


عدد المقالات 115
أعتقد أن حلقات الأزمة السورية بعد أن اشتدت لعشرين شهراً ستُفرج قريباً، وسيتنفس السوريون الصعداء برائحة حرية لم يتذوقوها منذ نصف قرن كبست فيها عائلة الأسد المجرمة على أنفاس التمدن والحرية والإنسانية، وطوّحت بحضارة تاريخية وتقدمية. لمن لا يعلم.. في دمشق عام 1950م أكثر من عشرة آلاف خط هاتف آلي، وكانت تشهد نهضة عمرانية لم يكن لها مثيل، حتى إن فنادقها القديمة ما زالت قائمة حتى اليوم لتشهد ما وصلت له سوريا في ذلك الوقت، عدا عن بنيتها التحتية التي ما زالت كثير من المدن العربية لم تصنع نفسها ولم تقترب كمثيل لما كانت عليه سوريا في حقبة ما قبل الأسد أو بالأصح «الجحش».. وللقارئ العزيز أن يتصور التقدم الثقافي والاجتماعي والريادة المسرحية والسينمائية التي كانت تحاكي التجربة المصرية آنذاك.. هذا عدا عن الحكاية الخيالية للديمقراطية السورية، والتي أطاحت بقرابة خمسة عشر رئيساً فيما يقارب ثلاثة عقود حتى وصل المقبور -الأب- حافظ ليكبس على كل شيء. الآن.. الجيش الحر يتقدم بسرعة صاروخية.. انقلبت الآية وأصبح عدد قتلى جيش المجرم بشار رقماً يزيد يوماً بعد يوم، وأمام حالات الاستسلام السهلة عن ثكنات كبرى وكتائب تتضح حالة الانهزامية التي وصلوا إليها وعدم استيعابهم تسارع الأحداث. وهنا.. يبرز شيء مهم، فليس بشار هو من يستسلم بسهولة وأتوقع أنه بدأ بتغيير منهجيته على ثلاث مراحل، أولها: استخدام الغازات السامة ضد الجيش الحر ومناطق تمركزهم، وثانيها: التمترس في أفق جبل قاسيون المطل على دمشق ومتصل معها عمرانياً، والذي تسكن أعاليه عوائل علوية تعمل لصالح النظام وتخزن منذ سنين كميات مهولة من الأسلحة -بحسب ما قال لي مطلعون وأعدهم من المصادر الموثقة- لينفذوا ما وعدوا به بحرق البلد بعد الأسد، يلقن العالم والسوريين درساً بأن سوريا من بعده عبارة عن دمار! وأرى أن المرحلة الثالثة هي الأهم، والتي سيقوم فيها بالتمترس وسط جبال الساحل السوري (المنطقة العلوية)، وعبر صور اقتحام الجيش الحر للثكنات تتضح قلة الآليات مقابل الذخيرة ما يعني سحب عدد كبير منها، وحمل ما استطاعوا من الذخيرة ونقلها لجبال الساحل كدرع أخير للبقاء في السلطة وحماية الطائفة وقوتها من الانهيار أمام ثورة الشعب السوري برمته. عموماً كل هذا لن يفيد، ولا أعتقد أن الشرفاء من العلويين سيرضون أن يتحولوا لطائفة ضد شعب، وعلى هذا الشعب أن لا يحزن من حجم الدمار الحادث من -المقبور- قريباً إن شاء الله إلى جوار -الشيطان- والده، فالدمار بدأ فعلياً منذ هبوط المقبور الأب على السلطة وأغلق وراءه الأضواء وشباك الهواء وأقفل أبواب التنمية التي توقفت قبل نصف قرن، لذا لا شيء يستحق البكاء عليه سوى الدم. والدم سيحيق رحيقه على هذا الجيل ومن هم بعده، فهو دمٌ من مسك خالص، ولا أقصد هنا تلك الفانتازيا التي كانت تأتينا عن روائح دماء قتلى أفغانستان، بل أقصد رائحة حقيقية يبعث رحيقها على سوريا والعرب. • www.salmogren.net
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...