alsharq

د. نافع غضب الدليمي

عدد المقالات 100

كبار العالم: يحرمون «علي الكيماوي» ويحللون «علي النووي» في العراق

19 مايو 2012 , 12:00ص

مهندسو الدعاية التي صاحبت الحرب على العراق وما تلاها من فتك بأهله ومقدراته اعتمدوا في ذلك على بث مصطلحات اختزلت في عقول البسطاء معاناتهم بتشخيص السبب والمسبب بشكل هزلي ما جَرَّ بعدها الإعلام لاسيَّما العربي إلى تداوله بسطحية تقربا للعامة. ولعل أبرزها مصطلح «علي الكيماوي» الذي تجاوز بمعناه وهدفه الشخص المقصود ليحمل ثنائية الاتهام المعروفة لتبرير الحرب بالاضطهاد من جهة وامتلاك قدرة الدمار الشامل من جهة أخرى. ففيما يتعلق بالاضطهاد عموما مِن وضدَ أيٍ كان ماضيا حاضرا ومستقبلا يجب أن يُحكم بمبدأ العدل أساس الحكم. وقوله تعالى «أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً»،ولاجدال. المشكلة تكمن ليس فقط في تجاوز حدود التشخيص القانوني للمقصود بالمصطلح بل حتى في تناسي ما تباكوا عليه من معاناة الضحايا وتغييب حقوقهم إلى تسييس هذه المعاناة لتحقيق مآرب سلطوية شخصية وحزبية تأخذ على عاتقها تنفيذ مشاريع خارجية في تفتيت العراق وتهميش أصالته تحت عنوان إقامة «العراق الجديد». يعني استغلال معاناة محددة قضائيا في ارتكاب جريمة كبرى تتسع مع الزمن في مديات مختلفة بحق بلد وشعب بأكمله، وهذا ما يعيشه العراق اليوم. حيث إنه عند وقوع الجريمة لا بد من تشخيص المستفيد النهائي منها. فلا شك أن القاصي والداني بات يُدرك أن إيران هي المستفيد الأكبر من احتلال العراق وما تخلله من جرائم شُخص بعضها للدلالة الرمزية لا الحصر بجريمة «فسفرة الفلوجة» وجرائم «يورنت البصرة» وكامل جنوب ووسط العراق باليورانيوم المنضب، وجرائم الفتن وفرق تسد الطائفية لتغييب هوية الأصالة الوطنية العراقية وسرقة الآثار والثروة والمال العام وتدمير العملة وتهريبها والهيمنة على السوق والاقتصاد وغيرها الكثير. ما أدل على ذلك من إقرار نائب الرئيس الإيراني الأسبق أبطحي حين الغزو بـ «أنه لولا مساعدة بلاده لما تمكنت القوات الغازية من احتلال العراق». ما يعني إقراراً من أعلى المستويات الرسمية بالمشاركة في هذه الجريمة التي يمكن تصنيفها إعلامياً بامتياز تحت مصطلح «علي النووي». ذلك إذا اعتمدنا ذات المعايير التي اعتمدها أتباع إيران في الترويج لمصطلح «علي الكيماوي» وليحمل ذات ثنائية الاتهام، لكن بمعنى أعمق وأشمل سواء من جهة سعي إيران لامتلاك القدرات النووية وما لها من هيمنة سياسية على المنطقة أو في تدمير العراق واستهداف أصالة شعبه الأبي دون تفريق بالقتل والتشريد. المفارقة أن إدارات جديدة ودولاً كبرى أوروبية وغيرها سجل لها التاريخ معارضتها للاحتلال تعود اليوم لتتراجع عملياً عن هذا الموقف الإنساني المشرف من خلال قبولها