في مثل هذه اللحظات يتضح أن الدول التي تملك عقلا منظما ورؤية فكرية واضحة تستطيع أن...

تتقدم قطر إلى واجهة المشهد الدولي.. جولة صاحب السمو تفتح حقبة جديدة في إفريقيا والعالم

شهدت الدبلوماسية القطرية خلال الأيام الماضية محطة جديدة تعكس حضور دولة قطر في قلب التحولات الإقليمية والدولية، عبر الجولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى...

من ساحات شمال كيفو إلى الدوحة.. إنهاء سنوات من التوتر بين الكونغو الديمقراطية و «M23»: رحلة وساطة قطرية تنشر السلام في قلب القارة السمراء

في الخامس عشر من نوفمبر 2025، شهدت الدوحة محطة جديدة في سجل الوساطة القطرية مع توقيع «اتفاق الدوحة الإطاري للسلام» بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو، المعروف بحركة الثالث والعشرين من مارس «...

شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا

افتُتِحت الدورة الحادية والعشرون من منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط تحت شعار «شراكة من أجل السلام والازدهار»، في حدث بدت ملامحه أبعد من تقويم مؤسسي معتاد.جاء المنتدى منظَّما من مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية...

كلمة صاحب السمو أمام القمة العالمية تحمل رؤية شاملة.. التنمية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن العدالة الإنسانية

في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي تحتضنها الدوحة، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كلمة شكلت حدثا في حد ذاتها، لما حملته من رؤية شاملة تتجاوز المألوف...

المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

يشهد العالم تحولا غير مسبوق في طبيعة المخاطر التي يواجهها الصحفيون داخل مناطق النزاعات. لم تعد التهديدات مرتبطة بالصدفة أو بخطأ في حسابات الميدان، وإنما أصبحت جزءا من استراتيجية تسعى إلى التحكم بالرواية وإدارة الذاكرة....

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....