


عدد المقالات 14
لازمني كثيراً، وانا اشاهد الأفلام المدبلجة، تساؤل مفاده كيف يستطيع هؤلاء – المدبلجون – ان يصنعوا كلمات عربية تُشبه الكلمات في اللغة الأصلية للفيلم.؟ وظل هذا تساؤلاً منزوياً في الذاكرة حتى صعد على السطح مرة أخرى ليجد الإجابة، أو شيئاً منها مع قراءة كتاب «حكايتي مع ديزني» للمخرج المسرحي المصري عصام السيد، الصادرعام 2024، والكتاب حكاية شيقة حول تجربة المخرج / الكاتب مع فن الدوبلاج لأفلام ديزني عندما قررت الشركة ان تصل افلامها الكرتونية الى كل لغات العالم، او اغلبها، ولا بد ان تكون العربية احدى تلك اللغات، فمن سوف يتصدى لهذه المهمة، ومن يستطيع أن يحقق شروط ديزني المركزية، والتي يجب الالتزام بها، وإن بدا ذلك كتدخل في عمل المخرج الأساسي ؟ يحكي لنا المخرج / الكاتب حكايته مع فيلم الأسد الملك، الذي بدأ به مشواراً جميلا ومرهقا في ذات الوقت مع ديزني، وهو في ذات الوقت يعمل بالإخراج المسرحي دون توقف حتى صار رصيده اليوم اخراج سبعين مسرحية ما بين قطاع عام، وخاص، ويعود بنا الكتاب الى بداية التسعينيات، التحدي الأول مع قبول هذا العمل، والبحث عن أصوات تلائم الشخصيات التي أحببناها كبارا وصغارا، ولم نكن نعلم ان شروط ديزني تقتضي اختيار ثلاثة ممثلين او ثلاثة اصوات مختلفة لكل شخصية في الفيلم، وإرسال الأصوات المسجلة الى الاستوديوهات الأمريكية وهناك يتم اختيار الصالح منها للشخصيات. متابعة حثيثة للعمل، كل ممثل له أن يقدم دوراً واحداً فقط، حتى يكون تركيزه على شخصية اساسية بالنسبة له، ثم إن عليه الا يعمل أكثر من ثلاث ساعات متواصلة حتى لا يظهر الإجهاد على صوته اذا استمر في العمل، ليست هذه هي الشروط فحسب لكن ديزني ترسل أحد خبرائها الكبار الى القاهرة ليراقب سير العمل عن قرب، وقد بدا ذلك نوعا من الرقابة، وعدم الثقة لدى المخرج، لكن الاحساس السلبي تحول الى صداقة متينة مع هذا الخبير الفذ، والذي أخذ خبرته من والت ديزني نفسه. عقبات تلو عقبات، اختيار الأصوات، عمل الاختبار، او دراسة بصمة الصوت كما اطلق عليها، حتى لا تؤذي ممثلين كبارا اشتركوا في العمل، بكلمة (اختبار) كل هذا ونحن – الذين استمتعنا بأعمال مدبلجة مثل الأسد الملك، وبوكاهانتس وهرقل وغيرها – نحن لا نعلم إن وراء هذه الأصوات العربية جهودا عظيمة تمتد الى شهور من العمل المضني دون توقف، ومنا الكثير ممن لم يدر إن تلك أصوات لشخصيات فنية كبيرة شاركت في تلك الأعمال. فقط من هذا الكتاب عرفت ان الفنان يحيى الفخراني كان أحد تلك الأصوات التي بثت الروح المصرية في شخصيات افلام ديزني، والفنان عبدالرحمن ابو زهرة واحمد بدير والفنانة القديرة أمينة رزق، ومن الشباب محمد هنيدي، ومنى زكي وهاني رمزي وغيرهم، بالاضافة الى جوقة متكاملة من الإداريين والفنيين الذين حرصوا جميعاً على اخراج أجمل صورة لأفلام ديزني العربية، لكن لا شيء يدوم الى الأبد، عشر سنوات هي عمر حكاية عصام السيد مع ديزني، وأما اسباب هجره لذلك العمل الذي أحبه، فهو يتحدث عنها صراحة – لأول مرة - بعد أكثر من ربع قرن من توقف تعاونه مع إدارة ديزني، فمنها ما يخص الإدارة المركزية ومنها ما يخص المكتب الإقليمي في القاهرة، لكن خلاصة ما يقوله المخرج، ان العمل بالدوبلاج، او تركيب الأصوات على شخصيات الفيلم الجاهز، اصعب من صناعة الفيلم نفسه، وقد أصبح مخرج الدوبلاج مقيداً بالحوار نفسه، والانفعالات نفسها، وعلى الفنان ان تكون كلماته أقرب ما تكون الى حركة الشفاه في الفيلم الأصلي! الكتاب الحكاية، ساعدني كثيراً في الحصول على إجابات لأسئلة قديمة، لاعرف اكثر حول فن لم يلق ما يستحق من التقدير، والإهتمام في عالمنا العربي.
