


عدد المقالات 32
أمر غير جيد أن كثيراً من الخليجيين لا يعرف شيئاً عن الهند.. «الهند» بالنسبة لهؤلاء هي أولئك الذين يصلون إلينا -بالآلاف- بوجوههم الشاحبة والقلقة والمنهكة عبر صالات القدوم! لم تكن الهند وجهة سياحية مفضلة -أو حتى هامشية- لدى الخليجيين.. كانت الطائرات الخليجية تعبر القارة الهندية نحو ماليزيا ومملكة تايلاند والجزر الإندونيسية وقارة أستراليا، وبالتالي فحدود معرفتهم للهند هي «بوليود»، وما يفد إليهم من أيد عاملة فرّت في بقاع الأرض, بحثاً عن لقمة عيش تسد بها أفواهاً جائعة تركتها خلفها. ومن هذا المنطلق فإن نظرة الكثير من أبناء الترف الخليجي لأبناء مومباي ودلهي وكلكتا وكيرلا لا تزال نظرة دونية، نظرة سلبية ناتجة عن «وهم التفوّق»، ولا تزال مفردة «هندي» تستخدم للتقليل والتحقير، وتساق في ثنايا الحديث من باب السخرية -أين أنت يا حمرة الخجلِ!- كل هذا على اعتبار الحاجة التي جاءت بالكثيرين منهم لبلداننا بغرض البحث عن العمل. رغم كون هذه ميزة تحسب للهنود الذين يجوبون العالم بحثا عن العمل وبناء الذات، والاعتماد على النفس في وقت ركنت الشعوب الخليجية للكسل، وارتفعت بطالتها، وعاشت عالةً على الاقتصاد، فجعلت منه اقتصادا ريعياً بامتياز، بدلاً من أن يكون منتجاً! وليس ثمة عجب فما يحدث هو نتاج الطفرة التي ألقت بظلالها على وعي الناس -أو ما يعرف بجيل الطفرة- فأصبح تقييم العالم بالمال وحده. التعامل مع الآخرين وفقاً لاعتبارات الغنى والفقر دون أية اعتبارات تفاضلية تسبر كامل المشهد. وحتى إن سلمّنا بكل ما سبق فالهند ليست «كومار عامل النظافة»، وليست «السائق راجو»، وليست «الشغّالة جايا»، الهند ليست بائع أقمشة في عجمان، ليست سمكريا في صناعية الدمام، أو سباكاً في الوكرة، أو عامل نظافة في شوارع الجهراء. الهند ليست مطاعم التوابل، وكراتين البهارات وعبوات الفلفل الأسود, ليست عروض الأفاعي والثعابين، وليست كرة الرجبي، أو «بوليود» وحدها. الهند شيء مختلف، الهند عالم آخر، هذه هي الحكاية باختصار، وهذا ما يجب على الخليجيين أن يفهموه، ولن أغضب كثيراً لو وجدت يوماً ما هندياً يمضغ مستحضر الـ «بان»، يقول لي بطرف عينه ولسانه إن دول الخليج بنفطها، وغازها، وبناياتها، وأبراجها، وإعلامها، وحريتها المشوّهة، وقنواتها، وملاعبها، ومسارحها، وتاريخها الحديث، ودساتيرها المفقودة، وديمقراطيتها العرجاء لا تشكل أكثر من قطرة في المحيط الهندي! قبل أيام استيقظ السعوديون على قرار وقّع عليه البرلمان الهندي يحظر عددا من القنوات من بينها القناة السعودية، ويقر عدداً من العقوبات تصل إلى السجن خمس سنوات إضافة لغرامة مالية تصل إلى 300 ألف روبية على شركات الكيبل التي تسمح بعرض القناة السعودية أو النيبالية أو البنجلاديشية. خبر كهذا مخجل ولا شك، لكنه مفيد جداً لأنه يدق جرس المنبه كي يستيقظ الواهمون، أولئك الذين يرون في أنفسهم محور اهتمام العالم اليوم كي يدركوا أن هناك من لا يقيم لهم الوزن الذي يريدون وينشدون! بون شاسع سحيق بيننا وبين الهنود، الهند أكبر دولة ديمقراطية في العالم اليوم، بفسيفسائها، وأقلياتها، وأعراقها، ودياناتها، ولغاتها، وسكّانها الذين يتجاوزون حاجز المليار نسمة، نصفهم من الشباب، جعلوا من بلادهم واحدة من أكبر الاقتصادات نمواً في العالم -رغم كثافتهم السكانية العالية- وجعلوا من بلادهم معقلاً لصناعة تقنية المعلومات، وجعلوا البرمجيات الهندية تغزو العالم -حتى إن كانت النتائج مخيّبة للآمال خلال العام الحالي- وفي الوقت الذي ندفع المال للعالم كي يحمينا نجد أن الهند قوة عالمية مخيفة بجيش يعتبره الخبراء أحد أكبر الجيوش في العالم، ناهيك -وهنا القوة الضاربة- عن انضمامها للنادي النووي قبل أن يولد محدّثكم! وفي الوقت الذي يتفنن أبناء الخليج في إطلاق النكات على الهنود، ويحقّرونهم، ويزدرونهم، ويسخرون منهم يمثّل الهنود اليوم قلباً نابضاً فاعلاً ومؤثراً في كبريات شركات التقنية في العالم, وعلى رأسها مايكروسوفت! فعلى أي شيء يتكئ مترفو الخليج حينما يحتقرون الهنود؟! ويبقى شيء آخر مضحك، وهو أن الهند هي التي تزرع الأر،, والخليجيون دون سواهم في الكرة الأرضية يدركون قيمة ومعنى كلمة «الأرز». ولك أن تتخيل الآن لو أن الهند أوقفت صادراتها للخليج من الأرز، ماذا سيأكلون؟!. SalehAlshehi
هذه السنة -لا أقول عام- اجتمعت مبررات عدة تدفع الإنسان للعودة للمنزل «دهر ومعاوينه» كما يقال.. بعيداً عن الغرق في التفاصيل، بات كل ما حولك يدعوك للعودة للمنزل. يدعوك لالتزام بيتك. يدعوك للابتعاد قدر الإمكان...
