


عدد المقالات 122
سؤال قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، لأنه لا إنسان على هذه الأرض لا يخاف. ولا يهم من أي شيء يكون الخوف، لكن هذا الخوف موجود بالنفس. وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها فالخوف موجود بداخل كل إنسان.. ولنتعمق بعض الشيء.. غالباً يكون الخوف من شيء غير مرئي وغير موجود أو محسوس. هنا الخوف أكبر لأنه يحدث بسبب وجود عامل مجهول. والمجهول دائماً يخيف أو يثير المخاوف، ولهذا تميل الناس إلى الوضوح وترغب في الشفافية والعمل تحت الأضواء. نحن نخاف أيضا لقلة توفر المعلومات عن الشيء الذي نخاف منه. نخاف مثلاً من امتحان في مادة دراسية لا يتوفر كثير من المصادر والمعلومات بخصوصها، وتكون نتيجة تلك القلة هو الخوف من الآتي من امتحان أو امتحانات. نخاف أيضاً في الحالة العكسية وهي وفرة المعلومات ولكن ليست أية معلومات، بل تلك المرعبة والمخيفة أساساً، كأن يُطلب منك مقابلة مسؤول فج غليظ القلب لأمر ما لا تجد عندك من الحيل الإفلات منه. وهذا الغليظ عنده من الصلاحيات الشيء الكثير، وتحت إمرته جيوش تعمل من البشر ينفذون ولا يعصون. ألا تخاف منه وتتعثر في الكلام وربما المشي إليه؟! تخاف من مشروع جديد لا خبرة لك به أو سمعت عن ضخامته وصعوبته وفشل آخرين ممن تصدوا لإدارته والقيام به. نعم قد تكون على قدر من التحدي والثقة بالنفس، لكن مع ذلك سيعتريك خوف للوهلة الأولى من استلام المشروع أو تبقى قلقاً خائفاً للأيام الأولى حتى تتضح لك الأمور وتطمئن بعض الشيء.. أغلب خوفنا من أمور محسوسة، نراها بأعيننا ونسمعها بآذاننا ونستشعرها بكافة أحاسيسنا وحواسنا. وهذا الخوف أمر طبيعي مفهوم، لكن غير الطبيعي وغير المفهوم ألا يكون هناك خوف من القادم بعد هذه الحياة الدنيا.. وأعني بذلك الآخرة، وللأسف إن غالبيتنا يستشعر هذا. أليس كذلك؟ مسألة الخوف من الحياة الأخروية وما يمكن أن يحدث لنا فيها، يتفاوت الناس فيها بحسب الإيمان لأن الخوف يزداد منها كلما زاد الإيمان والعكس صحيح. ولعل هذا الخوف هو المطلوب والممدوح لكن دون أن يطغى على الإنسان فيتجمد نشاطه ويتوقف بداعي الخوف من الآخرة. وهذا يحدث لمن يكون عندهم خلل في فهم مسألة الخوف والعمل للحياة الأخروية.. تجدهم من شدة الخوف ينسون نصيبهم من الحياة الدنيا فيعيشون الزهد والتشدد، فيميلون كل الميل، وربما مع هذا التشدد يقعون في خطر الارتداد العكسي الذي يكون عنيفاً، بمعنى التحول وبدرجة كبيرة عما كانوا عليه، فيميلون أخرى ميلاً عظيماً، فيقبلون على الدنيا بتطرف بالغ وينسون الآخرة، في حين أن المطلوب شيء من التوازن حتى في الخوف.. وهذه خلاصة موضوع اليوم.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...