alsharq

فيصل البعطوط

عدد المقالات 283

هند المهندي 21 ديسمبر 2025
نظام ادخاري آمن
عبده الأسمري 20 ديسمبر 2025
الأدب والتفاصيل.. وفضاءات التحليل
رأي العرب 22 ديسمبر 2025
دعوة لبناء مستقبل أفضل
علي حسين عبدالله 19 ديسمبر 2025
تتويج مغربي وإبهار قطري

عادات تونسية ثم ويل وثبور!

21 يناير 2019 , 03:29ص

بعد الخميس جاء يوم الجمعة، وبعد 17 يناير أطلّ يوم 18 يناير، ولم تتوقف الأرض عن الدوران في تونس، بسبب الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية، بل استمرت الحياة عادية، رغم نجاح الإضراب الذي قاده الاتحاد العام التونسي للشغل بنسبة 90 % حسب إحصائياته. كان يوم الخميس الماضي عادياً، ليس فقط لأن التونسيين تعودوا على حدة خطابات المنظمة التشغيلية الأولى في تونس، فلم تعُد تفعل فعل «الخميس الأسود» سنة 1978 مثلاً، بل أيضاً لأن الوقت الفعلي الذي يقضيه الموظف التونسي في وظيفته لا يتجاوز 8 دقائق في اليوم -بحسب دراسة الجمعية التونسية لمكافحة الفساد-! وفي الدراسة نفسها، فإن أيام عمل الموظف التونسي لا تتجاوز 105 أيام من أصل 356 يوماً، وإن نسبة غياب الموظفين داخل الإدارة التونسية ارتفعت بعد «ثورة الياسمين» بنسبة تقدر بـ 60 %. ويضيف أصحاب الدراسة أن نسبة الموظفين الحاضرين بصفة قانونية في مراكز عملهم والمتغيبين ذهنياً بلغت 80 %، وأن موظفاً من بين 5 موظفين فقط يعمل والبقية يكتفون بالحضور، وقد قدّرت الخسائر بحوالي مليون و86 ألف يوم عمل بسبب الغيابات. وزاد رئيس الجمعية التونسية لمكافحة الفساد إبراهيم الميساوي في العود رنة، وهو يؤكد لصحيفة «الضمير»، أن نسبة الغيابات في القطاع العام بلغت 90 %، في حين أن الغيابات في القطاع الخاص لم تتجاوز 10 %. لهذا السبب بالذات، مرّ يوم الإضراب العام في قطاع الوظيفة العمومية مثله مثل سائر أيام «العمل»، وهو أمر كان يعلمه أولو الأمر في البلاد علم اليقين، فلم يجزعوا ولا انزعجوا عندما وصلت المفاوضات بين الحكومة وبين الاتحاد العام التونسي للشغل حول الزيادات في رواتب الموظفين إلى طريق مسدود، ومضى كلٌّ في طريق. ذلك لا يعني تبخيساً من قيمة الإدارة العمومية التونسية، فكثيرون يعتقدون يقيناً أن الدولة التونسية لا تزال قائمة رغم سنوات القحط الثماني، بفضل الإدارة التي استمرت تضخ المياه في الأنابيب والكهرباء في الأسلاك، رغم ما اعتراها من هزال أبرز عظامها خلال السنوات الأخيرة، وخاصة بعد أن أغرقتها حكومة «الترويكا» بمائتي ألف موظف في ظرف سنتين فقط 2013 و2014، عدا الترقيات الآلية وامتيازات المشمولين بالعفو التشريعي العام، فارتفع عدد موظفي الدولة إلى أكثر من 800 ألف موظف «640 ألف موظف بالإدارات العمومية، و187 ألف موظف في المؤسسات العمومية»، بما جعل 70 % من النفقات العمومية للدولة تتوجه نحو الأجور، لتسجل تونس بذلك أعلى النسب في العالم من حيث كتلة الأجور، وهو السبب الأول لتدهور اقتصادها وتعثر كل جهود الإنقاذ. بسبب هذه الأرقام العنيدة، ولأن الواقع معلوم لدى أنصار الإضراب العام كما لدى رافضيه، نجح إضراب الخميس الماضي بنسبة 90 % نظرياً، لكنه في الحقيقة كان إضراباً «بارداً» وفاشلاً بالنسبة نفسها، عدا أنه أدخل التونسيين في مرحلة التطبيع معه، فلم يعُد حدثاً جللاً كما كان في سنة 1978، ولا في سنة 2011، بدليل أن تونس عاشت خمسة إضرابات عامة خلال 62 سنة من الاستقلال، اثنان منها حدثا في ظرف الشهرين الأخيرين فقط، بكل ما يحمل ذلك من معانٍ عميقة استوعبها البعض واستعصى استيعابها على البعض الآخر، الذي لم يفهم أن الدنيا قد تغيرت رأساً على عقب! في يوم الخميس الماضي، أفاق «فلان» و»علان» من نومهما متأخرين كعادتهما، أما ما جعل يومهما مختلفاً عن سائر الأيام، أنهما لم يذهبا إلى العمل كعادتهما، وستظل البلاد على عادتها تطرق أبواب المقرضين في الخارج كل ثلاثة أشهر، من أجل أن تصل رواتب «فلان» و»علان» في موعدها الشهري، وإلا فويل وثبور!