صفة مشتركة تجمع أغلب الساسة الإيرانيين، حتى لكأنهم يتوارثونها، وهي ممارسة الدجل والمراوغة.. لذا لا يزال الوقت مبكرا للحكم على الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مؤخرا مع مجموعة (5+1). لكن على افتراض صدقية الطرف الإيراني...
أشهر مقولات الدجل السياسي هي تلك التي أطلقها -خلال الحرب العالمية الثانية- وزير الدعاية النازي جوزيف جوبلز «اكذب اكذب حتى يصدقك الناس».. هي ولا شك مقولة صادقة خرجت بلسان خادع مخاتل.. ينطبق عليها القول الكريم...
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك.. - اليوم تمر الذكرى السابعة لإعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين.. ولقد رأيت أن أتحدث عن العراق.. - في قصيدة «مظفر النواب» يحتد النقاش، ويدور في حلقة...
قبل سنوات دخلت برفقة أحد الأصدقاء مطعماً عربياً في أحد الأحياء اللندنية.. كان العاملان في المطعم -من إحدى دول الشام- يضحكان، ويبدو عليهما السرور.. فور أن شاهدانا طارت الابتسامة كحمامةٍ فزعة، سلمنا فلم يردّا السلام،...
حينما حدد الرسول صلى الله عليه وسلم موقع جيش المسلمين في غزوة بدر، سأله الحباب بن المنذر بن الجموح: «يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل، أمنزلا أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه، ولا نتأخر عنه،...
أي حديث عن التقارب بين السنة والشيعة هو خديعة كبرى.. مضحك أن تجد هذه الكذبة من يروّج لها وينادي بها! هذا أمر مستحيل.. لا يمكن حدوث مثل هذا.. دعك من جلسات الحوار.. دعك من المؤتمرات...
من أكبر الأخطاء السياسية التي وقعت فيها دول الخليج -وعلى رأسها السعودية- خلال العشر سنوات الماضية (2003/2013) هي أنها أدارت ظهرها للعراق.. فقدمتها دون أن تقصد، بكافة مكوناتها ومؤسساتها وعشائرها السنية هدية ثمينة لإيران. خلال...
أكثر مفردة تكررها الحكومات الخليجية هي كلمة «استراتيجية».. أصبحت هذه الكلمة كأنها حشيش مخدر.. كأنها عمل سحري.. يُريك ما لا يُرى! تعثرت التنمية والسبب هذه الاستراتيجية.. أصبحت كل أفكار التنمية مكبلة بالمشاكل.. مشكلة تلد أخرى...
يقول الدكتور طارق السويدان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «إذا ضحى %1 بأنفسهم فصاروا شهداء لهم الفردوس الأعلى من أجل أن يحيا %99 بحرية وعزة وكرامة ومستقبل واعد، فهي معادلة رابحة للجميع...
أسوأ شيء أن تنادي بحرية الرأي، وضرورة تقبل الآراء المخالفة، لكنك ترسب في أول اختبار -أو مواجهة- حينما يأتي الآخرون بما يخالف قناعاتك! حينما ترفع شعار احترام «الرأي الآخر»، وفي أول نزال تقوم بنسفه، ومساواته...
لا شيء ينبذ الاتكالية الممقوتة كمقولة الإمام العادل عمر بن عبدالعزيز: «ذهبت وأنا عمر ورجعت وأنا عمر ما نقص مني شيء! وخير الناس من كان عند الله متواضعاً». اللافت أن ظاهرة الاتكالية على الخدم في...