قال خبراء وباحثون لصحيفة لوسيل : إن المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء عززت ريادتها إقليمياً وعالمياً في مجالي الابتكار الرقمي والطاقة النظيفة المستدامة خلال عام 2025، مؤكدين أن إنجازاتها ركزت هذا العام على تعزيز الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية الذكية، ورفع معدلات الكفاءة والاستدامة.
وأوضح الخبراء: إن هذه الإنجازات تمثل خطوات إستراتيجية حاسمة نحو تحقيق الاستقلال الطاقوي والوصول إلى الحياد الكربوني، مدعومة باستثمارات ضخمة، مشيرين إلى حرص كهرماء على تقديم خدمات تتسم بأعلى معايير الجودة والسرعة في الإنجاز للأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبأقل الرسوم مقارنة بدول العالم.
وأكدوا أن تبني دولة قطر للطاقة النظيفة كان له أثر مباشر في تعزيز ملفها لاستضافة البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى، الأمر الذي يجعل كهرماء تستحق تقييماً ممتازاً هذا العام بكل المقاييس، إذ تجاوزت التوقعات في مجالي الاستدامة والنمو المستدام.
وشهد عام 2025 قفزات نوعية للمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء ، حيث تُوّجت جهودها بالعديد من الإنجازات الإستراتيجية التي تعزز رؤية قطر الوطنية 2030 والإستراتيجية الوطنية الثالثة للتنمية.
ووفق بيان لها أتمت كهرماء تركيب العدادات الذكية على مستوى الدولة، إذ تم تركيب أكثر من 528 ألف عداد كهرباء ذكي، 460 ألف عداد مياه ذكي، بمجموع 988 ألف عداد ذكي للكهرباء والمياه، لتصل نسبة التغطية إلى 98 %، ويُعد هذا المشروع أحد أضخم المشاريع من نوعه على مستوى المنطقة.
واستنادًا إلى سجلات كهرماء فإن مشروعها الإستراتيجي لتحديث قاعدة بيانات المشتركين، تضمن تحديث أكثر من 900 ألف عداد خدمة، والتحقق من دقة أكثر من 7 ملايين معلومة، إضافة إلى صيانة واستبدال ما يزيد على 13 ألف صندوق خدمة.
وفي معرض تعليقه على إنجازات كهرماء عام 2025، قال الدكتور بدر بن سلطان سعد الرميحي، عضو المجلس البلدي المركزي لصحيفة لوسيل : إن كهرماء عززت ريادتها إقليميًا وعالميًا في مجالات الابتكار الرقمي والطاقة النظيفة المستدامة، واعتمدت إستراتيجيات مدروسة مدعومة
بشراكات دولية قوية، مما مكّنها من تحقيق نمو سريع ومستدام، وباتت تصنف اليوم ضمن أكبر 10 شركات خدماتية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واستطرد الدكتور بدر بن سلطان الرميحي قائلًا: إن إنجازات كهرماء تركزت على تعزيز الطاقة المتجددة، وتطوير البنية التحتية الذكية، ورفع معدلات الكفاءة والاستدامة، وتستهدف المؤسسة إنتاج 20 % من الكهرباء من مصادر متجددة وخفض الانبعاثات الكربونية بنسبة 25 % في إطار رؤية 2030. وحققت كهرماء قفزة نوعية في مجال الطاقة المتجددة خلال العام الجاري جعلت من الدولة اليوم واحدة من أكثر الوجهات جاذبية عالميًا للاستثمارات بمجالات الكهرباء والطاقة النظيفة، مع توقعات بارتفاع الإنتاج الكلي من الكهرباء إلى 1,754 تيراواط ساعة بحلول 2030.
وأضاف: وهذه الإنجازات ليست مجرد مشاريع بنية تحتية، بل خطوات إستراتيجية حاسمة نحو تحقيق الاستقلال الطاقي والوصول إلى الحياد الكربوني، مدعومة باستثمارات ضخمة تصل إلى 4 مليارات ريال في مشاريع الطاقة الشمسية وحدها. مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المشاريع ساهمت في خلق آلاف الوظائف الجديدة للكفاءات الوطنية، وتعزيز الشراكات مع القطاع الخاص المحلي، وترسيخ مكانة قطر كدولة رائدة في التحول الأخضر على مستوى المنطقة والعالم.
وأوضح الدكتور الرميحي: إن الاعتماد على الغاز الطبيعي لا يزال مرتفعًا جدًا، إذ يشكّل نحو 94% من إنتاج الكهرباء حاليًا، مما يفرض علينا تسريع وتيرة الانتقال إلى الطاقة المتجددة بشكل أكبر لتخفيف المخاطر المرتبطة بتقلبات أسعار الطاقة العالمية وضمان أمن الإمدادات على المدى الطويل. كما أن هناك حاجة ملحة للتوسع السريع في إنشاء شبكة شاملة من محطات شحن السيارات الكهربائية، باعتبار ذلك جزءًا أساسيًا من البرنامج الوطني للنقل المستدام، وهي خطوة لا غنى عنها لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات الكربونية المرتبطة بقطاع النقل.
وخلص إلى القول: بشكل عام، أمنح إنجازات كهرماء في عام 2025 تقييمًا ممتازًا بكل المقاييس، فقد تجاوزت التوقعات في مجالي الاستدامة والنمو المستدام، وأسهمت بشكل ملموس في ترسيخ مكانة دولة قطر كقائد إقليمي وعالمي في قطاع الطاقة النظيفة والتحول الأخضر.
