


عدد المقالات 129
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن الوطن وكرامته، وتحقق سيادته، وتمنع تقسيمه، وتضمن بدء عملية سياسية مدنية ديمقراطية حقيقية يشارك فيها الجميع.. هي بداية الأمل والحل للخروج من النفق الطويل الذي بتنا نعيشه.. وبالطبع كلنا نريد ونأمل ونسعى لبناء سوريا المدنية المتطورة والناهضة والقوية والمنيعة سياسياً واقتصادياً ومجتمعياً.. وكلنا نريد أن تكون الحرية والديمقراطية الحقيقية قاعدة هذه الدولة وأساسها وجوهرها.. حتى على مستوى الدين.. حيث إن الحرية أساس وجوهر أي معتقد ديني أم سياسي يؤنسن فيه البشر.. فلا مسؤولية بلا حرية… والحرية الدينية ترتكز على نصوص ومقولات وآيات: «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي».. «ولا يزالون مختلفين».. «أفأنت تكره الناس على أن يكونوا مؤمنين..».. «ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة».. «كل نفس بما كسبت رهينة».. «فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر».. «من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها».. والحرية السياسية أساسها القدرة القانونية العملية الحقيقية على تحقق المحاسبة والمساءلة وصنع القرار ونقد الحاكم والحكم.. وتوفير ضمانات دستورية للتداول السلمي للسلطة.. هذا أمل الجميع.. طبعاً كل ما تقدم يبقى أمنيات يجب السعي لتحقيقها جدياً، خاصةً بعد ضياع فرص حقيقية للتطور السلمي في سوريا، حيث أن سنتين كاملتين مرتا منذ آذار 2011 من عمر سوريا المعاصرة، أعادتا هذا البلد عقوداً إلى الوراء على مستوى التنمية والاقتصاد والبنى التحتية، وعلى مستوى واقع العلاقات الاجتماعية التعايشية بين مختلف مكونات المجتمع السوري الزاخر بالتنوع الاثني والحضاري التاريخي والثقافي.. والمشكلة التي كان يخافها الجميع بعد تفجر أوضاع سوريا السياسية والاجتماعية ليس فقط محاولة تعقيم وقتل بذور التعايش الحضاري والسلام الاجتماعي السوري الداخلي بين المكونات السورية التاريخية والثقافية المعروفة، أو محاولات تهشيم بنية الدولة، وإنما أيضاً استطالة تلك الأزمة مكانياً وزمانياً، وتصاعد تراكماتها الذاتية الهائلة، وامتناعها عن الحلول السياسية السلمية حتى اللحظة، بما يهدد الوجود والكينونة ذاتها، باعتبارها (أي الكينونة العضوية والروحية) هي الأصل الذي بني عليه تعايشنا وتفاعلنا وتسالمنا الاجتماعي الداخلي في بلد يحتوي على كنز حضاري مؤلف من حوالي 17 طائفة واثنية دينية وقوميات حضارية متنوعة ساهمت في بناء وتشكيل وتطوير مختلف مواقع هذا الوطن السوري العظيم.. حيث أنه لا أمن ولا سلام ولا تعايش إلا بوجود تربة «سياسية-اجتماعية» صالحة لبذر قيم الخير والمحبة والوئام والتسامح، ولا حقوق مصانة للجميع إلا بوجود صيغة سياسية تعددية توافقية تكفل لكل هذا التنوع الغني تحقيق طموحاته الفكرية والثقافية والسياسية السلمية مع المساواة الحقيقية في الحقوق والواجبات أمام الدستور والقانون الناظم لحركة الدولة والمجتمع. وقد بتنا نشعر بأنه لن يكون هناك أي حل حقيقي ناضج ومثمر لجوهر هذه الأزمة المفصلية والوجودية السورية، إلا بحدوث تسوية دولية كبرى على مستوى المنطقة والإقليم كله، من خلال قيام القوى الدولية الكبرى بالضغط على طرفي الصراع للانتقال من طاولة ولغة الحوار، بهدف التفاهم الصلب والمتين على أساسيات الحل المقبل الذي يحفظ سوريا والسوريين، ويحمي سيادة ومنعة الوطن السوري.. ولكن الإنكار والرفض والعناد السياسي هو السائد والمهيمن حتى اللحظة. ويبدو لي أن تعقد الحل السوري واستعصاء الأزمة على التحلل والتفكك، ومن ثم الوصول إلى طرق الحل الواضح والمضمون النتائج، ناجم أساساً عن دخول وتدخل لاعبين كثر بمصالح متضاربة ومتناقضة إلى عمق الساحة السياسية والجيوستراتيجية السورية، وتداخل تلك المصالح الخاصة بقوى إقليمية ودولية (لها أصابعها وقواها على الأرض)، حيث باتت تتقاطع وتتشابك امتيازاتها مفصلياً مع بقاء نيران هذه الأزمة مندلعة ومشتعلة الأوار، واستدامتها وامتناعها عن أية حلول.. خصوصاً مع دخول تنظيمات الإسلام السياسي الجهادية من قاعدة وغيرها على خط الأزمة السورية، وبدء مرحلة جديدة من الصراع الدموي العنيف في سوريا.. وهذا في واقع الحال لم يكن مفاجئاً لنا لأن عمل التيارات الجهادية السلفية التي تتبنى فكر القاعدة القائم على العنف كان ظاهراً منذ أكثر من عام ونصف في صلب الحدث الدموي السوري. بالتنسيق مع منبر الحرية
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...
التفاعلات السياسية والأحداث التي رافقت إحياء الذكرى الثانية لبدء الثورة المصرية تؤكد أن الانتخابات في حد ذاتها ليست كفيلة بالانتقال للديمقراطية، فمصر في الأربعين سنة الماضية لم تعدم مثل هذه الانتخابات, ولا المعارضة, التي كان...