alsharq

عبدالوهاب بدرخان

عدد المقالات 307

في انتظار اللقاح.. أي دروس من الجائحة؟

30 مارس 2020 , 02:49ص

ملامح كثيرة للتغييرات المقبلة بدأت تتراءى أمام العيون وفي المخيّلات وفي دروس المحنة الفيروسية على كل المستويات الفردية والجماعية، بغضّ النظر عما إذا عانى الشخص أو لم يعانِ فقداً في عائلته أو صداقاته، وعن مدى قسوة التجربة في هذا البلد أو ذاك. وفيما يُستسهل الحديث عن تراجع العولمة أو نهايتها تطرح الأسئلة نفسها تلقائياً: ماذا يعني التزام أكثر من نصف سكان الأرض البقاء في بيوتهم والتباعد الاجتماعي بسبب فيروس؟ ولماذا أصبحت خريطة الإصابات والوفيات مقلقة للأصحّاء قبل المعتلّين؟ وهل هناك إمكان لمكافحة الجائحة والقضاء عليها إلا بجهد عالمي يستند أساساً إلى التقدّم الذي حصل في وسائل النقل وسلاسل الإمداد؟ أليس كل ذلك «عولمة»؟ هي ليست كلمة شعبية ولا مفهوماً متداولاً في الحياة اليومية، وقد تبدو ضرباً من التفلسف، إلا أنها غدت واقعياً أبسط من ذلك، فهي طريقة العيش العصرية بكل تفاصيلها وأدواتها وسلعها. ولذلك فهي لن تنتهي لكن مفاهيمها يجب أن تتغيّر. حصلت أزمات عدّة نبّهت إلى استغلالات العولمة وانزلاقاتها، غير أن حمّى الجشع والتنافس اندفعت إلى ما يشبه التقديس للتجارة، إلى الحدّ الذي سيّدها على كل شيء فأصبحت كل السياسات خاضعة لها أو مستوحاة منها، ومع أنها وُجدت أصلاً لخدمة الإنسان إذا بها تسخّر هذا الإنسان في خدمتها، من أمنه وأمانه وصولاً أخيراً إلى صحّته. فجأة صحَت الحكومات والشركات العملاقة والأسواق والبورصات على الواقع المهوّل، فلولا الإنسان لما كانت. أمكن عام 2008 التغلّب على الأزمة المالية؛ لأن العصب الإنساني للاقتصاد موجود، وظل ممكناً التغلّب على تلاعبات العالم السيبراني وفيروساته المدمّرة؛ لأنها تضرب «الداتا» ولا تستطيع تغيير طبيعة الإنسان وخياراته. لكن عندما تصل الفيروسات إلى جسم الإنسان نفسه تكون قد تجاوزت الخط الأحمر، ولها في التاريخ صولات مماثلة قضت على ملايين البشر ولم يُقضَ عليها تماماً، بل جرى تمكين الأجسام من التعايش معها لتكييف مناعتها ضدّها. هذا على الأرجح ما سيكون عليه مصير «كوفيد - 19». كيفما تمظهرت التغييرات المقبلة أو تفاعلت فإنها ستنال من كل ما عُرف عن حياة البشرية حتى الآن. إذا لم تتغيّر نظرة الدولة إلى المواطن، وإذا استمرّت على وظيفتها بالأولويات ذاتها أو بنرجسيات حكامها، فإنها ستجازف بعدم استقرار مستدام. ثمة اهتزاز تاريخي اعتور الثقة، خصوصاً في الدول المتقدّمة، حيث اكتشف المجتمع أن كل مساهماته في تمويل الدولة لم توفّر له شبكة أمان، ولم تستطع التصدّي للوباء بحدّ أدنى من الخسائر. تشابهت الشكاوى في كل مكان: نقص في الموارد، في التجهيزات، في الأدوية، في الكوادر الطبّية... وتذرّعت الدولة بضغط الظروف لتعفي نفسها من تطبيب كبار السنّ بغية إنقاذ الأقل سنّاً... وهكذا افتضحت علاقة الدولة بمواطنيها في الاختبار الصعب. لم تنتظر الدول النامية والفقيرة هذه المحنة لتتعرّف إلى عوامل ضعفها وقصورها وفسادها، الكثيرة بل الشاملة، وإذ لم يهاجمها الفيروس بعنف وشراسة حتى الآن؛ فليس لأن لديها المناعة الكافية، بل لأن بؤراً قليلة فيها تحتكّ بالحياة العصرية. وإذا كانت جهود مكافحة «كورونا» تبدو أكثر نجاعة في ظل الأنظمة الشمولية، فهل تكون البلدان الأقل نمواً (وديمقراطية) مثالاً يحتذى به للحدّ من الإصابات والوفيات؟ يعيش العالم حالياً في ترقّب لظهور اللقاح المضاد للفيروس، وفي الانتظار يشعر بحاجة متنامية إلى مفكّرين يحدّدون دروس الجائحة ويشرحونها.