في السياق ذاته، يؤكد الأستاذ الدكتور خالد مفتاح الباحث والأكاديمي في تصريح خاص لصحيفة لوسيل : إن البنية التحتية في دولة قطر، ولا سيما قطاع الخدمات الأساسية، تحظى بأولوية قصوى في التخطيط والتطوير ورعاية متواصلة من صنّاع القرار، وتأتي خدمات الكهرباء والماء في
صدارة هذه الأولويات. حيث حرصت (كهرماء) على تقديم خدمات تتسم بأعلى معايير الجودة والسرعة في الإنجاز للأفراد والمؤسسات على حد سواء، وبأقل الرسوم مقارنة بدول العالم، حتى أصبحت انقطاعات الخدمات المفاجئة التي لا تزال تؤرق بعض الدول من ذكريات الماضي البعيد لدينا.
واستطرد د. مفتاح قائلًا: إن مشاريع الطاقة المتجددة تنمو وتتمدد بالدولة، في ظل سياسات التعزيز المستمر لقدرات التوليد الموزع من الطاقة الشمسية، وأن التوسع والانتشار الطموح لتلك المشروعات لإنتاج الطاقة البديلة يشمل شبكات الكهرباء وزيادة قدرات المحطات الخمس في رأس لفان والخور والدوحة ورأس أبو فنطاس ومسيعيد، إلى جانب محطة الخرسعة، ومحطتي رأس لفان ومسيعيد للطاقة الشمسية اللتين تستهدفان معاً إضافة 4 غيغاواط من الطاقة المتجددة.
وخلص للقول: إن التوسع يراعي ثلاثة معايير وهي التكلفة الاقتصادية، والأثر البيئي الإيجابي، والموثوقية العالية. وتُولي كهرماء اهتماماً استثنائياً ببناء القدرات المؤسسية والوظيفية، واستقطاب المواهب الوطنية وتمكينها، وإدارة الكفاءات، وعمليات الإحلال المدروس، ونقل المعرفة، والاستثمار في رأس المال البشري، إلى جانب وضع السياسات واللوائح والمعايير اللازمة؛ مما أثمر هيكلاً مؤسسياً فعالاً ومتكاملاً يدعم رؤية قطر الوطنية 2030 وما بعدها .
قال الخبير في مجالات الطاقة البديلة المستدامة المهندس معاذ بنات: إن إنجازات المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) لعام 2025 تمثل ركيزة إستراتيجية لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة، وتؤكد أن قطر تسير بخطى واثقة نحو مستقبل طاقي مستدام يحقق الفوائد للدولة
عبر تعزيز مكانتها العالمية، وللشركات عبر خلق فرص أعمال جديدة، وللأفراد عبر خفض النفقات وتحسين جودة الحياة .
واستطرد المهندس بنات قائلاً: لقد كان لتبني دولة قطر الطاقة النظيفة أثر مباشر في تعزيز ملفها لاستضافة البطولات والفعاليات الرياضية الكبرى، حيث وفّرت الدولة منظومة طاقة موثوقة وصديقة للبيئة للملاعب والفنادق والمنشآت، مما عزز ثقة الاتحادات الرياضية العالمية بقدرة قطر على تنظيم أحداث كبرى وفق أعلى معايير الاستدامة. وفي عصر يتزايد فيه الاهتمام العالمي بالبيئة، أصبحت الاستدامة والطاقة الشمسية ورقة رابحة تدعم ملف الدولة وتزيد من فرص الفوز بالاستضافة .
وأوضح أن لهذه الإنجازات فوائد مباشرة وأخرى غير مباشرة تتوزع على مختلف القطاعات: فهي تخفض تكاليف الإنتاج الصناعي وتعزز القدرة التنافسية للمنتجات القطرية، وتجعل المباني التجارية أكثر جاذبية للمستثمرين والمستأجرين، وتدعم المزارع في تقليل تكاليف التشغيل وزيادة الكفاءة، وترسخ ثقافة الاستدامة بين الأجيال عبر حملات التوعية والمشاريع التعليمية .
وخلص المهندس معاذ بنات إلى القول: وعلى المدى الطويل، فإن العمر الافتراضي لمشاريع الطاقة الشمسية، الذي يتجاوز 25 عاماً، يجعلها من أكثر الاستثمارات جدوى واستقراراً، ويضمن عوائد اقتصادية مستمرة للدولة والشركات، ويعزز ثقة المستثمرين في القطاع .
ووقعت المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء كهرماء هذا العام عقودًا لتوسعة البنية التحتية الكهربائية بقيمة إجمالية تبلغ 851 مليون دولار، مع إعطاء الأولوية للشركات القطرية التي حصلت على 58.4 % من قيمة العقود، وذلك لدعم قدرات الإنتاج والنقل الكهربائي مستقبلًا. وفي الآونة الأخيرة جرى تشغيل 3 محطات شمسية عملاقة بإجمالي سعة إنتاجية تصل إلى 1,675 ميغاواط، بالإضافة إلى إطلاق خدمة BeSolar التي تتيح لأصحاب المنازل والمزارع تركيب أنظمة الألواح الشمسية الموزعة بتسهيلات كبيرة ودعم مالي مباشر، مما يعزز الاعتماد على الطاقة المتجددة ويقلل الفواتير الكهربائية للمستفيدين.
وجراء تلك الجهود والإنجازات في 2025، تمكنت كهرماء من الفوز بجائزة جارتنر العالمية للابتكار في فئة أفضل استخدام للذكاء الاصطناعي عن المرحلة الثانية من منصة الشحن الذكي للمركبات الكهربائية، التي سجلت أكثر من 2980 تحميلًا للتطبيق، وربط 130 محطة شحن، ووفرت أكثر من 140 ألف لتر من الوقود، وقلصت انبعاثات الكربون بأكثر من 300 ألف كيلوغرام. وفازت حديقة كهرماء للتوعية بجائزة التميز الخليجي لكفاءة استهلاك الطاقة والمياه في المباني (فئة القطاع التعليمي).