بجولة مفاوضات «بشأن النووي الإيراني» في بغداد. ما يعني بنظر أصلاء العراق إهانة لهم. لكرامتهم ولبلدهم مهد المدنية الإنسانية والحضارات. وإهانة لدماء ضحاياهم الأبرياء التي سالت بمشاركة «علي النووي» في الاحتلال. لا بل إن موافقة هذه الدول على التفاوض مع الإيراني في بغداد في إطار هذه الخديعة ستعني لعموم العراقيين موافقة هذه الدول مع سبق الإصرار على إضفاء الشرعية على هيمنة إيران على العراق كنتيجة نهائية للاحتلال. والأكثر من ذلك سيُفسر على أن العراق وأهله باتوا مجرد ورقة ستسلمُها هذه الدول رسميا لإيران على طاولة مفاوضات بغداد مقابل تقديمها تنازلات قد لا تعني أكثر من حفظ ماء وجه الكبار. تدمير القدرات حتى التقليدية للعراق عموما مقابل هذا السخاء في القبول بقدرات نووية «علمية» لإيران يُبرر بما يُستشف من خطابات بعض الكبار من تغنى بأن العرب ليس لهم حضارة. وهذا ما يسكت عنه العرب عموماً ،والعراقيون الأصلاء لا شركاء الاحتلال ، لا يجب أن يسكتوا على هذا بل عليهم أن يبينوا لكبار العالم بأن العراق مهد الحضارات منذ عشرة آلاف سنة وأول من علم ونشر الحرف والقانون والمدنية. وإن الحقائق والوقائع التاريخية تشهد بما لا لبس بأن قوروش الذي يفتخر الفرس بأنه مؤسس حضارتهم. إنما قام عند غزوه بابل عام 538 قبل الميلاد بنهب خيراتها وثرواتها وقتل وشرد الكثير من أهلها. وأسر علماءها وأطباءها وزراعييها وحرفييها. واقتادهم لإنتاج ذات المآثر الحضارية في بلاده « ف- بارس» الصحراوية التي سماها اليونانيون بهذا الاسم الذي يعني باللغة اللاتينية «جزء- Pars». ذلك إشارة منهم إلى الجزء الذي كان يَعِجُ بالقرصنة على طريق الحرير المشهور إلى الهند والصين. وحتى تكتمل هذه الجريمة ضد الحضارة الإنسانية قام حكم الشاه البهلوي السابق الذي كان يعتبر نفسه سليلا لقوروش بعرض أربعين قطعة من الآثار المنهوبة من بابل على أنها آثار حضارة أجداده العظيمة. لكن الآثاري الآشوري العراقي الكبير بهنام أبو الصوف وفريق خبرائه قدم في المحافل الأكاديمية البريطانية والأوروبية والعالمية أربعين ألف دليل أثري على تأصل حضارة سومر- شمر في العراق كوريثة لحضارة دلمون. وثبت حينها للقاصي والداني أنها جزء من حضارة بابل المنهوبة. هذا ما تكرر الآن للأسف بسرقة المتحف العراقي وآثار العراق مع الاحتلال الأخير. وهذا ما ينسحب أيضاً على اسم الخليج الذي سماه اليونانيون القدماء بخليج الكلدان. وألغت شركة جوجل عنه مؤخراً اسم «الفارسي» . هذا تعريف بسيط بالتاريخ الذي بدأت تثبته الحقائق العلمية. فهل يقتنع كبار العالم في أوروبا والغرب أن الكلدان الذي هم من جذور العرب الحاليين، وهم في ذات الآن جذور سكان مالطا قد يكونون جذورهم هم أيضاً على ضفتي المتوسط. وهذا ما باتت تثبته الدراسات الجينية..

