alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

16 مارس 2020 , 01:44ص

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى، لكن حتى في الحروب تتوزّع الأطراف الاتهامات لتضييع الحقيقة وتمويه المسؤولية. لا يزال العالم وسط اللجّة الوبائية، لا في ذروتها، وجلّ ما يتنماه أن يبقى عدّاد الضحايا البشرية عند حدّ معيّن، فهذا هو الفارق مع الحروب. إذ يُعتقد أن السيطرة على العدوى المَرَضية ممكنة، ولو اقتضى منع التجوّل وفرض الحجر العام، فالفيروس ومحاربته تتمّان بلا صخب ولا دويّ. أمّا أعمال القصف والقتال، التي تشلّ الحركة تلقائياً وتُوجب الاختباء في الملاجئ، فليست ملزمة عادة بسقف من «ضبط النفس» للسيطرة عليها، ولا خيار فيها سوى الغلبة لتصمت المدافع، ويتوقف الموت القسري. لوهلة يصعب التمييز بين فيروس وبائي وفيروس سياسي، فكلاهما خطر على البشرية حين يستهدف الإنسان ليقتله. في التحليل المجهري والبحث عن أصل الأوبئة غالباً ما يتبيّن أن مصدرها غير بشري لا يتقصّده الحيوان في تعاطيه مع الطبيعة، أو بوجوده في بيئة لا يعلم أنها غير نظيفة، فلا الإنسان يحميه ولا هو يحمي الإنسان. هل يمكن تخيّل طواقم بحث دائبة التفتيش عن الخفافيش وغيرها من الحشرات؟ وكيف تعيش؟ وفي أي قاذورات تقتات؟ وأين تلقي بمخرجاتها؟ طبعاً لا، رغم أن لدى المختبرات المتقدمة أرشيفاً لسلالات الفيروسات المكتشفة، بما فيها تلك التي لم تتفشَّ ولم تقتل. واستطراداً في المقارنة يبدو الفيروس السياسي كما لو أن مصدره لا يقلّ قذارةً، وهو لا يستهدف أي رئتين يصادفهما، كما يفعل كورونا «كوفيد - 19»، بل يضرب عادة العقول، مركّزاً على منطقة صنع القرار في الأدمغة. ينتصر في الحرب الطرف الذي يملك السلاح الأقوى أو يطوّره فيما هو يقاتل فيتمكّن من الحسم، وقلّ ما تنتهي أي حرب أو تزول أسبابها لكن التفوّق التقني ينهي زخمها فيفرض القوي على الضعيف ليس فقط الاعتراف بهزيمته، بل التصميم على أن يسعى إلى التفوّق بدوره ليعاود الكرّة. الدول الكبرى أصبحت عُظمى بحيازتها السلاح الأعلى درجة -القنبلة النووية- فتستخدمه للردع وحماية الذات. أي أن كلّاً من هذه الدول تلقّحت للوقاية من الفيروس النووي عند الأخرى، وهي مع ذلك تعيش هاجس تلقّي الضربة الأولى، لكنها تشكّل خطراً على دول وشعوب أخرى. ثمة أمراضٌ تفشّت جرّاء استخدام أسلحة مزوّدة بمواد أو رؤوس نووية. العالم يحارب فيروس «كورونا» ويبحث عن اللقاح الناجع للقضاء عليه. ربما يستغرق ذلك وقتاً أطول من تصنيع سلاح عسكري، وقد يُكتفى في مرحلة أقرب بعقار يحتوي المرض ولا ينهيه، فالأولوية الآن لإنهاء الحاجة إلى شلّ الحياة العامة. بات اللقاح المرتقب محور سباق سياسي وتجاري، وفي انتظاره أصبح الفيروس مادة لتراشق التهم بين واشنطن وبكين، فهل يكون «كورونا» المستجد «صنع في الصين» أم «صنع في أميركا»؟ وهل هو اختبارٌ أول أو فصلٌ أول من نوعه في حرب بيولوجية كونية؟ الاتهامات الأميركية تتعلّق بتأخر الصين أكثر من شهرين للاعتراف بوجود إصابات ووفيات، أما الاتهامات الصينية فتركّز على عدم الشفافية الأميركية في توفير المعلومات. هذا مناخ مؤاتٍ لتحوّل فيروسات وبائية إلى فيروسات سياسية.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى...

حتى «صفقة» ترمب لم تساعد نتنياهو

كان الشيء الوحيد الذي لم يستطع دونالد ترمب تقديمه إلى صديقه بنيامين نتنياهو أن يوقف الملاحقة القضائية له بتهم الفساد. قبل الانتخابات الأولى في أبريل الماضي أهدى إليه هضبة الجولان السورية المحتلة، ولم تكن كافية...