


عدد المقالات 398
المشاهد المهنية تتغير كغيرها من عناصر الحياة، وواقع العمل شهد التحولات التي عاشها العالم منذ جائحة كورونا، وجعل السؤال المتكرر يُطرح باستمرار: هل نحتاج فعلاً إلى مكتب لننجز؟ أم أن المكتب ذاته بات فكرة قابلة لإعادة التعريف؟ سبب هذا المقال هو الكتاب الجديد “The World is Your Office” للدكتور راج شودري، أستاذ إدارة الأعمال في جامعة هارفارد، الذي يقدّم نموذج “العمل من أي مكان” (WFA) لا كخيار رفاهي، بل كإستراتيجية بديلة تعيد النظر في علاقة الإنسان بالوظيفة. ويعرض، عبر أمثلة ودراسات ميدانية، واقعًا جديدًا بدأت تتبناه بعض المؤسسات العالمية، حيث لا يرتبط الإنتاج بالموقع، بل بالمخرجات والنتائج. تنطلق الفكرة من منح الموظف حرية اختيار بيئة العمل التي تناسبه، مع الاحتفاظ بالتزامه بمهامه، وبمعايير الأداء. ومع أن هذا النموذج يبدو مميزًا على الورق، إلا أن ما يدعو للتأمل هو السؤال التالي: هل مثل هذه الفكرة قابلة للنجاح في السياق العربي؟ أم أنها تحتاج إلى بيئة مؤسسية وثقافية مختلفة تمامًا؟ فالمجتمع العربي لا يزال في غالبه ينظر إلى الحضور الفيزيائي بوصفه أحد مؤشرات الجدية والالتزام، وترجع الأسباب إلى واقع الوظيفة أو حال الموظف! فيتحول “المكان” إلى نقطة رئيسية في قلب التقييم المهني. وبالرغم من أن التجربة الاضطرارية للعمل عن بُعد خلال الجائحة أثبتت وجود نماذج ناجحة، فإن السؤال المهم هو: كيف نخلق ونطوّر جيلًا جديدًا يدرك أهمية الإنجاز بغض النظر عن المكان، لنكون قادرين على الوثوق بالأداء من خارج أسوار المؤسسة؟ يضع شودري ثقته في التكنولوجيا، والتقييم الذكي، لكنه لا يتناول بعمق الفوارق الثقافية في فهم العمل ذاته. فالعمل من أي مكان ليس مجرد مسألة تقنية، بل يتطلب نضجًا مؤسسيًا، وثقافة إدارية قادرة على التمييز بين من يُنجز فعلاً، كما يتطلب وعيًا مجتمعيًا بأهمية النتائج على حساب الشكليات. وهذا بحد ذاته يمثل تحديًا في بيئات لا تزال تتعامل مع الوقت لكونه الطريقة الوحيدة للتواجد. قد لا يكون النموذج مناسبًا للجميع في هذه المرحلة، وربما من المستحيل تطبيقه تطبيقًا شاملاً في كل القطاعات، لكن التفكير فيه بما يتناسب مع الأجيال الجديدة ضروري. وهو يحتاج إلى نوع أكثر دقة في احتساب الإنجازات وتحقيق الأهداف، ليتماشى مع التغيرات التي تحدث في العالم. وبالرغم من إيماني التام بأن العمل في مكان مادي هو تفاعل إيجابي على جميع المستويات ويحقق أكثر ما يمكن تحقيقه من أهداف، إلا أن رؤى جديدة تستحق الاستعداد لها، وقواعد تدعو إلى أن يكون “العالم هو مكتبك” ليست دعوة إلى هدم الجدران، بل إلى هدم القوالب الذهنية؛ لينمو الشعور بالمسؤولية نحو الإنجاز بغض النظر عن مكان الموظف. فهي الطريقة الوحيدة التي تُقاس بها الجدارة. وقد يكون الأهم من ذلك أن نسأل أنفسنا: هل أعددنا أفكارنا، وموظفينا، ومديرينا، ومجتمعاتنا ليتعاملوا بوعي مع هذه الحرية الجديدة؟ حرية قد تطرق الأبواب لتكون جائحة جديدة، ولكن هذه المرة بلا جوائح صحية. هي مجرد أسئلة… فربما جيل Z لن يستمر طويلًا في المكاتب، لأنهم جيل يثق بالتكنولوجيا، ويعتمد على تغير العالم. @maryamhamadi
اعتدتُ أن أبحث عن موضوع الأحد ضمن معايير تراعي اتصاله بالوقت، وانعكاسه على الناس، وارتباطه بالأحداث الجارية. وكثيرًا ما أجد نفسي أمام عدد محدود من المواضيع التي كُتب عنها مرارًا، أو تلك التي لا تحمل...
في كل عام، في الخامس والعشرين من نوفمبر أقرّت الأمم المتحدة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، حيث تتم مناقشة هذه القضية، وتقاطعها مع حقوق الإنسان مع الضمير العالمي لحماية المرأة. فوفقاً لموقع الأمم...
في هذا الزمن السريع، زمن التكنولوجيا والانفتاح، تتدافع الأصوات وتزدحم الثقافات في مساحة التأثير، للتركيز على الهوية الأم، ولا يمكن فصل هذه الهوية الأم عن اللغة، وبالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف...
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...