alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
خالد مفتاح 16 ديسمبر 2025
بكم تعلو ومنكم تنتظر
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبده الأسمري 13 ديسمبر 2025
الكتابة بين التحديثات والتحديات

الرموز والتقنية والعولمة في الثورات العربية.. انكشاف الاستبداد (1)

02 يوليو 2011 , 12:00ص

«رجل أمن بالزي المدني يضرب مواطنا على وجهه ثم تحيط به الهراوات من كل جانب».. ظهرت هذه الصورة مئات بل آلاف المرات على أكثر من قناة تلفزية عربية ودولية بمناسبة الهبّات الشعبية المندلعة على امتداد مساحة الوطن العربي. تمتزج الصورة بالمؤثرات السينمائية الخاصة، فيرتفع منسوب الأثر. يصير العنف أكثر وحشية، بل أكثر إذلالا، بفعل القوة القمعية الرهيبة التي ترتمي بلا رحمة على ذات إنسانية. هل قلت ذات إنسانية؟ عفواً... هو مجرد رقم في معادلة الحكم. ألم يقل قائل إنهم مجرد جرذان؟ أي معنى لهذا؟ الأسلحة الذكية وانكشاف الاستبداد للشعوب العربية تاريخ مُضنٍ مع التقتيل والقمع وخنق الحريات. وإذا اكتفينا بالتاريخ المعاصر، اندلعت ثورات جارفة في أكثر من بلد عربي مطالبة بالحرية، وجوبهت بالقوة والعنف وحسم فيها بقوة النار والسلاح. لكن أمام اتساع دائرة انتشار المعلومة وسهولة انسيابها بفضل أدوات الاتصال الجديدة، صار هذا الخيار صعبا إن لم يكن مستحيلا. ورغم العنف الذي جوبهت به الاحتجاجات الحالية فإن زمن سحق الناس ودفن الحقائق قد ولّى إلى غير رجعة، بعد أن دخلنا في زمن التوثيق الذاتي. إنه زمن الكاميرات الذكية، وعين البشر وقد تحولت إلى ما يشبه «عين إله» تتلقط تفاصيل الحياة الدقيقة وكل ما ترتكبه الأيادي الآثمة. سيمر وقت طويل دون أن يستطيع المؤرخون والباحثون وعلماء الاجتماع السياسي وكتاب التاريخ الوقوف على حقيقة ما يجري من تغيرات في تصور الإنسان العربي لذاته ولمحيطه نتيجة المد الثوري الصاعد في المنطقة العربية. لكن أهم سؤال يجب الالتفات إليه هو: كيف تصنع التطبيقات الإعلامية الجديدة مصير العرب اليوم؟ وهل يخرج من رماد القهر والقمع إنسان بمواصفات الكرامة والحرية والإرادة والمسؤولية؟ في الفضاء الافتراضي للإنترنت وجد العرب متنفسا خاصا. واعتمد التونسيون والمصريون واليمنيون وغيرهم على جيش جرار من كاميرات الهواتف النقالة لنقل المحظور وتكسير الرقابة. انكسر الخوف، وسقطت رموزه. وصارت الشبكات الاجتماعية من قبيل «فيس بوك» و «تويتر» وغيرها قنوات لتصريف المنتوج الإعلامي المواكب للثورات الناشئة. الطرق البديلة لوسائل الاتصال الحديثة التي وفرها الإنترنت والهواتف النقالة المزودة بكاميرات ذكية ودقيقة قادرة على نقل الصور الحية والناضحة بالعنف والتقتيل. وهنا سجل التاريخ المعاصر أول ثورة عالمية استطاع فيها إعلام جماهيري بديل أن يزلزل آلة دعائية بإمكانات بسيطة. فعلى سبيل المثال، مكنت الهواتف الجوالة من متابعة الأمور المتعلقة بتطورات الأوضاع ميدانيا أثناء الانتفاضات وفتحت الكثير من الخيارات حتى للفضائيات وكسرت المسافات المغلقة بسبب احتكار البث التلفزيوني. مما وسع فرص انتقال المعلومة إلى خارج حدود الزمن والمساحة التي يمكن أن يتحكم فيها أي نظام مهما كانت قوته. كشفت الثورات العربية أن الإنترنت صار من الضخامة حجما وتأطيرا ما يجعله يلفت انتباه أصحاب القوى الاجتماعية التقليدية. لقد باتت الجيوش الجرارة والأجهزة الأمنية والاستخباراتية عاجزة أمام التغييرات الكبيرة التي أحدثتها الوسائل التقانية الدقيقة. ومن الناحية السوسيولوجية أصبح الإنترنت فضاء للحراك الاجتماعي وانهارت التقسيمات الكلاسيكية التي صنفت أجهزة الدولة إلى قمعية ورمزية وحصرت الأجهزة الرمزية في المدرسة والأحزاب والجمعيات وغيرها. إن احتلال قمة الهرم الاجتماعي صارت في الوقت الراهن مشروطة بالسيطرة على تدفق المعلومة الجماهيرية المنسابة من دون حدود بين