alsharq

نجاة علي

عدد المقالات 219

العطاء.. دنيا ودين

06 سبتمبر 2025 , 10:59م

العطاء فضيلة إنسانية وأخلاقية رائعة تعني البَذل والتضحية من دون مقابل، والتجرّد من الأنانية وحب الذات والتملّك، فالمال بالنسبة للشخص المِعطاء وسيلة لا هدف، فيكون خارج نطاق الأهواء والطمع، كما أن العطاء يجسّد حُب مساعدة الآخرين، ولا يقتصر على المادة فقط، فهو متعدد وفيه دلالة على سمو النفس والفطرة السليمة، وترابط المجتمع. وآثار هذه الفضيلة كثيرة على الفرد والمُجتمع، ومن أبرز هذه الآثار زيادة طاقات الأفراد والأمة، وشحذ الهِمم وكسب المحبّة، والاحترام، والثقة من قِبل الناس والعائلة والمجتمع، والشعور بالرضا، فضلًا عن كسب رضا الله تعالى، والفوز بالأجر وتوسيع الآفاق من أجل مجتمع متلاحم، ونشر الحب والترابط، وكذلك انتشار عمل الخير والتضحية، ومُساعدة المُستَضعفين، والشعور بحلاوة العطاء. صور العطاء متعددة ومتنوعة، فهو ليس ماديًّا فقط، بل هناك العطاء المعنوي الذي قد يكون أكثر أهميّةً، كحاجة البعض للحب، والتقدير، والاحترام، والعرفان، والشعور بالأهمية، وهذا ما يُطلق عليه العطاء غير المنظور، ومن أشكاله أيضًا إفشاء السلام، حيث نشر المحبة، والمودّة، والأُلفة بين الناس، والبهجة والأمان، وهو من أشكال العطاء النافع للفرد والمجتمع. العطاء المادّي يشمل الصدقات وإيتاء الزكاة، وكل ما يبذله المسلم من ماله لغيره دون مقابل، فقد قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ}. والعطاء العلمي والمعرفي يشمل التدريس والإفتاء، وغير ذلك، فمن بخل بعلمه ومعارفه، كمن لا يزكي ماله، كما أنّ للمال زكاة، فللعلم والمعرفة زكاة، وقال تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى ‌الْغَيْبِ ‌بِضَنِينٍ}. وعطاء النصيحة كالأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فليس الجواد من يجود بالمال فقط، بل من يجود بنصحه، فإن ذلك من تمام الدين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ». والعطاء الجسدي مثل إعانة الشخص الناس بجهده البدني، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كُل يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ يَعْدِلُ بَيْنَ الِاثْنَيْنِ ‌صَدَقَةٌ، وَيُعِينُ الرَّجُلَ ‌عَلَى ‌دَابَّتِهِ فَيَحْمِلُ عَلَيْهَا، أَوْ يَرْفَعُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ ‌صَدَقَةٌ». والعطاء بالروح كمن يضحي بنفسه في سبيل الله، أو لينقذ غريقًا، فيموت، وأعلى سُبل التضحية ما كان في الجهاد، فقد قال تعالى: «إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقاتِلونَ في سَبيلِ اللَّـهِ فَيَقتُلونَ وَيُقتَلونَ وَعدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوراةِ وَالإِنجيلِ وَالقُرآنِ». وجعل الله تعالى الجهاد ذروة سنام الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، ‌وَذِرْوَةُ ‌سَنَامِهِ الجِهَادُ». ومن العطاء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب طاقة الفرد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «‌مَنْ ‌رَأَى ‌مِنْكُمْ ‌مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ». فوائد العطاء كثيرة، ومن أبرزها رضا الله وحب الآخر وترابط المجتمع وتزكية النفس، وتنمية روح التعاون والقضاء على الفقر بالزكوات والصدقات، ونشر العلم والأخلاق والقيم، والشعور بالرضا الذاتي والثقة بالنفس، والحد من التوتر والقلق، وتحسين الصحة العامة، وتطوير الشخصية وتحسين العلاقات وغيرها الكثير من الفوائد.. إنه دنيا ودين.. جعلنا الله جميعًا من أهل العطاء. @najat.bint.ali

مجد الآباء.. فخر الأبناء

تاريخ مجيد سطره الأجداد.. تاريخ أرسى دعائمه المُؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، حيث رسّخ قِيم العدالة والصدق والأمانة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والتراث العربي الأصيل. ذكرى اليوم الوطني تحل...

