alsharq

عبدالله العمادي

عدد المقالات 122

د. هدى النعيمي 26 أكتوبر 2025
صدى روايات خالد حسيني.. تردده الأجيال
مريم ياسين الحمادي 25 أكتوبر 2025
توجيهات القيادة
هند المهندي 26 أكتوبر 2025
ريادة قطرية في دبلوماسية السلام

الملائكة لا يخطئون..

18 سبتمبر 2013 , 12:00ص

ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم يعصمها من الخطأ والزلات يوم أن خلقها، فنحن لسنا كجنس الملائكة المعصومين، الذين لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون. نحن خلقنا الله ومنحنا عقلاً نميز بين الخطأ والصواب، ومع ذلك تجد منا من يخطئ، والعبرة ليست بوقوع الخطأ، ولكن العودة سريعاً إلى الله والتوبة والاستغفار، ولو تكرر الأمر مرات ومرات، وعدم اليأس والقنوط، فالله لا يحب اليائسين القانطين، بل يعتز بالتائبين المستغفرين.. تلك مقدمة أشبه ما تكون بخلاصة لموضوع اليوم، فمن أراد ألا يكمل القراءة، يمكنه ذلك فرسالتي وصلت إلى هنا، ومن أراد معرفة المزيد فإليكم بقية المقال، الذي يدور حول قصة امرأة تخطئ وتصيب، شأنها شأن أي إنسان، رجلاً كان أم امرأة. أخطأت في حق زوجها، وانتبهت واعترفت ووعدته ألا يتكرر الخطأ منها، وظلت مخلصة له ولبيتها وأبنائها. لكن الزوج، ثبّت الخطأ في ذهنه وسيطر على زوجته إلى درجة الإذلال الكامل، مستعيناً بخطئها في كل مرة يريد أن يمرر قراراً له، بحيث تنحني وترضخ وتقبل ولا تناقش، وهي كانت كما أراد زوجها.. الأمر لم يكن لأيام وأسابيع، بل ظل لأكثر من عشرة أعوام، وهي صابرة محتسبة، من أجل ألا يفرط زوجها ويغيب العقل في لحظة ما ويتخذ قراراً بهدم أسرته.. وظلت الزوجة تشعر «بعقدة الذنب» هذه طوال تلك السنوات، فهي إن أرادت أمراً له مردود طيب عليها وأسرتها، لا تتخذ قراراً ولو كان صائباً مئة في المئة، بسبب عقدتها تلك، وأن زوجها لن يقبل لمجرد أن الأمر صادر منها.. وهكذا عاشت تعيسة لسنوات طوال.. ليس منا من لا يخطئ، ولسنا أرحم ولا أكثر حكمة وأجلّ قدراً من رب العباد سبحانه.. فمن نحن حتى لا نرحم ونغفر ونتسامح مع بعضنا البعض؟ ما هذا الظلم الذي نرتكبه بحق بعضنا البعض، وما هذه القسوة التي نمارسها على بني البشر، خاصة أقرب المقربين كالزوجة مثلاً أو حتى العكس؟ في قصة المرأة، يتبين لنا أنها قامت بالصواب منذ البداية حين قررت الاعتراف بالذنب والتوبة وعدم العودة إليه.. وأصبحت امرأة صالحة مطيعة لزوجها حريصة على بيتها، وفي حالتها تلك، فإن استمرارها باستشعار عقدة الذنب في كل خطوة وكل أمر وكل لحظة، هو عائق كبير يمنعها من أن تواصل حياتها بشكل سليم. والحل الأمثل أن تتخلص من العقدة بأن تستشعر أن هناك رباً يغفر الذنوب والزلات، وتتيقن تمام اليقين أنه يغفر الذنوب مهما عظمت لأنه لا شيء أعظم من العظيم سبحانه، الرحيم بعباده. هذه نقطة أولى. نقطة ثانية يجب اتباعها في حالات مثل حالة الزوجة مدار حديثنا اليوم، أن تجلس إلى زوجها المعاند والمستمر في تذكيرها بذنبها في كل أمر، وتشرح له الوضع بكل وضوح، فإن ما كان مطلوب منها قامت به، فإن رضي واقتنع كان بها وإلا فالأمر سيكون مشكلته هو، الذي لا يريد أن يقتنع وأن يعدل عن رأيه، وليست مشكلة الزوجة كي تعيش أبد الدهر تعاني تلك العقدة.. عليها أن تكون قوية في مجابهته، فهي في نهاية المطاف من البشر وليست من الملائكة. خطأ الزوجة في السنوات العشر هو رضوخها وسلبيتها بسبب عقدة الذنب، وهذا الرضوخ سببه عدم مسامحتها لنفسها وعدم الإيمان التام بأن غفار الذنوب في السماء وهو من يغفر ويعفو وليس أولئك المخلوقون من الطين.. وهذا لا يعني ختاماً، الموافقة على عملها منذ البداية الذي تسبب في عقدتها، ولكن خطأ ما صدر عنها ولا يمكن أن يكون أحد من البشر معصوماً عنه.. وكما ذكرنا سابقاً، ليست المشكلة في الوقوع في الخطأ، ولكن تكرارها وعدم التوبة والاستغفار واللجوء إلى الله سريعاً لمنح النفس إيماناً وطاقة للتثبيت، في عالم أو حياة خلقنا الله لها لأجل الاختبار وتصنيف الناس وقت القرار الأخير يوم الدين.. لنكن إذن متسامحين مع بعضنا البعض، متذكرين دوماً أن الله غفار رحيم عفو كريم، وما نحن إلا عباد له نستلهم من أسمائه وصفاته العلا، بعض ما يعين على التعامل مع بعضنا البعض. لنتسامح ونتصاف ونغض الطرف عن الزلات والعيوب، فالحياة أقصر من أن نقضيها في تتبع العثرات وتصيد الأخطاء والتذكير بالذنوب والخطايا، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، وهل هناك ما هو أجمل من الستر يوم الدين؟ فاللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا، واحفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وشمائلنا ومن فوقنا، ونعوذ بعظمتك أن نُغتال من تحتنا..

وللماء ذاكرة!!

آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...

لست أنت الوحيد الفقير المظلوم

ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...

المترددون لا يصنعون تاريخاً

صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...

قوانين السماء

لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...

وما نيلُ المطالبِ بالتمني..

كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...

أسعـد نفسك بإسعاد غيرك

المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير...

تسطيح الشعوب

مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...

هذا طبعي وأنا حر!!

هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...

المشهد المصري وقد ارتبك

يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...

خاطرة رمضانية

يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...

انتقدني واكسب احترامي!

النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...

تآلف القلوب..

لمن قرأ سورة الأنفال الكريمة, أو سيقرؤها قريباً خلال شهر القرآن هذا.. فإن ببعض التدبر والتأمل لمعاني بعض الآيات في السورة، سيكتشف أموراً غاية في الروعة.. ومن تلك، آية كريمة يتحدث الله عز وجل فيها...