الصواريخ الإيرانية تتسبب في انهيار سوق العقارات الإسرائيلية

لوسيل

لوسيل - وكالات

أثبتت الصواريخ الإيرانية أن الأبراج السكنية الجديدة في تل أبيب وضواحيها، خاصة بات يام، ريشون ليتسيون، رحوفوت، بيتاح تكفا، رامات غان، وبني براك ، تعرضت لأضرار كبيرة من جراء الإصابة المباشرة.

ويبقى القلق الأكبر لدى الإسرائيليين هو العيش في مبنى قديم، خاصة ما يُعتبر خطيراً، ومُعرّضاً للانهيار، وبحسب أحدث تقرير لمراقب الدولة، يوجد في إسرائيل خمسة آلاف منها، فيما تشير تقديرات جمعية المقاولين والبنّائين إلى وجود 1.67 مليون شقة غير محمية، من أصل 2.96 مليون شقة، بنسبة 56% من شقق الدولة، يعني أكثر من نصفها.

كشف متتياهو إنغلمان، مراقب عام الدولة، أن الحرب الجارية كشفت عن فجوات خطيرة في حماية المباني السكنية، رغم المراسلات التي بعث بها لرئيس الوزراء وقيادة الجبهة الداخلية ووزير الأمن القومي، لأن الفجوات الكبيرة للغاية تحرم ملايين الإسرائيليين من إجراءات الحماية، بما في ذلك الملاجئ العامة.

وهو ما اعترف به نير شمول، الرئيس التنفيذي لشركة التطوير والتجديد الحضري، الذي كشف أن الصواريخ الإيرانية أظهرت مشاعر قوية من الخوف والصدمة الوجودية على سكان هذه الشقق.

هذا التوصيف اتفق معه ييغال غوفرين، رئيس جمعية مهندسي الإنشاءات المدنية والبنية التحتية، بالقول إن الدولة التي تواجه على مر السنين مشاكل في تقوية المباني، أصبحت الحاجة لحمايتها بعد الهجمات الإيرانية أكثر إلحاحاً، خاصةً المباني الشاهقة، لأن هذه الصواريخ أثبتت أنه حتى الأبراج الجديدة تتعرض لأضرار كبيرة جراء الإصابة المباشرة، فكيف الحال مع المباني القديمة المتداعية المعرّضة للانهيار، لأن آخر تقرير لمراقب الدولة كشف عن وجود خمسة آلاف مبنى مصنفة بأنها خطيرة، وقد تنهار على ساكنيها.

ليئال كيزر، محررة الشؤون الاقتصادية في قناة كان ، كشفت أن 1500 منزل وشقة في إسرائيل تضررت خلال أربعة أيام فقط من الحرب مع إيران، وكتبت نحن نتعرض لقصف قاتل، لم نشهد أضراراً من هذا النوع حتى خلال 619 يوماً من القتال في غزة، الأضرار جسيمة جداً، ليس فقط في الأرواح، بل في الممتلكات أيضاً، والتكاليف مرتفعة جداً تبعاً لذلك .

وأوضحت كيزر أن الأضرار التي لحقت فقط خلال يوم السبت 14 يونيو، قُدّرت بمئات ملايين الشواقل، ومنذ ذلك الحين، تجاوزت التكاليف عتبة المليار شيكل، وإذا استمر الأمر على هذا النحو، فيُتوقع أن تصل التكاليف إلى عشرة مليارات شيكل من الأضرار، دون احتساب احتمال استهداف منشآت بنية تحتية أو مواقع حيوية حساسة.

أسفرت الهجمات الإيرانية المميتة في الأيام الأخيرة عن دمار غير مسبوق، وآلاف الشقق المتضررة ومئات المباني معرضة لخطر الانهيار، فيما يحذر المقاولون من أزمة متصاعدة، قبل أن يتفاقم وضع الإسرائيليين، حيث تم تقديم عشرة آلاف طلب تعويض، حتى الآن فقط، لسلطة ضريبة الأملاك بسبب الأضرار الناجمة عن سقوط الصواريخ والشظايا، وتوقّع أن يقفز العدد إلى مستوى أعلى بكثير عقب الهجمات والدمار واسع النطاق.

دفع ذلك بهيئة الضرائب الإسرائيلية للاعتراف بأن البلاد أمام مستوى غير عادي من ضعف المباني من حيث النطاق والشدة، مع العلم أن الأضرار لم تقتصر على الشقق والمباني السكنية فحسب، بل طالت البنية التحتية العامة والمباني التعليمية والطرق ومئات المركبات التي احترقت أو تضررت بسبب الحطام والشظايا