مجد الآباء.. فخر الأبناء

تاريخ مجيد سطره الأجداد.. تاريخ أرسى دعائمه المُؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني طيب الله ثراه، حيث رسّخ قِيم العدالة والصدق والأمانة المستمدة من الدين الإسلامي الحنيف والتراث العربي الأصيل. ذكرى اليوم الوطني تحل...

التطوع طريق للتنمية

يوظف العمل التطوعي الطَّاقات لخدمة البناءِ والتَّنميةِ من خلال الأفراد والمؤسَّساتِ والمنظَّماتِ والهيئات؛ لذا تحرص الدول المتقدِّمة على ترسيخ مفهوم العمل التطوُّعي لدى جميع الفئات والشَّرائحِ الاجتماعية المختلفةِ، وخلق المناخ الملائم لتشجيعِ كلِّ الأفراد على...

تقزيم الأدوار وسلب الأفكار

بيئة العمل في كل المجالات تشمل نماذج متميزة ومتفانية ناجحة وأخرى مقصرة فاشلة، على جميع مستويات درجات العمل، وهناك أصحاب النفوس السوية والعقول الثرية، وهناك ذوو النفوس المريضة والعقول الانتهازية الفارغة، التي لا تستحي من...

التفكك الأسري في ظل التكنولوجيا

مع التطور التكنولوجي المتسارع والثورة التقنية المتوهجة تواجه المجتمعات تحديات جمة؛ أهمها الحفاظ على التماسك الأسري، فقد أصبحت التكنولوجيا الحديثة، التي تشمل أجهزة الحاسوب والهواتف الذكية ووحدات التحكم في الألعاب، والبرمجيات كالبريد الإلكتروني ومؤتمرات الفيديو...

الخذلان وفقدان الثقة

عندما يخذلك من تثق بهم وتدافع عنهم، من الأسرة أو الأصدقاء أو زملاء العمل وفي الحياة عمومًا، يصيبك الألم والخيبة وتدخل في حالة نفسية سيئة تكون جسرًا متينًا لفقدان الثقة والتشكيك في كل من حولك،...

الثقة بالنفس طريق النجاح

الثقة بالنفس تعني إيمان الفرد بقدرته على النجاح، وتحقيق الأهداف، والتعامل مع التحديات بثبات ومع ضغوط الحياة بإيجابية، كما أنها لا تعني الغرور، بل تقييم القدرات الذاتية، من خلال معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف، مع...

غزة.. في يوم «المدن»

يحتفل العالم في 31 أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمدن، من أجل توفير بيئات معيشية وجودة حياة أفضل، وتُبذَل جهود كبيرة لبناء مدن عادلة ومزدهرة ومستدامة وشاملة، حيث يتوقع أن يعيش 68% من سكان...

النجاح.. والآخرون

في هذا الزمن المتسارع الذي يتطلب العمل المستمر لتحقيق التميّز والنجاح، يظن البعض أن تفوّق الآخرين ونجاحهم تهديد لهم ولفرصهم في التطور، فتمتلئ قلوبهم بالحقد والحسد ويدبرون المكائد، ويتغافلون بذلك حقيقة أن نجاح الآخرين لا...

كتارا.. نموذج للسياحة الثقافية

الحي الثقافي كتارا مشروع ثقافي رائد، يجسد الهوية القطرية ويبرز التراث، فهو فضاء للتبادل الثقافي وللحوار الإنساني، حيث يحتضن فعاليات ويقدم مفهومًا ثقافيًّا يعزز التفاهم والتقارب بين شعوب العالم. هذه المنارة الثقافية تعكس إيمان قطر...

سلام عليك يا غزة

بعد دخول حرب إبادة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة عامها الثالث، نجح الوسطاء في التوصل لاتفاق لوقف الحرب، ونأمل أن تلتزم به إسرائيل التي لا تعرف إلا المراوغة والخداع.. كما نأمل أن يعم السلام ويعيش أهل...

هويتنا سر وجودنا

الهوية حجر الزاوية لبناء وتطور المجتمعات، اجتماعيًّا، وسياسيًّا، وحضاريًّا، وبها يتميز كل مجتمع عن غيره، وتواجه تحديات متعددة تحتاج جهودًا مكثفة من جانب الأسرة وكل مؤسسات المجتمع للحفاظ عليها وترسيخها. الهوية الوطنية مفهوم نشأ في...