alsharq

فيصل البعطوط

عدد المقالات 283

محمد يوسف العركي 25 ديسمبر 2025
قياس الثقافة... من الإنجاز إلى سؤال الأثر
رأي العرب 26 ديسمبر 2025
السياحة في قطر.. زخم متصاعد
ناصر جاسم المالكي 24 ديسمبر 2025
فن التعامل مع الناس
محمد الصادي 27 ديسمبر 2025
صعود الذهب.. مرآة لقلق عالمي

سطل ماء على رؤوس التونسيين

30 يوليو 2017 , 02:06ص

فجع الوزير المكلف بحقيبة المالية التونسيين يوم الخميس الماضي بما لم يكونوا يصدقون أنهم سيسمعونه يوماً منذ «عام الجراد»، فقد أخبرهم بأنه لابد من قرض من الاتحاد الأوروبي بقيمة 500 مليون يورو، لكي تتمكن الدولة من خلاص أجور موظفيها خلال الشهرين المقبلين (أغسطس وسبتمبر)، وهذه أول مرة ينطق فيها مسؤول رسمي تونسي بهذه الحقيقة الصادمة التي تقول ببساطة إن أكثر من 600 ألف عائلة تونسية مهددة بكفاف العيش بلا رواتب عائليها. الوزير فاضل عبد الكافي، لم يقف عند ذلك الحد، فقد قال أيضاً في جلسة برلمانية نقلها التلفزيون الرسمي مباشرة، إن ديون تونس الخارجية جاوزت الـ %75 وأن محركات النمو راقدة، وأن الوضع خطير جداً. كان كلامه صدمة حقيقية ترجمها الخبراء الاقتصاديون لاحقاً بأن كل مواطن تونسي مدان للخارج بـ 6 آلاف دينار (حوالي 2400 دولار) وطبعاً اشتعلت مصادح الإذاعات والتلفزيونات بعد ذلك غضباً، وتطوع سياسيون، بعضهم بالسب والشتم، وبعضهم الآخر بطلب الرحيل الفوري من الذين حكموا تونس بعد 2012. لمن يريد أن يرى البعد الأول من المشهد الكارثي، سيلخصه في عدم الكفاءة الاقتصادية لمن تدافعوا لتسلم الحكم بعد سقوط نظام بن علي في 2011، لكن الاقتصاد هو أحد فروع إدارة السياسة التي هي إدارة الشأن العام للبلاد وللعباد، وهو معيار نجاح أو فشل السياسة العامة لأي دولة، وفي هذه الحالة يمكن القول بلا مزايدة إن الذين سيطروا على الحكم في تونس بعد 2011 كانوا مجرد هواة للسياسة، لا يعرفون الفرق بين السلك الكهربائي والسلك الديبلوماسي، ولا يفرقون بين التمرة وبين الجمرة. عدا ذلك، فقد سكن الحقد القلوب ثم تم تعميمه وتأميمه على باقي فئات الشعب، عندما تخيل الجميع أن الحاكم يتلخص في أسطول سيارات فارهة وفيلات باذخة وأنه لا ينسى أن يمر في كل يوم على الطابق السفلي لبناية الوزارة أو المؤسسة التي يرأسها ليأخذ معه كيساً من الذهب إلى بيته. هكذا سادت عقلية الغنيمة وتسيدت على عقلية العمل في تونس، وهكذا أصاب القوم الجدل الذي منعهم عن العمل، رغم أن قاعدة إدارة الشأن العام تبدو شديدة البساطة وتتلخص في تأمين توازنات دقيقة بين السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي، إذا خرجت إحداها عن الخيط الذي ينظم جميعها، اختل المشهد وخرج عن السيطرة، وفي تونس ساحت مياه السياسة على رقعة الأمن، وفاضت حرية التعبير على أصول الإدارة الاقتصادية، كما هاجت الأحلام فاختلطت بموجبات الواقع، حتى جاء الوزير فاضل عبد الكافي ليصب سطل ماء مثلج على رؤوس التونسيين، ولا استفاقة في الأفق.!

في رئاسة «سي الباجي» المستدامة!

كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...

عادات تونسية ثم ويل وثبور!

بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده...

«العشاء الأخير» للتونسيين!

لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...

الثورة خائفة من الثورة!

كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...

ثماني سنوات

رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...

ماذا دخّنوا..؟!

في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...

في انتظار «غودو»..!

كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...

«نهاية التاريخ» في تونس!

عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...

عقارب الساعة ورقاصها في تونس

تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...

بيت من زجاج..

كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...

«النهضة».. نحو الجمهورية الثالثة

خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...

حتى لا تتكسر السفينة

من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...