alsharq

سحر ناصر

عدد المقالات 301

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

المطرقة ليست حلاً

14 مارس 2013 , 12:00ص

عندما انهالت مطرقته على تمثال «الديكتاتور» أمام عدسة السياسيين والإعلاميين والحقوقيين، انهالت معها الأمنيات العربية متبوعة بالصلوات والدعوات والتهليلات. لم يكن ذلك منذ زمن بعيد، بل هذا ما شهده العالم منذ عشر سنوات، حين قام المواطن العراقي كاظم الجبوري بهدم نُصب الرئيس الراحل صدام حسين بمطرقة ثقيلة لم تكن أكثر حملاً من وطأة الحصار والظلم وقهر الرجال. لدى غزو قوات الاحتلال الأميركي بغداد تهاوى تمثال الرئيس وتدحرج رأسه بين الرمال, فرح الجبوري وشاركه في مشاعر «التحرير» مئات الآلاف من العراقيين على اختلاف شرائحهم وطوائفهم وانتماءاتهم. انتزع الجبوري بمطرقته حقه في الحرّية، لكنه راهن آنذاك على أقدم الأدوات البشرية لانتزاع حق البقاء الذي ما برح يُنتهك يومياً، في ظلّ الفوضى الأمنية والسياسية العارمة المخيّمة في بلاد الرافدين. سقط التمثال, وانهار معه حكم «التكريتي» ليصعد نجم «الإثتلافي» موصياً بـ «الياوري»، وسُلّمت الدفة فيما بعد لـ «طالباني» يُحاصره «مالكي». لكن رغم ذلك، لم يفلح الجبوري في القضاء على الديكتاتورية فأتعبته مطرقته، وتمنى الآن «لو لم يكن قد فعل ذلك مطلقاً» قائلاً في تصريح لصحيفة جارديان البريطانية نشر مطلع الأسبوع: «كنت أكره صدام حسين, حلمتُ طوال خمس سنوات بإسقاط ذلك التمثال, لكن ما أعقب ذلك كان مخيباً للآمال بشكل مرير, كان لدينا دكتاتور واحد، والآن لدينا المئات». مضيفاً: «تحت ظل صدام كان هناك أمن، وكان هناك فساد، لكنه لا يُقارن بالفساد الذي يجري اليوم. كانت كل الأشياء الضرورية مثل الكهرباء والغاز متوفرة بأكثر مما ينبغي. وبعد عامين من نهاية حكم صدام بدأت ظواهر القتل والنهب والعنف الطائفي ولم تنته حتى اليوم». تمخضت أحلام الحرية والعدالة فأنجبت أحلاماً بالغاز والكهرباء، وهجرة على أبواب السفارات، وأمنيات واهية عُلّقت على عتبة المزارات. الندم على تحطيم تمثال «الزعيم» يأتي في مرحلة حساسة، ليُخيف الشعوب العربية من التغيير. ومع التأكيد على «النأي بالنفس» من الدخول في غمار الحديث عن أوجه التغيير وما قد يتبعها من ارتدادات «التعتير»، يختزل الجبوري في تصريحه آمال اُمّة تُعادي مفهوم المؤسسات, اللهم إلا الدينية منها. هي أُمة تعشق الشخصانية، وتُدمن الكاريزما، وتحترف فن صناعة الطواغيت, وتعلّق آمالها وأعمالها على فارسٍ شجاعٍ لم تعد تحلم به حتى عذراء بلهاء. ذلك المواطن العراقي ظّن يوماً منذ عشر سنوات أن المطرقة هي بداية الخلاص من الفقر والجوع والتعسف والبطش, وانتظر طويلاً يترقب «ديكتاتورا» بديلا يُعطيه القليل من الحرية والكثير من حقوقٍ لم ينعم بها يوماً رغم المواثيق والمحاكم والقرارات الدولية. نَعم، لقد تحرر العراق من «ديكتاتور»، لكن رقبة العراقيين كحال رقاب معظم الشعوب العربية، وإن عُتقت رقابها من «الديكتاتور» إلا أنها لم تُعتق من ثقافة الوهم بـ «بطل» منتظر يملأ الأرض عدلاً، ويبني على أكتافه لكل مواطن بيتاً، ويخطّ لكل حزب دستورا. لقد عاد الجبوري نادماً, يحلم بديكتاتور واحدٍ وسط سيلٍ من محترفي الديكتاتورية، مُتنازلاً عن مطرقة «التحرير» مقابل غاز وكهرباء وطحين. ومُسلّماً رغبته بالتغيير لصالح فاتحٍ مستبدٍ ينهش المؤسسات ويُتوّج بطلاً.