ليبيا في لجّة نظام دولي «متضعضع تماماً»

لفت المبعوث الأممي السابق إلى ليبيا غسان سلامة، بعد صمت أربعة أشهر منذ استقالته، إلى أن هذه الاستقالة كانت قراراً متأخراً. هو لم يقل ذلك، لكن تركيزه على الإحباط الذي سبّبه هجوم خليفة حفتر على...

«ضمّ الأراضي» كجريمة يقاومها العالم بالكلام

في جلسة مجلس الأمن، الأربعاء الماضي، قيل الكلام الأخطر والأسوأ للتحذير من جريمة إسرائيلية يجري ارتكابها علناً. إذا كان هذا المجلس بمثابة مرجع «قضائي»، باعتبار أن الشعوب تشكو إليه ما تعتبره مظلمة تقع بها، أو...

صدمة بولتون: ترمب أقلّ تطرّفاً مما ظنّه!

هل كانت شهادة جون بولتون لتغيّر كثيراً في محاولة تنحية دونالد ترمب؟ يحاول مستشار الأمن القومي السابق الإجابة في مذكراته عن الفترة التي أمضاها في المنصب، المفارقة من جهة أن بولتون يصف رئيسه بأنه غير...

إزالة «التماثيل» بين تصحيح الحاضر ومراجعة التاريخ

فجأة تحوّلت التماثيل والنصب التذكارية من معالم تاريخية ومفاخر تاريخية وجواذب سياحية، إلى رموز خزي وعار وموضع إدانة ومساءلة، أصبحت آيلة للإزالة ليس من أمام الأنظار فحسب، بل أيضاً من الذاكرة والسجلات، وحتى من التعليم...

هل تحتمل أميركا والعالم ولاية ثانية لترمب؟

لم يخطئ دونالد ترمب أبداً بالنسبة إلى معاييره الشخصية، حتى في مقاربته لواقعة مصوّرة، مثل قتل الشرطي الأبيض ديريك شوفين المواطن الأسود جورج فلويد؛ إذ أذهل الرئيس الأميركي مواطنيه جميعاً بتعامله الفظّ مع ردود الفعل...

تغطية عربية للسطو الإسرائيلي على الضفة

ما يظهر على السطح رفضٌ واستنكارٌ دولي لعملية ضم إسرائيل 30 % من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. ما يحدث تحت السطح أن حكومة الائتلاف اليميني باشرت إجراءات الضمّ هذه على الأرض، ولا تنتظر الموعد...

مسلسل واقعي من خارج السباق الرمضاني

وسط عشرات المسلسلات الدرامية في الموسم الرمضاني، وسوادها الأعظم رديء، كان من الطبيعي أن يبرز واحدٌ من خارج السباق، ومن الواقع المعاش لا من قصص متخيّلة أو مقتبسة. أُعطي أسماء عدة، لكن أفضلها كان «صراع...

بين واشنطن وإسرائيل مجرّد تصويب للأولويات

لكي يخرق وزير الخارجية الأميركي الحظر «الكوروني» ويسافر إلى إسرائيل، ذهاباً وإياباً من دون توقّف، لا بدّ أن ثمّة شديداً قوياً يتطلّب ضبطاً، رغم أن طبيعة العلاقة بين إدارة دونالد ترمب وبنيامين نتنياهو لا تعاني...

خيار الكاظمي بالعراق في مسار صعب وواعد

مع رئيس الوزراء الجديد يفتح العراق صفحة غير مسبوقة، منذ سقوط النظام السابق، ذاك أن مصطفى الكاظمي لا ينتمي إلى أي حزب عقائدي ديني، كما كان أسلافه إبراهيم الجعفري، ونوري المالكي، وحيدر العبادي، وعادل عبد...

ما بعد «كورونا».. هل هو فرصة لمنطق الطغيان؟

السؤال مطروح غرباً وشرقاً، سواء باسترشاد ما يُعتقد أن مكافحة الصين لوباء «كورونا» كانت نمطاً نموذجياً لم يتمكّن العالم الغربي من اتباعه، ولذا فقد تبوأ المراتب الأولى في أعداد الإصابات والوفيات، أو ما يمكن أن...

بين فيروسات وبائية وفيروسات سياسية

لن تختلف تقديرات الخسائر كثيراً في حال «كورونا» عما هي في أي حرب عالمية. ولا يمكن توجيه اللوم لجهة أو لأحد بالنسبة إلى الوباء، رغم أن الانفعالات اندفعت هنا وهناك إلى مزالق سياسية وعنصرية شتّى،...

حتى «صفقة» ترمب لم تساعد نتنياهو

كان الشيء الوحيد الذي لم يستطع دونالد ترمب تقديمه إلى صديقه بنيامين نتنياهو أن يوقف الملاحقة القضائية له بتهم الفساد. قبل الانتخابات الأولى في أبريل الماضي أهدى إليه هضبة الجولان السورية المحتلة، ولم تكن كافية...