alsharq

فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير

عدد المقالات 208

المستشار عبدالله بن محمد آل الشيخ 10 ديسمبر 2025
قطار المستقبل الخليجي
محمد يوسف العركي 13 ديسمبر 2025
الأنساق الثقافية في البطولة العربية
علي حسين عبدالله 13 ديسمبر 2025
المنطق يفرض نفسه
عبد الكريم البليخ ـ النمسا 10 ديسمبر 2025
تحليل بروح مختلفة

خطاب صاحب السمو في الأمم المتحدة: دفاع عن المظلومين وتثبيت لنهج الوساطة والسلام

24 سبتمبر 2025 , 02:00ص

في لحظة تاريخية تتجه فيها أنظار العالم نحو نيويورك، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين. ولم يكن هذا الحضور مجرد حدث بروتوكولي دوري؛ لأن أجندة هذه الاجتماعات للجمعية تحمل الكثير من الملفات وخاصة مسألة الاعتراف بدولة فلسطين. ولأن دولة قطر أصبحت لاعبا محوريا في الساحة الدولية. جاء خطاب صاحب السمو ليعكس رؤية استراتيجية عميقة تضع الدوحة في قلب النقاشات والقرارات الأممية حول السلم والتنمية المستدامة على المستوى العالمي، وتلك رسالة واضحة بأن دولة قطر تملك حضورا عالميا يوازي الدول الفاعلة والصاعدة من حيث التأثير والمصداقية والقدرة على المبادرة، والدخول في دورة الحداثة والتطور العصري. الدور الدبلوماسي والإنساني التاريخي لدولة قطر في الأمم المتحدة لم يأتِ دور دولة قطر في مؤسسات الأمم المتحدة من فراغ، بل هو ثمرة عمل متواصل وتجربة متراكمة في خدمة أبناء الإنسانية على اختلاف مناطقهم وألوانهم ولغاتهم وثقافاتهم. فمنذ عام 2014 وحتى الآن، خصصت الدوحة ما يزيد على نصف مليار دولار أمريكي عبر برامج الأمم المتحدة لمواجهة الكوارث الإنسانية والأزمات الطارئة. وهذه المساهمات لم تكن مجرد أرقام مالية، بل انعكست على الأرض دعما للمنكوبين ونجدة للمحتاجين في مناطق الصراع. وإلى جانب المساعدات المباشرة، أولت دولة قطر التعليم عناية خاصة، باعتباره أساس النهوض والتنمية، وهذا الدعم فتح أبواب المدارس لملايين الأطفال المحرومين من التعليم في مناطق الحروب، ما يجعل قطر مثالا للدولة التي تمزج بين القوة الدبلوماسية والالتزام الإنساني في سياساتها الخارجية.. ولم تقتصر مشاركة دولة قطر على المساعدات الإنسانية فقط، بل امتدت إلى لعب أدوار سياسية بارزة جعلتها وسيطا مقبولا وموثوقا في أزمات معقدة. فقد نجحت الدوحة في تقريب وجهات النظر بين أطراف متصارعة في السودان ولبنان وأفغانستان والصومال وتشاد وكولومبيا وإيران والخليج العربي، مما عزز من سمعتها كقوة سلام إقليمية وعالمية. وإن هذه الوساطات تحققت عبر مفاوضات شاقة ورعاية مباشرة لمسارات الحوار. وكما أن استضافة قطر لمؤتمرات كبرى بالتعاون مع الأمم المتحدة، مثل مؤتمر مكافحة الفساد ومؤتمر اللاجئين، عكس قدرتها على توفير منصات جامعة لكل الأطراف. هذا الدور جعل الدوحة محط أنظار المجتمع الدولي، حيث ينظر إليها باعتبارها دولة صغيرة الحجم، لكنها كبيرة التأثير وصاحبة رسالة تتجاوز حدودها الوطنية. قراءة في مضامين الخطاب تأتي مشاركة حضرة صاحب السمو لهذا العام (الدورة الثمانين/ 2025) في ظل ظروف عصيبة تعيشها منطقة الشرق الأوسط، وخصوصا الأحداث الكارثية التي تمر بها فلسطين وشعب غزة من إبادة جماعية وجوع وقصف متواصل وحصار وتشريد، وكذلك إثر الاعتداءات الإسرائيلية على إيران وجنوب سوريا ولبنان واليمن، وكذلك العدوان الإسرائيلي السافر والغادر والجبان على الوفد التفاوضي الفلسطيني في الدوحة، وتهديد أمنها الوطني. وفي ظل تحديات مالية وإنسانية واجتماعية ومناخية متنوعة. جاء خطاب أمير البلاد المفدى (حفظه الله)، في افتتاح اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، بوصفه خطابا جامعا للبعد الأخلاقي والسياسي والإنساني، كشف حجم الفضيحة الأخلاقية التي يعيشها النظام الدولي وضعف المظلة الأممية، وعرّى ازدواجية المعايير التي باتت تحكم العلاقات بين الدول في ظل منطق القوة وتراجع فاعلية القانون الدولي. وكشف سموه عن تعرض الدوحة لاعتداء غادر استهدف اجتماعا لوفد حماس المفاوض، وأسفر عن سقوط ستة شهداء من بينهم مواطن قطري. وقد وصف الأمير هذا الاعتداء بأنه «خرق سافر للأعراف الدولية» و»إرهاب دولة». وأراد سموه بهذا الإعلان، أن يضع المجتمع الدولي أمام حقيقة أن إسرائيل لم تعد تكتفي باستهداف الفلسطينيين، بل باتت تعتدي على دول وسيطة تسعى إلى صنع السلام، في محاولة لنسف أي جهود تفاوضية. وأكد سمو الأمير أن تراجع منطق الشرعية الدولية أمام منطق القوة، يفتح الباب لتسيد الفوضى وتبرير العدوان. هذا التحذير يعكس إدراك قطر أن الشرعية الدولية تُختطف اليوم من قوى تتعامل مع تجاوزاتها