تتجه أنظار العالم اليوم، إلى مدينة جوهانسبورغ بجنوب أفريقيا حيث تشهد عقد القمة العاشرة لمجموعة بريكس التي تضم أعضاء الدول الخمس (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا)، التي تمثل الاقتصادات الصاعدة وتستمر 3 أيام.
وتسعى هذه القمة التي ستشارك فيها تركيا أيضاً، إلى تعزيز العلاقات التجارية بين دول الأعضاء والتغلب على جميع الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها هذه الدول في الوقت الراهن حيث تعقد هذه القمة وسط التعافي الاقتصادي العالمي المتباطئ والنكسات التي يعاني منها العالم، وربما تكون قادرة على إضافة وجهات جديدة إلى الأسواق الصاعدة والدول النامية. وخلال منتدى أعمال قمة بريكس التاسعة في العام الماضي التى عقدت فى مدينة شيامن الصينية ، وجه رئيس جنوب أفريقيا السابق جاكوب زوما دعوة لجميع اعضاء الدول الخمس، مؤكداً أن بلاده ذات المنظور الواسع وفرص الاستثمار الواعدة ترحب بالحضور لزيارتها في بريكس 2018.
وأشار إلى أن القارة الإفريقية تعتبر خط مواجهة للنمو والازدهار ، متوقعا أن تحقق بلاده تنمية اقتصادية شاملة وزيادة في التجارة مع دول بريكس الأخرى. وأكد أن حجم التجارة بين جنوب إفريقيا ودول بريكس بلغ 31.2 مليار دولار أمريكى فى عام 2016.
وسيناقش زعماء الدول الخمس خلال القمة، سبل تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري وأوضاع الاقتصاد العالمي، والنزاعات الدولية والإقليمية، إضافة إلى قضايا الأمن القومي والتنمية حيث تأتي هذه القمة في خضم ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات صينية بقيمة 50 مليار دولار سنويا، وما ردت به الصين سريعا من فرض رسوم مساوية وبالقوة نفسها ، ما يشير إلى بداية حرب تجارية بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم. حيث انتقد وزراء خارجية بريكس خلال الشهر الماضي ما وصفوه بالموجة الجديدة من الحمائية ، قائلين إن الإجراءات الأمريكية تقوض التجارة العالمية والنمو الاقتصادي.
وتحظى القمة هذا العام باهتمام بالغ، لاستهدافها تحرير التجارة من القيود الأمريكية وفتح الاقتصاد العالمي، والاستثمار في أسواق الدول الواعدة اقتصاديًا خلال السنوات المقبلة، ولعل مشاركة تركيا في القمة الاقتصادية، دليل على قوة الاقتصاد التركي، ومستقبله المزدهر الذى يجذب الدول الاقتصادية الكبرى للاستثمار فيه، ونجد أن كلا من تركيا وجنوب أفريقيا يحظيان بمكانة مهمة لبعضهما في السياسة العالمية، حيث تتميز تركيا بموقع جغرافي مهم جدا، أما جمهورية جنوب افريقيا فهي أكثر البلدان تقدمًا في القارة السمراء.
وطبقا لتوقعات الاقتصاد العالمي التي تم تحديثها في يوليو من العام الماضي من قبل صندوق النقد الدولي، فإن اقتصاد جنوب افريقيا سوف يتوسع بنسبة 1.0 في المائة، وروسيا بنسبة 1.4 في المائة، والبرازيل بنسبة 0.3 في المائة، حيث تهدف بريكس إلى كسر الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، وإصلاح مجموعة البنك وصندوق النقد الدوليين، وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول المجموعة، حيث يبلغ رأسمال المجموعة ما يقرب من 200 مليار دولار.
كما تهدف القمة إلى تحقيق تكامل اقتصادي وسياسي وجيوسياسي بين الدول الخمس وتنمية البنية التحتية في بلدان المجموعة، حيث توسعت أعمال القمة الحالية لـ بريكس ، لتشمل حوارا بناء بين الدول سريعة التطور والنمو وبين دول الأسواق الناشئة، ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس ، 16.4 تريليون دولار، بنسبة 22.3% من الناتج العالمي، وبهذا يمكن تبادل القروض بين دول المجموعة بشكل لا يؤثر على الاقتصاد العالمي.
ويمثل اقتصاد مجموعة بريكس ، خمس إجمالي الناتج المحلي العالمي، ويشكل 25% من الاقتصاد العالمي ويبلغ مجموع ناتجها القومي الإجمالي 16 تريليونا من الدولارات الامريكية، كما تعقد هذه الدول قمما تنافس قمم مجموعة السبع، وتعد نفسها قوة مضادة لما تعتبره نظاما عالميا يسيطر عليه الغرب.
ومن المتوقع وبحلول عام 2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول، اقتصاد أغنى الدول في العالم حاليا، حسب مجموعة غولدمان ساكس البنكية العالمية، والتي كانت أول من استخدم هذا المصطلح في عام 2001، ومن المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفًا أو ناديا سياسيا فيما بينها مستقبلا.