alsharq

د. هدى النعيمي

عدد المقالات 14

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبدالغني الشريف - السعودية 13 ديسمبر 2025
قطر وتحقيق الأرقام القياسية

ما سر رسالة نابليون إلى شاه إيران في رواية جان دوست «الأسير الفرنسي»؟

12 يونيو 2025 , 11:26م

يكتب الروائي السوري الكردي جان دوست رواية شيقة حول رجل فرنسي يحمل رسالة من الإمبراطور نابليون بونابرت إلى شاه إيران القاجاري عام 1805، يحملها مع الهدايا والتحف الثمينة، ويمر عبر المساحات الشاسعة، وفي ما هو بين المُرسل والمُرسل إليه، يتشكل بهويات وأزياء مختلفة حتى لا يكشفه عدو، أو قاطع طريق في دربه الطويل، ويتستر ويتقي خوفًا من عداوة قد تمنعه من الوصول إلى وجهته، وهو الذي يحمل رسالة هامة لطرفين في غاية الأهمية، وقد يؤدي وصولها أو عدم وصولها إلى قيام حروب أو منع اندلاع حروب. وفي هذا المسار المعقد، كان عليه أن يتخذ كل التدابير، وأن يتلون بعدة أوجه وألوان لإخفاء شخصيته الأصلية والغرض من هذه الرحلة الطويلة. وعند الاقتراب من الحدود الإيرانية، وبرفقة أربعة مؤتمنين على سر الرحلة، يقع في الأسر على يد القائد الكردي محمد آغا، فيتم إعدام الدليل الأرمني المسكين أمام عيني الفرنسي حامل الرسالة، ثم يُحبس هو ورفاقه في زنزانة تحت الأرض لمدة شهرين، وفي مقام آخر من الرواية – التي لم تحدد مدة الحبس بدقة – كانت مدة الأسر عامًا كاملًا، يصادف فيها ما يصادف من عذابات، وتجويع، وإظلام في قبو تحت الأرض، قلّ أن يصله الضوء، مع قليل من الطعام، وشيء أقل من الماء، وكمّ من الإهانات والإذلال، لا يهونها إلا طيبة من قبل السجان – الكردي أيضًا – الذي يحاول أن يخفف قسوة السجن بإحضار الورق والأقلام للأسير الفرنسي. وفي زنزانته التي كانت حفرة تحت الأرض، يكتب الأسير مذكراته لتصل بعد مائتي عام إلى الكاتب السوري الكردي جان دوست، فيقدمها لنا في شكل رواية «الأسير الفرنسي» الصادرة عن دار الآداب عام 2023، لتصل الرواية إلى القائمة الطويلة لجائزة كتارا للرواية 2024، وتصل إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية 2024. والأهم من ذلك أنها تصل إلى القارئ الشغوف بتاريخ تلك الفترة المربكة، ليس فقط في منطقة الأكراد المحاذية لإيران. وتقدم الرواية كثيرًا من المشاهد الحية للحملة الفرنسية على مصر، والتي يجعل جان دوست كاتب المذكرات، أو الأسير الفرنسي، أحد فرسانها في الترجمة، فيخصص لها الكثير من الصور التي لا تُدين الحملة الفرنسية على مصر بشكل مباشر، لكنها ترسم المقاومة المصرية للحملة، ثم انهزام نابليون على أبواب عكا لأسباب لا تتعلق فقط بالمقاومة العربية والإسلامية، متمثلة في مقاومة الجزار باشا في عكا، بل أيضًا كردٍّ سماوي على تلك الحملة في شكل وباء الطاعون، الذي حصد من أرواح الجنود الفرنسيين الكثير، فارتدوا خائبين. رواية «الأسير الفرنسي» تنتقل بالقارئ ما بين الأسر في الحفرة تحت الأرض، إلى بلاط نابليون تارة، وذكريات الحملة الفرنسية على مصر في خيط روائي سلس، وإن كان التكرار سمة السرد في بعض الفصول. وهكذا، لن يتعرف القارئ على الجزء الواقعي من الرواية، أو الجزء المتخيل منها. وبهذا الأسلوب، نجح الكاتب في الحبكة الروائية، لكنه أيضًا لم ينس أن يشير إلى اعتماده على مصادر تاريخية تؤكد واقعة الأسر التي تعتمد عليها الرواية، كما ورد في المراجع في نهاية النص. رواية «الأسير الفرنسي» لجان دوست، شيء من التاريخ القديم المتجدد، الذي يمكن للقارئ أن يُسقطه على أحداث واقعية في العالم العربي اليوم، إضافة إلى أن هذا النص يقدم الكثير من متعة القراءة التي تعود إلى التاريخ لتلقي الضوء على الحاضر.

حكاية ديزني مع عصام السيد.. فن الدوبلاج الذي لم نعرفه

لازمني كثيراً، وانا اشاهد الأفلام المدبلجة، تساؤل مفاده كيف يستطيع هؤلاء – المدبلجون – ان يصنعوا كلمات عربية تُشبه الكلمات في اللغة الأصلية للفيلم.؟ وظل هذا تساؤلاً منزوياً في الذاكرة حتى صعد على السطح مرة...