باعتبارها حقا مشروعا، بينما يُطلب من الآخرين أن يلتزموا بالقانون. حيث قالها سموه بوضوح: «تراجع منطق النظام الدولي أمام منطق القوة يعني السماح بتسيد منطق الغاب». ولم يُغفل سموه التحديات التي تواجه الدوحة نفسها، من حملات تضليل وافتراءات تستهدف النيل من دورها، مؤكدا أن ذلك لن يثني قطر عن مواصلة رسالتها. بل شدد قائلا: «على الرغم من التحديات الجسيمة ومحاولات العرقلة، وما نتعرض له من افتراءات، نواصل جهدنا في التوسط لحل النزاعات بالطرق السلمية». وكرّس القاعدة الذهبية التي تقوم عليها الدبلوماسية القطرية: أن الوساطة والعمل الإنساني خيار استراتيجي ودائم، قبل أن يكون واجبا سياسيا. ولقد كانت القضية الفلسطينية المحور المركزي في كلمة سموه. وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف دولة صانعة سلام تبذل منذ عامين جهودًا مضنية لإنهاء حرب غزة، مؤكدا أن الوساطة القطرية بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة أسفرت عن تحرير 148 رهينة، لكن حكومة إسرائيل تخلت عن بقية الرهائن عندما ارتبط تحريرهم بوقف الحرب. وفي نقد مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أوضح الأمير أن نتنياهو يرى في الحرب فرصة لتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القائم في القدس، ويحلم بتحويل المنطقة العربية إلى منطقة نفوذ إسرائيلية، ويتباهى بمنع تحقيق السلام. كما دعا سموه إلى منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة، باعتبارها الخطوة المنطقية نحو إرساء السيادة وتحقيق العدالة، ووقف مسلسل الاستخفاف بحقوق الشعب الفلسطيني. وقد أراد الأمير أن يضع العالم أمام مسؤوليته: الدفاع عن المظلومين، ورفض تسويغ الحرب الهمجية على المدنيين الذين يواجهون جيوشا مدججة بأحدث الأسلحة. وامتد الخطاب ليشمل الدفاع عن حقوق الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لم يقف خطاب حضرة صاحب السمو عند حدود القضية الفلسطينية وحدها، بل تجاوزها ليغطي ملفات إقليمية ودولية أخرى، عكست بدورها نظرة قطر الشمولية للأزمات. ففي الشأن السوري، شدّد سموه على أن سوريا تمر بمرحلة جديدة يجب أن تُستثمر بما يخدم تطلعات شعبها الذي أنهكته الحرب، مؤكدا أن المدخل الصحيح لذلك هو بناء مؤسسات دولة على أساس المواطنة المتساوية، بعيدا عن الإقصاء والتهميش، مع رفض قاطع لأي تدخلات خارجية، وبالأخص محاولات إسرائيل الرامية إلى تقسيم البلاد وفرض وقائع جديدة على الأرض. أما في لبنان، فقد جدّد سموه دعم بلاده للشعب اللبناني ومؤسساته، مؤكدا أن استقرار هذا البلد يتطلب انسحاب إسرائيل من المواقع التي احتلتها مؤخرا، في إشارة واضحة إلى أن الاحتلال يظل العقبة الأكبر أمام استعادة لبنان لسيادته الكاملة. وفي الملف السوداني، دعا سموه جميع الأطراف إلى وقف القتال والانخراط في حوار وطني شامل يضمن استقرار البلاد وسيادتها، مشيرا إلى استعداد الدوحة لتوسيع جهود وساطتها بالتعاون مع الأمم المتحدة من أجل تحقيق تسوية عادلة تحفظ وحدة مؤسسات الدولة السودانية. ولم تقتصر الرؤية القطرية على محيطها العربي، بل امتدت إلى القارة الأفريقية، حيث أشار سمو الأمير إلى استمرار جهود الوساطة القطرية في أكثر من ساحة أفريقية، وهو ما يعكس اتساع الدور القطري وحرصه على لعب دور فاعل في إطفاء الحرائق الإقليمية أينما كانت. وعلى الصعيد الدولي، لم يغفل سموه الإشارة إلى الأزمة الأوكرانية التي وصفها بمأساة إنسانية كبرى ألقت بظلالها الثقيلة على أوروبا والعالم بأسره، مؤكدا ضرورة التزام جميع الأطراف بميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي لتفادي المزيد من الانزلاق نحو الفوضى. قطر ستبقى شريكا فاعلا للمجتمع الدولي إن قراءة هذا الخطاب تكشف أن حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى لم يكتفِ بتوصيف الأزمات، بل وضع خريطة طريق للخروج منها. فقد أكد أن قطر ستبقى شريكا فاعلا للمجتمع الدولي، وأنها لن تحيد عن رسالتها في الوساطة والعمل الإنساني. وكما كان الحال في دورات سابقة، فإن كلمة سموه بدت أشبه بإعلان مبادئ أمام العالم، تدعو لتغليب القانون على منطق القوة، والإنسانية على المصالح الضيقة. وأكد أن قضية فلسطين ستبقى حيّة، وأن العدالة لا يمكن أن تتحقق إلا بإنهاء الاحتلال. كما دافع عن الشعوب العربية والإسلامية في سوريا ولبنان والسودان، وطرح رؤية متوازنة لحل الأزمات العالمية. ولقد كان خطابا شاملا أعاد تعريف مكانة قطر بوصفها دولة صغيرة في جغرافيتها، كبيرة في أدوارها ورسالتها، ورائدة في التزامها بالقانون الدولي والدبلوماسية الإنسانية. @FalehalhajeriQa

