


عدد المقالات 122
المثل العامي يقول في مسألة إتيان الخير ونسيانه: اعمل الخير وارمه في البحر، أو هكذا تقول العامة في أمثالهم الشعبية الحكيمة، وإن اختلفت التعابير والمصطلحات بحسب المجتمعات، هذا المثل واضح أنه يدعو إلى بذل الخير والمعروف للآخرين، والمساهمة الفاعلة في المجتمع عبر الأفعال والأقوال، كتخفيف الآلام وتفريج الكربات ومساعدة المحتاجين وغيرها من أعمال البر والإصلاح والخير، من دون أن يكون انتظارك لكلمة شكر أو ثناء عائقاً في سبيل تقديم المزيد والمزيد. من المهم في هذه المسألة، مدار حديثنا اليوم، أن ندرك تماماً بأن الأصل فيها أن تقوم بعمل الخير والصالح من الأعمال مع الآخرين لهدف واحد لا يجب أن يشاركه هدف آخر، هو إرضاء الله عز وجل، وأن تأمل وتتمنى فيما يأتي من بعد رضا الله عليك، والمتمثل في جملة أمور هي غاية وطموح كل مسلم، وتتمثل في ثناء الرب جل وعلا عليك عند الملأ الأعلى، وتغاضيه عن ذنوبك، وبالتالي دخول الجنة والنجاة من النار، هل هناك أكثر من هذا؟ هذا الكلام لمن يوقن بالآخرة وبالبعث والحساب وقلبه مطمئن بالإيمان، ولكنّ هناك آخرين غير ذلك، ولا يقنعهم مثل هذا الحديث، أعني أنهم إلى الماديات والمحسوسات أقرب، وأكثر تصديقاً من الغيبيات، بمعنى أنك تريد إقناعهم بالاستمرار على تقديم الخير والبذل والعطاء بأمور محسوسة غير تلك الغيبية غير المحسوسة، ولأن هناك كثيرين أيضاً من المؤمنين تأخذهم الدنيا أحياناً وينسون الغد وهو الأهم فيما نقوم به من أعمال دنيوية. أقول بشكل عام، إن انتظار الشكر والمديح والثناء من الذي تقدم له معروفاً أو خيراً، يكون سبباً رئيسياً في أحيان كثيرة في التوقف واليأس أو الشعور بعدم جدوى ما تقوم به، خصوصا أن النفس الأمارة بالسوء مع القرين السيئ يدخلان من هذا الباب، ويعملان عملهما في دفعك إلى عدم السعي في هذا الطريق وأنك كمن يحرث في البحر!! أنت في حياتك لا بد أن تثق تماماً في أن ما تقوم به من الخير والسعي في حاجة الآخرين، إنما هو لنيل رضا الله كما أسلفنا، ومن ثم إشباع لرغبة داخلية أصيلة فيك متمثلة في الإحساس بالسعادة، التي تتكون بأعماقك حين يسعد الآخرون، قد لا تشعر بهذه الرغبة بشكل مباشر، ولكنها موجودة متأصلة فيك، ولا تشعر بها إلا حين تبدأ فعلياً في ممارسة أمور هي بمثابة المحركات والدافعات للإحساس بالسعادة الكامنة فيك، والمتمثلة في أعمال الخير. لهذا أقول وأكرر: افعل الخير قدر المستطاع، ولا تنتظر الثناء والشكر من أحد، فالسعادة الحقيقية هي في عمل الخير بنفس راضية، مع رجاء نيل الأجر من أصل الخير وهو الله سبحانه، جرّب هذا عملياً بالقول أو الفعل وأسعد نفسك.
آية عظيمة تلك التي عن الماء وفيها يقول سبحانه: «وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ». أي أصل كل الأحياء منه.. وفي حديث لأبي هريرة -رضي الله عنه- قال: يا نبي الله، إذا رأيتُك قرت عيني،...
ألم تجد نفسك أحياناً كثيرة من بعد أن يضغط شعور الحزن والألم أو الأسى والقهر على النفس لأي سبب كان، وقد تبادر إلى ذهنك أمرٌ يدفعك إلى الشعور بأنك الوحيد الذي يعيش هذا الألم أو...
صناعة التاريخ إنما هي بكل وضوح، إحداث تغيير في مجال أو أمر ما.. والتغيير الإيجابي يقع في حال وجود رغبة صادقة وأكيدة في إحداث التغيير، أي أن يكون لديك أنت، يا من تريد صناعة التاريخ...
ثبت عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (لو لم تذنبو، لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيُغفر لهم). هل وجدت رحمة إلهية أعظم من هذه؟ إنه عليم بالنفس البشرية التي لم...
لو تأملنا ما حدث مع جيش المسلمين يوم «حُنين», وعددهم يومذاك قارب عشرة آلاف شخص، من ارتباك في بداية المعركة ووقوع خسائر سريعة, بل الفرار من أرض المعركة، وتأملنا يوم بدر كمقارنة فقط، وعدد المسلمين...
كلنا يحلم وكلنا يتمنى وكلنا يطمح وكلنا يرغب وكلنا يريد.. أليس كذلك؟ أليس هذا هو الحاصل عند أي إنسان؟ لكن ليس كلنا يعمل.. وليس كلنا يخطط.. وليس كلنا ينظم.. وليس كلنا يفكر.. مما سبق ذكره...
مصر أشغلتنا ثورتها منذ أن قامت في 25 يناير 2011 وانتهت في غضون أسبوعين، فانبهر العالم بذلك وانشغل، لتعود مرة أخرى الآن لتشغل العالم بأسره، ولتتواصل هذه الثورة وتسير في اتجاه، لم يكن أكثر المتشائمين...
هل تتذكر أن قمت في بعض المواقف، بعد أن وجدت نفسك وأنت تتحدث إلى زميل أو صديق في موضوع ما، وبعد أن وجدت النقاش يحتد ويسخن لتجد نفسك بعدها بقليل من الوقت، أن ما تتحدث...
يتضح يوماً بعد آخر أن من كانوا يعيبون على أداء الرئيس المعزول أو المختطف محمد مرسي بالتخبط والارتباك ووصفه بقلة الخبرة وعدم الحنكة وفهم بديهيات السياسة والتعامل مع الداخل والخارج، يتضح اليوم كم ظلموا الرجل...
يقول الله تعالى في حديث قدسي عظيم: «أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي، خيري إليهم نازل، وشرهم إلي صاعد، أتقرب إليهم بالنعم، وأنا الغني عنهم، ويتبغضون إلي بالمعاصي، وهم أحوج ما يكونون إليّ». حاول أن...
النفس البشرية بشكل عام لا تستسيغ ولا تتقبل أمر النقد بسهولة، وأقصد ها هنا قبول الانتقاد من الغير، ما لم تكن تلك النفس واعية وعلى درجة من سعة الصدر والاطلاع عالية، وفهم راقٍ لمسألة الرأي...
لمن قرأ سورة الأنفال الكريمة, أو سيقرؤها قريباً خلال شهر القرآن هذا.. فإن ببعض التدبر والتأمل لمعاني بعض الآيات في السورة، سيكتشف أموراً غاية في الروعة.. ومن تلك، آية كريمة يتحدث الله عز وجل فيها...