منتجو الغاز يواجهون الربيع بمخزون كبير

لوسيل

هشام جاد

وصل إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي إلى أعلى مستوياته خلال الشتاء، بالرغم من انخفاض الأسعار، والسوق الأمريكية هي واحدة من أكثر الأسواق معاناة هذا العام.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن الشركات خفضت من عمليات الحفر، لكنهم لا يزالون يستخرجون الغاز بشكل كبير من الآبار الأكثر إنتاجا، ما أدى إلى فائض كبير في الإنتاج بحلول الربيع، ويزيد من هذه الأزمة انخفاض الأسعار بمقدار الربع هذا العام.
وبلغ الإنتاج الأمريكي معدلات قياسية في شهر فبراير بمقدار 73.3 مليار قدم مكعب، حسب ما قالته شركة بلاتس بينتيك هذا الأسبوع، بزيادة قدرها 2% مقابل شهر يناير، ما زاد من خفض الأسعار بشكل جعل كثيرا من الآبار لا تستحق الحفر.
وفي المقابل قالت وكالة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن منتجي الغاز بدؤوا في تخزين الغاز خلال الأسبوع المنتهي يوم الجمعة، ما ينهي عاجلا الموسم الشتوي، فالطبيعي أن تطلب الأفران الغاز خلال هذا الوقت من العام.
فالسوق اليوم يدخل الربيع في وضع صعب، الذي يقل فيه الاستهلاك ويزداد المخزون، فالأسعار تصل إلى أعلى مستوياتها خلال الشتاء، إلا أنها انخفضت تدريجيا مع غياب الطقس البارد.
فأسعار الغاز انخفضت هذا العام بالرغم من ارتفاع أسعار النفط، فأسعار النفط الأمريكي ارتفعت بنسبة 6.5% بسبب توقعات بأن مصدري النفط سيقللون من إنتاجهم.
فالغاز الطبيعي تسليم أبريل بلغ 1806 دولارات لكل وحدة حرارية، بانخفاض قدره 5.3% أو 10.1 سنتا، وقد انخفضت الأسعار بنسبة 40% منذ مايو الماضي، عندما تعدت 3 دولارات أو 23% هذا العام، ويتوقع محللون أن تستمر الأسعار على هذه المعدلات حتى الصيف، عندما يزداد الطلب على الغاز لإنتاج الكهرباء اللازمة لتشغيل مكيفات الهواء، ويرى محللون أن الأمر سيتحول إلى مجزرة في الصيف.
وقللت درجات الحرارة الدافئة خلال هذا الشتاء من الطلب على وقود التدفئة، كما قللت من أعداد الآبار المتجمدة مما زاد من الإنتاج، التي في العادة تسبب تعطلا في الإنتاج وترفع الأسعار.
وبلغ المخزون من الغاز 2.5 تريليون قدم مكعب في 18 مارس، وهو يزيد بنسبة 51% عن متوسط السنوات الخمس الماضية خلال هذا الوقت من العام، حسب معلومات هيئة إدارة المعلومات الأمريكية.
وهذا المخزون مع انتهاء الشتاء يضع البلاد في اختبار لمعدلات التخزين لديها، ويرى محللون أن مخزون الولايات المتحدة من الغاز سيتعدى 4 تريليونات قدم مكعب بحلول شهر أكتوبر، حيث يبدأ المعروض في الانخفاض مرة أخرى.
وهذا يضع المنتجين، الذين يعانون من انخفاض كبير في الأسعار، في وضع لا يحفز أيا منهم على تخفيض الإنتاج، حسب ما قاله ريتشارد إينيس. وأضاف مصرفي الطاقة في مجموعة إي إن جي أنه بالرغم من أن الجميع يخسرون المال، فإنهم يخسرون بشكل أقل من خسارتهم عند إغلاق بئر للغاز.
وبالرغم من ذلك فإن أعداد الحفارات قد انهارت إلى مستويات قياسية، حسب شركة بيكر هيوز. وقالت يوم الخميس الماضي إن 92 حفارا كانت تعمل في الغاز، وهو عدد أكبر من الأسبوع السابق عليه، إلا أن هذا العدد يقل عن نصف العدد منذ عام.
ويقول يحيى إن الإنتاج قد بدأ في الانخفاض عن معدلاته، لكنه لن يقل بشكل ينهي مشكلة الفائض.
ويقول محللون إن انخفاض أعداد الحفارات لا يعني انخفاض الإنتاج، فالحفارات اليوم أكثر كفاءة، ويعمل عليها الفرق الأعلى خبرة.
ويقول بنك هيوستن للاستثمار إن الأسعار يجب أن تبقى دولارين هذا العام لتحفيز المزيد من المولدات على استخدام الغاز بدلا من الفحم، وهذا قد يزيد من استهلاك الغاز بشكل يرفع الأسعار.