في رئاسة «سي الباجي» المستدامة!

كنت أقول في هذا الموقع قبل بضعة شهور إن الخمسينيين وحتى الأربعينيين يغبطون الرئيس التونسي التسعيني على حيويته الفكرية والجسدية -نسبياً- وهو يتحدى عامه الثالث والتسعين، لكنني لا أعلم على وجه الدقة إن كانوا يغبطونه...

«العشاء الأخير» للتونسيين!

لم تكن لوحة الفنان الإيطالي «ليوناردو دا فينشي» التي سمّاها «العشاء الأخير» أقل إثارة للجدل في تونس من «العشاء الأخير» الذي جمع مساء الثلاثاء الماضي الشيخ راشد الغنوشي بـ «الشيخ» الباجي قايد السبسي، بعد جفاء...

الثورة خائفة من الثورة!

كعادتهم السنوية «المقدّسة»، ينتظر فريق من التونسيين قدوم شهر يناير بفائض من الشوق، وينتظر فريق آخر انجلاءه بفارغ الصبر، فشهر يناير في هذه البلاد غير ما هو متعارف عليه في بلاد العالم الأخرى، حيث يهرب...

ثماني سنوات

رغم أنها دانت لرئيس الحكومة يوسف الشاهد أو كادت، لا يزال المشهد موارباً في تونس، ويستعصي على فهم أكثر المراقبين التصاقاً بتفاصيله. كان منتظراً من يوسف الشاهد في إطلالته مساء الجمعة، بعد طول صمت، أن...

ماذا دخّنوا..؟!

في لمح البصر، عادت حركة «النهضة» التونسية للمربع الأول، وهي التي كابدت من أجل تحسين صورتها على مدى السنوات الثماني الماضية. فقد كان يكفي أن يظهر رئيسها وزعيمها التاريخي منذ أربعين سنة، راشد الغنوشي، ظهوراً...

في انتظار «غودو»..!

كثيرون هم من يحسدون الرئيس التسعيني الباجي قايد السبسي على حيويته الذهنية، بل يراه البعض «أسطورة ديناصورية» لم يَجُد بها الزمن إلا لماماً. وقد قال يوم الخميس الماضي إنه «آخر الكبار» ممن مد الله في...

«نهاية التاريخ» في تونس!

عدا الضجيج اليومي الذي يذكّر بما يصدر عن سرك مفتوح في تونس، هناك حدث جلل لم يجانب الصواب من وصفه بالحدث «التاريخي»، بل لعله التطور السياسي الأبرز على الساحة العربية والإسلامية منذ ارتدادات زلزال سقوط...

عقارب الساعة ورقاصها في تونس

تهتز الساحة السياسية التونسية بشدة على مشارف سنة انتخابية ساخنة ومحددة لمن سيمسك بصولجان السلطة لعدة سنوات قادمة.. من ذلك انصهار الحزب «الحاكم» نظرياً (نداء تونس) مع الحزب الرابع في نتائج انتخابات 2014 (الاتحاد الوطني...

بيت من زجاج..

كان التونسيون في غاية الحاجة إلى كلمات الرئيس الفرنسي في قمة الفرنكوفونية بأرمينيا، وهو يعلي في نبرة صوته بـ «أن تونس فخر لنا»، قبل أن يكيل مزيداً من المديح لرئيسها «الشجاع» الباجي قايد السبسي، وإلى...

«النهضة».. نحو الجمهورية الثالثة

خلال ساعات من الآن، سنرى إن كانت السكاكين المشحوذة على مدار الأيام الماضية قد ارتدّت عن رقبة يوسف، أم أن إخوته سيجهزون عليه ليعودوا إلى أبيهم جذلين. في تونس، بلغ التشويق أشده بشأن رئيس الحكومة...

حتى لا تتكسر السفينة

من المفترض أن يتحدد خلال الأسبوع المقبل مصير يوسف الشاهد، وهل سيواصل مهامه كرئيس للحكومة التونسية حتى 2019 موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي، أم أنه سيكون كفاية عليه بقاؤه في منصبه ذاك سنة و9 أشهر،...

وفاز باللذة الجسور

توصف الانتخابات البلدية التي تجري اليوم (الأحد) في تونس بأنها أهم استحقاق سياسي في البلاد منذ «ثورة 2011»، ويصل بعض السياسيين في تونس إلى حد اعتبارها أهم من الانتخابات التشريعية والرئاسية التي جرت في 2011...