alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

عبده الأسمري 27 ديسمبر 2025
الأناقة الأدبية.. واللباقة الثقافية
د. زينب المحمود 29 ديسمبر 2025
بصير بنا

الرموز والتقنية والعولمة في الثورات العربية.. انكشاف الاستبداد (2)

06 يوليو 2011 , 12:00ص

تراجيدية موت البوعزيزي ورمزيته تتفوق على كل الكلمات. رمزية مدموغة بالعدم المولد للوجود. وتزداد الشحنة العاطفية التي يحملها «انحراق البوعزيزي» كلحظة فارقة بين زمنين عربيين بفعل قوة النار كمكون وجودي. إن الرموز التي تشكلت على امتداد فعل الاحتجاج بدءا من الفعل التونسي لم تقف عند حد الإحراق والذي تحول إلى قوة دافعة ملهمة لكل المهمشين. زخمها المشتعل أجج النار في الهشيم المتهالك. نيران التطهير والقداسة بكل ما تحمله النار من رمزية. نار إعلامية وأخرى سياسية وما بين هذا وذاك محاولة جاهدة لنهضة حقوقية تستعيد مفهوما غائبا للإنسان. الإنسان الحر. العولمة.. البعد الآخر مليئة بالرموز شرارة فعل الاحتجاج العربي. لقد تحولت النار إلى قوة دافعة ملهمة. وسائل الإعلام البديلة في زمن العولمة نفخت فيها قوة لا نظير لها. وهنا لا بد من وقفة تأمل أخرى إزاء كل الأفكار النمطية السائدة حول العولمة. في العالم العربي ترتبط العولمة في أذهان الكثيرين بتصورات سلبية. يربطها البعض بالأمركة والغوربة، فيما ينظر إليها الآخرون كتهديد مباشر للهوية أو مرادف للغزو الثقافي والاجتياح الحضاري وغيرها من الأوصاف المشيطنة. لكن الأحداث الجارية في العالم العربي فرصة لإعادة النظر في العديد من الأحكام الجاهزة. إن ما يجري وما سيقع ربما في أكثر من بلد عربي يمثل أحد المشاهد الدالة على مفعول العولمة. إنها مُعطىً معقد يتطور تطوراً سريعاً. ومن تجلِّياته إلغاء الحواجز التي تعوِّق تنقُّل الأشخاص والثروات. لكن هذا البعد الاقتصادي الصرف محكوم بنظرة تبسيطية، لأن العولمة وباعتبارها نسقا شديد التعقيد، لا يمكن حصر مفاعيلها في هذا البعد دون الآخر. إن النقاش حول العولمة ومحاسنها أو سيئاتها غالباً ما يركز على البعد الاقتصادي لهذه الحركة، متجاهلاً الأبعاد الأخرى التي لا تقلُّ أهمِّية عنه. القائلون بأن العولمة تدعم قيم الأقوياء وفي خدمة الأقوياء واهمون. إنها تصنع قيما جديدة خارج دائرة كل الأطر الثقافية السائدة، لعلها على الإطلاق: الحرية. فعلا قد تكون التحولات التي تحدثها العولمة سريعة وموجعة في الأنظمة الاجتماعية والحضارية المتهالكة، لكن إحدى استراتيجياتها المقصودة أو الناتجة عن استحالة التحكم في مخرجاتها المتعددة تبقى الحرية. حرية تلقي المعلومة وإرسالها مع ما يستتبع ذلك من نتائج. من استتباعات حرية تدفق المعلومة أنْ تحولت الإنترنت إلى قوة متمددة ومخترقة لكل الحصون الاستبدادية المغلقة، وجعلت شبانا من وراء فأرة الحاسوب يرعبون أنظمة كثيرا ما اعتمدت على عتادها الاستخباراتي والأمني لتأمين وجودها. لكن الشبكات الاجتماعية من فيس بوك وتويتر واليوتوب والهواتف النقالة بكاميراتها الذكية تعيد تعريف الإنسان. أسلحة خفيفة وذكية. تقنيات تعمل معاول الهدم في كل شيء، في السياسة وفي الاقتصاد والاجتماع. التقنية تصنع أثرها خارج كل الرهانات، وأنتروبولوجيا كثيرا ما يتم تحديد الإنسان باعتباره صانع