خذوا الرقمنة وامنحونا الحياة

من يتحكم بالتكنولوجيا يتحكم بنا، أحببنا هذه الحقيقة أم كرهناها. التكنولوجيا مفروضة علينا من كل حدب وصوب، فأصبحنا أرقامًا ضمن أنظمة رقمية سواء في أماكن عملنا عبر أرقامنا الوظيفية أو بطاقتنا الشخصية والائتمانية، وحتى صورنا...

ماذا سنكتب بَعد عن لبنان؟

ماذا سنكتب بعد عن لبنان؟ هل سنكتب عن انتحار الشباب أو هجرتهم؟ أم عن المافيات السياسية التي نهبت أموال المودعين؟ أو ربّما سنكتبُ عن خباثة الأحزاب وانتمائها للخارج على حساب الداخل. هل سنكتبُ عن انهيار...

«معرفة أفضل» بالمخدرات

من المقرر أن يُصدر مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تقرير المخدرات العالمي لعام 2020، وذلك قبل نحو 24 ساعة من إحياء الأمم المتحدة ما يُعرف بـ «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير...

الدولار «شريان الحياة»

العالم يعيش اليوم في سباق على الابتكار والاختراع، وفيما تسعى الدول الكبرى إلى تكريس مكانتها في مجال التقدّم العلمي والاقتصادي والاجتماعي، تحاول الدول النامية استقطاب الباحثين والعلماء أو ما يعرف بـ «الأدمغة» في شتى المجالات....

218 مليون طفل يبحثون عن وظيفة

218 مليون طفل حول العالم لا يذهبون إلى المدرسة، وليس لديهم وقت للعب، لماذا؟ لأنهم يعملون بدوام كامل. منهم من يعمل بالسّخرة دون أجر، ومنهم المجبر، مجبر على العمل قسراً بأنشطة غير مشروعة كالبغاء والمخدرات،...

بجوار بيتنا مدرسة

بجوار بيتنا مدرسة، جرسها مزعج، يقرع بقوّة إيذاناً ببدء يوم جديد.. النغمة نفسها التي تعيدك أعواماً إلى الوراء؛ لكنه توقّف عن الرنّ. سبب توقّف الجرس هذا العام لم يكن لانتهاء العام الأكاديمي كالعادة، وإنما بسبب...

المرأة مفتاح السلام

تحتفي الأمم المتحدة في 29 مايو بـ «اليوم العالمي لحفظة السلام»، هذا اليوم الذي شهد للمرة الأولى بزوغ قوات حفظ السلام، وكان ذلك في الشرق الأوسط، من أجل مراقبة اتفاقية الهدنة بين القوات الإسرائيلية والقوات...

«اللازنيا» بالسياسة

هذا العنوان قد يبدو صديقاً للجميع، وقابلاً للنشر، ربما باستثناء من لديهم حساسية الجلوتين، أو من يدّعون ذلك، لا سيما وأنها أصبحت موضة أكثر منها عارضاً صحياً، ومقاطعي اللحوم، وهم محبّو الخسّ والجرجير إلى الأبد،...

البطة السوداء في الأُسرة

الأسرة تعني الحماية والطمأنينة والعطاء، تعني أن تهبّ إلى نجدة أختك أو أخيك قبل أن يحتاجك، تعني ألّا تقاطع من ظلمك منهم ولو كان الظلم الذي وقع عليك كبيراً، تعني أن تلجأ إليهم عند الضعف...

المستقبل بعد 75 عاماً

منذ 75 عاماً قُتل 85 مليون إنسان. كيف؟ في الحرب العالمية الثانية. لماذا نتذكّرهم اليوم؟ لأن الأمم المتحدة تُخصّص لهم يومي 8 و9 مايو من كلّ عام مناسبةً لكي يتمهّل العالم قليلاً إجلالاً لمن ذهبوا...

مصلحة البلد

وضعوا أيديهم على أموال المودعين من أجل «مصلحة البلد»، تم تشريع سمّ الحشيشة لمصلحة البلد، وقّعوا على قرض إضافي من البنك الدولي لتأجيل الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب الجشع والفساد، حتى يتمكّنوا من شدّ بأسهم تحت...

من يُنصف «قلوب الرحمة»؟

يسمّونهم قلوب أو «ملائكة الرحمة»، وهم حقاً كذلك، هم الأقرب إلينا عند الشدة والمرض، بعد الله سبحانه وتعالى، الطبيب.. دوره عظيم يشخّص، يقوم بمهامه الآنية سواء من جراحة أم من منظار، ويصف الدواء، لكن مهنة...