alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

العالم في أمسّ الحاجة إلى قادة «إنسانيين»

25 مارس 2019 , 01:32ص

قدّمت رئيسة وزراء نيوزيلندا مثالاً شجاعاً لأي سياسي غربي يمكن أن يتحدّى في هذه الأيام الموجة القومية - الشعبوية التي تزداد تعصّباً، وباتت تعبر عن عداء سافر لـ «الغرباء»، ولا سيما المسلمين. كان البارز في تفاعل جاسيندا ارديرن مع مجزرة المسجدَين أنها رفضت أي تناغم مع اليمين المتطرف، بنمطَيه الأميركي - الترمبي والأوروبي، واعتبرت أن حسن سيرة الجاليات المسلمة في بلادها أمرٌ ينبغي احترامه. ذاك أن أي تهاون في إدانة المجزرة كان سيعني تبريراً لها وتعايشاً معها، وبالتالي تشجيعاً على تكرارها، وإشارة إلى المسلمين والأقليات أو الجاليات الأخرى، بأنه كلما أراد أي مهووس أن يعتدي عليهم بدافع تفوّقه كأبيض فإن الدولة والقانون سينحازان ضدّهم، وليس لهم أن يتوقّعوا أية حماية أو اعترافٍ بحقوقهم. برهنت جاسيندا ارديرن أن إبداء إنسانيتها لا يظهرها ضعيفة ولا يتناقض مع ممارسة السلطة بل يعزّزها، كما أنه خطوة قد تبدو مكلفة سياسياً في المدى القصير، لكنها بالتأكيد أكثر كلفة سياسية وأمنية وأخلاقية في حال اعتُمد نهج مكافحة تطرّف بتسويغ تطرّف آخر. لم يترك موقفها الفوري باعتبار الجريمة عملاً إرهابياً أي مجال للجدل، لكنها لم تكتفِ بذلك بل ذهبت إلى تشريع حظر الأسلحة الآلية ونصف الآلية من الطراز العسكري، ولم تكتفِ بلبس حجاب بسيط لمشاركة ذوي الضحايا فجيعتهم وأحزانهم، بل جهرت بتقزّزها من التلفّظ باسم القاتل. شاء العديد من الإسلاميين تسليط الضوء على حجابها، لكنه لم يكن في عُرفها سوى بادرة رمزية لمشاركة الناس بما هم عليه من مسالمة ولإشعارهم بالأمان. لم تكن صدفة أن يضع القاتل أنجيلا ميركل على لائحة من يرشّحهم للاغتيال، فالمستشارة التي كانت سبّاقة إلى مواجهة سياسات دونالد ترمب منذ بداياتها لم تتردّد في فتح حدود ألمانيا أمام اللاجئين، رغم يقينها بأنها ستواجه انتقادات حادة في الداخل، كما في كل بلدان الاتحاد الأوروبي، لكن الدافع الإنساني لديها ظلّ غالباً. ولئلا يقتصر الاستثناء الحالي على السيدتين الألمانية والنيوزيلندية لا بدّ من الإشارة إلى الحسّ الحقوقي الإنساني الواضح أيضاً عند رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو. أصبح العالم بحاجة ماسة إلى مثل هذه النماذج التي تعطي للعالم روحاً ومعنى لا ينفك يفتقدهما بشكل متسارع. في زمن ترمب وبنيامين نتنياهو والهنغاري فكتور أوربان لا قدرة لميركل وارديرن وترودو على تغيير العالم، لكنهم يؤكّدون أن الانسياق إلى التطرّف اليميني ليس خياراً. «مرحباً أخي»... هكذا بادر الأفغاني داود نبي القاتل الأسترالي قبل أن يتلقّى رصاصاته. كلمتان قالهما الرجل بعفوية، لتقول صحفٌ يمينية غربية إنهما عبّرتا عن الوجه الحقيقي للإسلام، ولا عزاء لكل المؤتمرات والبيانات والحملات والأموال التي جُيّرت ولا تزال من أجل ذلك «الوجه الحقيقي». منظمة التعاون الإسلامي تدعو الأمم المتحدة إلى اعتبار الإسلاموفوبيا شكلاً من اشكال العنصرية، ولا جدال في أنها فعلاً كذلك، لكنها لم تأتِ من عدم، فجذورها ضاربة في الصراعات التاريخية التي تبقي سياسات الغرب أسسها قائمة، كما يساهم متطرفون عرب ومسلمون ومتطرّفون مسيحيون بيض برسم وجه بشع لثقافتيهما سواء بسواء. لا نجاح لمكافحة العداء للإسلام ما لم تكن جهداً دولياً، مشتركاً وشاملاً، لكن كيف لها أن تنجح فيما تُحصّن أميركا - ترمب الصهيونية بمنحها القدس والجولان، وتطلق يد القتلة في إسرائيل؟ ألم يكن جنود الاحتلال ينتهكون المسجد الأقصى يوم هاجم سفاح نيوزيلندا جموع المصلّين؟

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...