


عدد المقالات 115
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن أكثر ما يُقلّص ثقافة الاعتذار لدى أي شخص، هو عدم الشعور بالخطأ، وطالما لا يشعر به فهو لن يعتذر. غالبًا الشخص الذي يفتقد حس الشعور بالخطأ، نجده يميل إلى التبرير لنفسه وإلقاء المسؤولية على الآخرين، والتجرد تماماً حتى من المشاركة ولو بجزء بسيط من هذه المسؤولية. في تصوري أن بداية نشأة هذا الخلل هو سن الطفولة المبكرة، إذ إن المبالغة في التأنيب والعقوبة تجعل هذا الطفل ينشأ مُنكراً أخطاءه بشعور أو بلا شعور، أو تجاهل خطأ الطفل وعدم تعويده على الاعتذار، كلها موازين إن اختلت لامست فوراً هذا الجانب الإنساني المهم وجوده في حياتنا. ينظر -بعضهم- إلى أن الاعتذار هو ضعف في الشخصية، لذا لا يريد أن يُوصم بهذه الصفة، أو على الأقل تؤرقه داخل نفسه، وهذه الفكرة نتيجة خلل النشأة والتربية، وعدم وضوح المفاهيم ووضعها في سياقها الطبيعي، مع أن الاعتذار في شكله وواقعه هو شجاعة، هو صفة نبيلة تدفع الإنسان من داخل العمق الإنساني إلى الشعور بالآخرين، لأنه لا يحدث إلا بعد مراجعة للنفس، والإنسان القادر على المراجعة والتمحيص هو -بلا شك- وصل إلى مراتب عليا من التوازن الداخلي الذي ينعكس على تعامله مع الآخرين. يتخيّل -بعضهم- أن تراجعه عن الخطأ قد يكون عملياً دون أن ينطق بلفظ الاعتذار، كما حدث من قِبل مشايخ ودعاة كانوا ينادون إلى «الجهاد» في سنين سابقة، وتغيرت أفكارهم في الوقت الحالي وتراجعوا عن هذه الفكرة، التراجع وحده والتغيير لا يكفيان، بل يجب أن يكون الإنسان واضحاً وصريحاً في هكذا قضايا مصيرية، لأن من تأثر بأفكاره السابقة لا يعلم أنه تغير، لذا نجد أن مثل هؤلاء الدعاة ما زال يُكابر عن لفظ الاعتذار وتحديد موقفه، فنرى المجتمع ما زال يهاجمه ويحاسبه على أفكاره السابقة، مع أنه يستطيع إيقاف كل هذا بتوضيح الموقف الحالي، والتغيير الفكري الذي مرّ به، والمعطيات السياسية والفكرية المحيطة والتي تغيرت مع الوقت والزمن، بهذا لن يكون عليه أي منفذ، ولن يُقلل الاعتذار من شأنه، بل سيرفع منه وسيحترمه من يخالفه قبل من يؤيده.. هذا بالضبط ما يحدث في كثير من مناحي حياتنا، نشعر بالخطأ ونتغير دون أن نعتذر، فيتراكم الجُرح دون أن نشعر، مع أن لفظ الاعتذار هو عبارة عن كلمة خفيفة على اللسان، ثقيلة في ميزان المحبة والتعايش، لكن المكابرة وعدم صراحة الإنسان مع نفسه، واعتقاده أن تراجعه العملي كفيل بتغطية أخطاء الزمن، فهذا غير صحيح وهو ما ينسف موازين نحتاجها حاضرة في حياتنا كالعفو والتسامح وتقبل الآخر بكل عيوبه! ? www.salmogren.net
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...
قبل عامين فقط، قررت الأمم المتحدة أن يكون هذا اليوم 11 أكتوبر يوماً دولياً للطفلة، وذلك للتذكير بحق الفتيات في التعليم، كونه واجباً أخلاقياً، وضمان استيفاء الفتيات مراحلهن التعليمية، مع التركيز على مرحلة التعليم الثانوي...