إذا وافقنا على أن غلاف الكتاب هو العتبة الأولى لقراءته، وإذا وافقنا على أن الكتاب يُقرأ من عنوانه، فعلى ماذا سوف يأخذنا غلاف رواية الكاتب والناقد والسينارست المصري مجدي نصَّار؟ رواية بعنوان «روح الله الفضل...
نصحني أحد العارفين بأسرار الكتابة قبل سنوات، تريدين أن تكوني كاتبة بحق ؟ عليك بقراءة خالد حسيني، وكانت نصيحة بجمل كما يقال، قرأت لخالد حسيني، الكاتب، والطبيب الأفغاني المهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1980،...
لا أحب القطط، هذا اعتراف مني بذلك، صورة قطٍ على غلاف أي رواية لا تجعلني أمد يدي لتناولها لاقتنائها ناهيك عن تصفحها، لكنه اسم الروائية اللبنانية، والاعلامية نجوى بركات، في آخر ابداعها الروائي «غيبة مي»...
لا تخطئ فهم غلاف الرواية، ولا تظن أن الروائي المصري محمد بركة يتحدث عن المؤسسات السرية التي تمسك خيوط العالم، فالعين داخل المثلث على الغلاف لا ترتبط بتلك الصورة الشهيرة لنفس العين داخل المثلث على...
في بداية حياتي العملية، سمعت زميلا لي من الجنسية اللبنانية يحكي بأنه لا يصوم رمضان بناء على ديانته، وأكمل جملته بأنه درزي، فتحت عيني على وسعها، وأنا أسمع لأول مرة عن الدرزية، وانتشارها في مناطق...
لم أقرأ حول أدب الرحلات منذ زمن، ربما لأن الرحلات صارت متاحة، وميسرة جدا، وربما لاعتقادي أن الكتاب لن يقدم اكثر مما تقدمه الشاشات الكبيرة، والصغيرة اليوم على وسائل التواصل مثل اليوتيوب والتيك توك، وغيرهما،...
«أو هكذا تقول الأسطورة» ليست الأسطورة التي تقول، ولكنها الروائية المصرية الدكتورة رشا سمير، طبيبة الأسنان التي أصدرت أربع روايات قبل هذه الرواية التي بين أيدينا اليوم، رواية المسحورة التي صدرت منها ثلاث طبعات خلال...
يكتب الروائي السوري الكردي جان دوست رواية شيقة حول رجل فرنسي يحمل رسالة من الإمبراطور نابليون بونابرت إلى شاه إيران القاجاري عام 1805، يحملها مع الهدايا والتحف الثمينة، ويمر عبر المساحات الشاسعة، وفي ما هو...
«تركت بيروت ورائي، مدمرة راكعة حزينة فاقدة روحها وناسها و شبابها»هذا ما كتبته ايمان حميدان، الروائية اللبنانية على لسان احدى شخصياتها في روايتها الأخيرة (أغنيات للعتمة) شخصية اسمهان التي غادرت بيروت الى نيويورك عام ١٩٨٢...
حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة، رواية بطعم التحقيق الصحفي الاستقصائي للكاتبة المصرية المبدعة إيناس حليم تتعرض بشجاعة لحكاية غامضة من حكايات مدينة الإسكندرية التي تفرد شعرها على الشط، بحسب كلمات عبدالرحمن الأبنودي وغناء عبد...
عندما تصادف رواية بعنوان (الرسام الانجليزي) يتبادر إلى الذهن فورا، وقبل الدخول في التفاصيل، الفيلم السينمائي الرائع (المريض الانجليزي) الذي تدور أحداثه مع الجنود وشخصيات عامة، إبان الحرب العالمية الثانية، تلك الأحداث التي كتبها الروائي...
يحلو لي كلما زرت مدينة الضباب لندن ممارسة رياضة المشي لساعات على ضفاف نهر التايمز، الذي يشق المدينة إلى ضفتين جنوبية وشمالية، بخلاف القنوات المائية الصغيرة المتفرعة من هذا النهر الأساس، وليس من السهل أن...