شمس وقمر وفتاة يشكلون رواية «روح الله الفضل حبش»

إذا وافقنا على أن غلاف الكتاب هو العتبة الأولى لقراءته، وإذا وافقنا على أن الكتاب يُقرأ من عنوانه، فعلى ماذا سوف يأخذنا غلاف رواية الكاتب والناقد والسينارست المصري مجدي نصَّار؟ رواية بعنوان «روح الله الفضل...

صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال

نصحني أحد العارفين بأسرار الكتابة قبل سنوات، تريدين أن تكوني كاتبة بحق ؟ عليك بقراءة خالد حسيني، وكانت نصيحة بجمل كما يقال، قرأت لخالد حسيني، الكاتب، والطبيب الأفغاني المهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ 1980،...

ذاكرة مدينة في رواية.. نجوى بركات في غيبة مي

لا أحب القطط، هذا اعتراف مني بذلك، صورة قطٍ على غلاف أي رواية لا تجعلني أمد يدي لتناولها لاقتنائها ناهيك عن تصفحها، لكنه اسم الروائية اللبنانية، والاعلامية نجوى بركات، في آخر ابداعها الروائي «غيبة مي»...

مهنة سرية لمحمد بركة.. شخصية روائية خارج المألوف

لا تخطئ فهم غلاف الرواية، ولا تظن أن الروائي المصري محمد بركة يتحدث عن المؤسسات السرية التي تمسك خيوط العالم، فالعين داخل المثلث على الغلاف لا ترتبط بتلك الصورة الشهيرة لنفس العين داخل المثلث على...

حنـين الصـايغ تكشــــف الغــــموض في «ميثــــــاق النـــــساء»

في بداية حياتي العملية، سمعت زميلا لي من الجنسية اللبنانية يحكي بأنه لا يصوم رمضان بناء على ديانته، وأكمل جملته بأنه درزي، فتحت عيني على وسعها، وأنا أسمع لأول مرة عن الدرزية، وانتشارها في مناطق...

«كشتبان» لأميمة صبحي.. علامة هندية في أدب الرحلات

لم أقرأ حول أدب الرحلات منذ زمن، ربما لأن الرحلات صارت متاحة، وميسرة جدا، وربما لاعتقادي أن الكتاب لن يقدم اكثر مما تقدمه الشاشات الكبيرة، والصغيرة اليوم على وسائل التواصل مثل اليوتيوب والتيك توك، وغيرهما،...

رواية «المسحورة» لرشا سمير تقدم صورة مبهرة لمجتمع واحة سيوة المصرية

«أو هكذا تقول الأسطورة» ليست الأسطورة التي تقول، ولكنها الروائية المصرية الدكتورة رشا سمير، طبيبة الأسنان التي أصدرت أربع روايات قبل هذه الرواية التي بين أيدينا اليوم، رواية المسحورة التي صدرت منها ثلاث طبعات خلال...

أغنيات للعتمة لإيمان حميدان.. بيروت التي لا تغادر ذاكرة محبيها

«تركت بيروت ورائي، مدمرة راكعة حزينة فاقدة روحها وناسها و شبابها»هذا ما كتبته ايمان حميدان، الروائية اللبنانية على لسان احدى شخصياتها في روايتها الأخيرة (أغنيات للعتمة) شخصية اسمهان التي غادرت بيروت الى نيويورك عام ١٩٨٢...

إيناس حليم.. تعيد البحث عن سيدة سقطت في حفرة قبل 50 عاماً

حكاية السيدة التي سقطت في الحفرة، رواية بطعم التحقيق الصحفي الاستقصائي للكاتبة المصرية المبدعة إيناس حليم تتعرض بشجاعة لحكاية غامضة من حكايات مدينة الإسكندرية التي تفرد شعرها على الشط، بحسب كلمات عبدالرحمن الأبنودي وغناء عبد...

د. هدى النعيمي تكتب عن «أزمنة العنف» للروائية رزان المغربي: الرسام الإنجليزي.. بين سنوات الحرب والثورة الليبية

عندما تصادف رواية بعنوان (الرسام الانجليزي) يتبادر إلى الذهن فورا، وقبل الدخول في التفاصيل، الفيلم السينمائي الرائع (المريض الانجليزي) الذي تدور أحداثه مع الجنود وشخصيات عامة، إبان الحرب العالمية الثانية، تلك الأحداث التي كتبها الروائي...

د. هدى النعيمي تكتب من عاصمة الضباب: هل تساءلتم وأنتم في لندن أين هو مسرح شكسبير..؟

يحلو لي كلما زرت مدينة الضباب لندن ممارسة رياضة المشي لساعات على ضفاف نهر التايمز، الذي يشق المدينة إلى ضفتين جنوبية وشمالية، بخلاف القنوات المائية الصغيرة المتفرعة من هذا النهر الأساس، وليس من السهل أن...