المشتركين في مختلف الشبكات الاجتماعية. صار الأمر شبه مستحيل، لأن التدفق اللامتناهي للمعلومة أسس له مناخ الحرية العالمي الذي فرضته عولمة الصورة وسهولة التواصل عبر الشبكات الاجتماعية وغيرها. إنها إحدى حسنات العولمة. فبفضلها صار بالإمكان توحيد جهود المنظمات والفعاليات الدولية المناهضة للاستبداد. وبفضلها نشأت لأول مرة سلطة وسائل الإعلام البديلة. إنها «سلطة من لا سلطة لهم». ما يجري في العالم العربي كشف أيضا سخافة آراء من قبيل «هل ستقضي تقانة المعلومات على التنوع الحضاري لتسحق هويتنا وخصوصيتنا؟»، هل الإفراط المعلوماتي نعمة أم نقمة؟ لقد أحدثت الإنترنت تحولات جذرية في ملامح حياتنا اليومية التي تهاوت فيها الحدود بين ما هو عالمي ومحلي. وإذا كان هناك من تغيير استطاعت أن تحدثه فهو تذكير الجميع بأن الطبيعة الإنسانية كما يقول الوجوديون لا تتحدد بالماهية. إنما وجود الإنسان يحدده بنفسه على حد تعبير جون بول سارتر. والتونسيون مفجرو صحوة الغضب العربي أنهكهم المنع فعلا، لكنه ولحسابات ما، أفسح المجال واسعا للفلسفة في البرامج التعليمية. وهنا يبدو الأثر الخفي للعوامل المستترة التي يحبل بها كل نسق مهما كانت طاقته وقوة ضبطه. فللفلسفة تاريخ مجيد بتونس. وللفكر النقدي والإبستمولوجي صولات وجولات ببلاد ابن خلدون. ولا أدري كيف غاب على منتجي الاستبداد أن الفلسفة ستنتهي بالناس ذات ربيع إلى أن يطالبوا بحريتهم المسلوبة. أليست الفلسفة هي التي تعلمنا أنّه ليس هنالك ماهيّة تحدّد مسبّقا وجود الإنسان وإنّما وجوده يسبق ماهيّته، وأن الخلاصة التي ينتهي إليها هذا الفكر تجعل الحرّيّة أخصّ خصائص الإنسان وإن علاها الغبار. النار.. الرمز والثورة قبل أن يصبح شعار «الشعب يريد...» شعار الشعوب العربية جمعاء في كل الشوارع والعواصم، كان مجرد كلمة، صورة، مقطع فيديو، أو أيقونة على صفحة شخصية لمواطن عربي. نزل المارد بسرعة من الفضاء الافتراضي إلى الواقع. والتحمت الجموع: نريد عقدا اجتماعيا جديدا. نريد إعادة تعريف الإنسان والسلطة والهوية والتراث وكل الأكليشيهيات النمطية السائدة. إن شعار «الشعب يريد...» ليس سوى صدى لصوت العقل وهو يحاول النهوض من براثن الخرافة والاستعباد. إنه مليء بالرموز والدلالات وحامل بالقدر ذاته لفعل التحريض بحثا عن الإنسانية المهدورة والحرية المفقودة. من أجل هذه القيم سال الدم غزيرا وإن كان ممزوجا بمطالب اجتماعية. صحيح، أحرق التونسي محمد البوعزيزي نفسه مدفوعا بضغوط اجتماعية وأقدم على فعل تدميري لا يطاق. لكن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان. من فعل الإحراق المُطالب بالحرية اكتسب الحدث التونسي رمزيته. إنها رمزية ناتجة عن طبيعة الشرارة الأولى المتمثلة في فعل الحرق كفعل تدميري. وتزداد الشحنة العاطفية التي روجها الحدث بفعل قوة النار التي تشكل حسب أكثر من معتقد إحدى المكونات الأربعة للوجود. فعل التدمير والحرق حالة ملحمية وأسطورية ولهيب النار يتساوق مع حجم الكبت الناتج عن الحرية المفقودة. لكن هل نحتاج لكل هذا الدمار في القرن الواحد والعشرين للتطهر من انتهاك الكرامة العربية؟ تراجيدية موت البوعزيزي ورمزيته تتفوق على كل الكلمات. رمزية مدموغة بالعدم المولد للوجود. وتزداد الشحنة العاطفية التي يحملها «انحراق البوعزيزي» كلحظة فارقة بين زمنين عربيين بفعل قوة النار كمكون وجودي. إن الرموز التي تشكلت على امتداد فعل الاحتجاج بدءا من الفعل التونسي لم تقف عند حد الإحراق والذي تحول إلى قوة دافعة ملهمة لكل المهمشين. زخمها المشتعل أجج النار في الهشيم المتهالك. نيران التطهير والقداسة بكل ما تحمله النار من رمزية. نار إعلامية وأخرى سياسية وما بين هذا وذاك محاولة جاهدة لنهضة حقوقية تستعيد مفهوما غائبا للإنسان. الإنسان الحر. يُنشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...