الحل في العراق اسمه (سلطان هاشم)

الحقيقة التي لا تقبل النكران هي أن أغلب من يحملون السلاح اليوم في العراق ما كان لهم أن يتخندقوا في ثورتهم الدفاعية لو لم يكن هناك ظلم وإنتهاكات للكرامة والحقوق، أو لو كان هناك على...

الاستبداد العربي مصدر الإرهاب لا أوروبا

مختصر مفيد، التحالف الدولي مع الاستبداد العربي سيقوي الإرهاب بدل أن يكافحه، لأن هذا الاستبداد ببساطة هو منبع الظلم المولد للإرهاب وإن التنظيمات أياً كانت نواياها وتسمياتها ليست إلا المصب، مبدئياً لا حل لأي معادلة...

فتاوى «الإرهاب» والعاقبة للمظلومين

أن تتحالف دول عربية تحت فتاوى علمائها ضد»الإرهاب» فهذا شأنها، لكن سيحسب عليهم أمام الله والأمة تعمد عدم تمييزهم ذلك عن الثورة والثوار ضد الظلم الصفوي في العراق وسوريا السابقون لكل المسميات التي روج لها....

لو كانوا صادقي النية بعهد جديد

لو كانوا صادقي النية بعهد جديد في العراق لبدؤوه بإصدار اعتذار في برلمانهم عما أجمعوا عليه ككتل ونواب من تهميش وظلم طال من يعتبرونهم في دستورهم مكونا أساسيا، ليؤسسوا بذلك لآليات قانونية وسياسية وأمنية وغيرها...

الثورة مستمرة بهدف «مكافحة الطائفية»

الثورات تفشل عندما تنحرف عن الهدف المحدد لانطلاقها، على خلاف الدول التي يمكنها تغيير أهدافها وفقا لمصالحها، ثوار العشائر في العراق واعون لهذه الحقيقة، وهم ماضون بثورتهم نحو هدفها المحدد منذ بدايتها وهو مكافحة ظلم...

الدفاع أو الإبادة بـ "سياسة الـ80%"

ما كان مقروءا وواضحا أقر به مستشار كل سفراء احتال العراق في حديث لفضائية عربية مؤخرا قال فيه: إن كل ما جرى ويجري في العراق بعد الاحتال كان وفقا ما سموه (سياسة ال80%). ما يعني...

احتلال العراق وتكريس الطائفية

لا تكذبوا، فالاحتلال هو سبب الطائفية والإرهاب والقتل والتهجير في العراق. مسيحيو العراق لا علاقة لهم بالاحتلال، مع ذلك كانوا من أكبر ضحاياه. فمنذ بدايته جرى تهجيرهم من البصرة وميسان وبغداد من قبل المليشيات الصفوية...

مصر والحكم في العراق

إن كــان أهلنا المصريون يــرضــون أن يكون إفطارهم مضرجا بدماء أشقائهم العراقيين فهنيئا لهم لكن ليُسجل التاريخ أنها نهاية الأخوة والمصير المشترك بــين الشعبين وإلا كيف يمكن تفسير سكوتهم مواطنين وساسة وكتاب ومثقفين وغيرهم على...

العراق راسخ ويتجدد

الأوطان باقية والدول تتداول. هكذا بقي العراق واسمه خالدا منذ الأزل، وانقضت دول، ودول تعاقبت على الحكم فيه ظلما أو عدلا، وستنقضي أُخر. وهكذا أيضا لا خوف على العراق من انهيار أو تقسيم ولا هم...

العرب المتناسون للعراقيين حتى إنسانياً

لم ولن تبالي إيران ومراجعها بالعالم ولا بـ «حكمة واعتدال» قادة العرب وكبارهم في زج كل قواها العسكرية والبشرية الإرهابية والتكفيرية والإجرامية في استباحة العراق وسوريا ولبنان والقادم من أرض العرب، فيما الانبطاح الرسمي العربي...

لا حل بانتخابات زورت إرادة المحافظات الثائرة

الديمقراطية هي المبرر الوحيد الذي تعكزت عليه الإدارة الحالية بعد سحب قواتها لدعم السلطات الوريثة للاحتلال في العراق، لكن عندما يقر الرئيس الذي تعهد بإنهاء الاحتلال في تصريح لـ «سي أن أن» بقوله (أن تضحيات...

انهيار الأمل بإيران كحارسة للمصالح الدولية

الانهيار السريع لقوات أعدها الاحتلال لترثه في العراق برعاية إيرانية شكل صدمة للاحتلال وإيران على حد سواء؛ حيث شل من جهة الأساس الذي بناه الاحتلال لسياسة الإدارة الحالية في توجهها لاعتماد إيران حارسا لمصالحها في...