أدوات. الخاصية الإنسانية للإنسان متجسدة في استعماله للأداة وعمله في الطّبيعة من خلالها. لكن الأدوات الجديدة للعمل رفعت من منسوب رمزية الإنسان، وصارت اللغة الأكثر قدرة على ترتيب الأحداث ونقل الحقائق وتكثيف مفعولها هي لغة الصورة العابرة للحدود والقيود. التقنية.. استعباد وتحرر ليست التقنية إذن مجرد أدوات كما يقول شبنغلر، إنها مفعول وقيم. إنها إبداع إنساني خلاق. قوة مفعولها تتجاوز التوقعات. اخترقت المجال الخاص والعمومي وصارت توجّه، تستعبد، لكنها تحرر أيضا. وهذا ما دفع بوسائل الإعلام العالمية إلى التركيز على قوة مفعول وسائل الإعلام البديلة التي لعبت بدون شك دورا في إسقاط الاستبداد. استخدم الآلاف الإنترنت لمؤازرة بعضهم البعض قبل التوجه إلى الشارع للاحتجاج على ارتفاع معدلات البطالة والفساد، في حين توجه أنصار حركة التغيير إلى تويتر والفيس بوك لإطلاق هتافات الانتصار. الأكيد أن قادة الاستبداد في العالم وليس العرب فقط، سيصابون بحالة من التوهان بفعل سرعة السقوط. قد يصدقون أو لا يصدقون. قد يلجؤون إلى بعض التحليل السوسيولوجي والسياسي وحتى الاستخباراتي، لكن الذي يجب أن يتذكره الجميع هو أن الطبيعة الإنسانية كما يزعم الوجوديون لا تتحدد بالماهية، إنما وجود الإنسان يحدده بنفسه على حد تعبير الوجوديين. لسنا نحن العرب استثناء، هذا على الأقل ما تقوله الثورات العربية التي بدأت افتراضية ونزلت إلى الواقع ماضية في التأسيس للعقل العربي الجديد. إنها بالضرورة تؤسس لمنظور جديد لنبذ كل تأليه مطلق ومغلق ومكثف للسلطة. المعنى وسحر الشعارات في الشارع العربي سقطت كل الكليشيهيات تحت وقع «Dégage» و «الشعب يريد» و «ارحل». الكلمات اكتسبت مفاعيلها السحرية. ألم يقل بول إيلوار «الكلمات لا تكذب»؟.. نعم إنها لا تكذب. يجب فقط أن نقارن كلمات الشعب بكلمات القابضين على زمام الحكم. ما المعنى الذي تتخذه مثلا كلمات من قبيل «ارقصوا غنوا وافرحوا واستعدوا»؟ ماذا يعني سباب من هذا القبيل «يا أيها الجرذان» وهي توجه لشعب تجرأ على قداسة الحاكم؟ ما يمكن أن نقوله من وجهة نظر منطقية أن المعنى هو الشرط الضروري لكن غير الكافي للحقيقة. ومن المؤكد أيضا أن هذا المنطوق يحتوي على جزء من الحقيقة، فهذا القول لا يقل أهمية عن عبثية القول بأن «الأرض زرقاء مثل الليمونة». هل ما يتفوه به الحاكم العربي عبثي ومجرد من المعنى؟ أم أنه يحمل المعنى الحقيقي لفلسفة الاستبداد وهي تحقر الذات الإنسانية العربية وتذلها. الحدود بين المعنى واللامعنى في الخطابات العنيفة للحكام في اتجاه شعوبهم ليست خطابات خارج دائرة العقلنة. وهنا لا نحتاج كثيرا للعودة إلى التحليل النفسي، ما نحتاجه بالفعل هو أن نوسع دائرة العقل لننزاح به بعيدا، إذاك سنكتشف في منطقة الصحو كما في الفيافي والمناطق المعتمة أن التخلف والعجز ليس قدرا. إنه نتاج لعقود من تكبيل الحريات وخنق الإبداع. عقود طويلة من زرع الوثوقيات والأفكار الجاهزة والمتوارثة دون تمحيص أو إعمال للعقل، سواء كانت صادرة عن الماضويين أو الثوار الحداثيين الذين يشيعون فكرة الإجماع واليقين المقدس ويواجهون من لا يتفق معهم بكل أشكال العنف والتحقير. فهل يتعظ المتعظون؟ يُنشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...