قطر والسعودية.. شراكة تُعيد رسم مستقبل الخليج

شهدت العاصمة الرياض، أمس الإثنين، انعقاد الاجتماع الثامن لمجلس التنسيق القطري–السعودي برئاسة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل...

منتدى الدوحة 2025.. منصة عالمية تنتقل بالعدالة من المفهوم إلى التنفيذ

انطلقت، أمس، أعمال منتدى الدوحة 2025 وسط حضور رفيع، تقدّمه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حيث شكّل وجود سموه في افتتاح الفعاليات علامة على الاهتمام الذي توليه الدولة...

قطر وبناء العقل: منظومة تقود الدولة نحو المستقبل.. حين تتحول المعرفة إلى مشروع وطني

هناك لحظات في التاريخ يصبح فيها التفكير أهم من البناء، والفكرة أهم من المساحة، والعقل أهم من القوة المادية. في مثل هذه اللحظات يتضح أن الدول التي تملك عقلا منظما ورؤية فكرية واضحة تستطيع أن...

تتقدم قطر إلى واجهة المشهد الدولي.. جولة صاحب السمو تفتح حقبة جديدة في إفريقيا والعالم

شهدت الدبلوماسية القطرية خلال الأيام الماضية محطة جديدة تعكس حضور دولة قطر في قلب التحولات الإقليمية والدولية، عبر الجولة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى...

من ساحات شمال كيفو إلى الدوحة.. إنهاء سنوات من التوتر بين الكونغو الديمقراطية و «M23»: رحلة وساطة قطرية تنشر السلام في قلب القارة السمراء

في الخامس عشر من نوفمبر 2025، شهدت الدوحة محطة جديدة في سجل الوساطة القطرية مع توقيع «اتفاق الدوحة الإطاري للسلام» بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتحالف نهر الكونغو، المعروف بحركة الثالث والعشرين من مارس «...

شراكة تتقدم نحو التنفيذ.. الدوحة تفتح مرحلة جديدة في التعاون مع كوريا

افتُتِحت الدورة الحادية والعشرون من منتدى التعاون بين كوريا والشرق الأوسط تحت شعار «شراكة من أجل السلام والازدهار»، في حدث بدت ملامحه أبعد من تقويم مؤسسي معتاد.جاء المنتدى منظَّما من مجلس الشرق الأوسط للشؤون الدولية...

كلمة صاحب السمو أمام القمة العالمية تحمل رؤية شاملة.. التنمية الاجتماعية لا يمكن فصلها عن العدالة الإنسانية

في القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية التي تحتضنها الدوحة، ألقى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى كلمة شكلت حدثا في حد ذاتها، لما حملته من رؤية شاملة تتجاوز المألوف...

المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

يشهد العالم تحولا غير مسبوق في طبيعة المخاطر التي يواجهها الصحفيون داخل مناطق النزاعات. لم تعد التهديدات مرتبطة بالصدفة أو بخطأ في حسابات الميدان، وإنما أصبحت جزءا من استراتيجية تسعى إلى التحكم بالرواية وإدارة الذاكرة....

خطاب صاحب السمو في مجلس الشورى.. خطة عمل وطنية متكاملة

افتتح حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، صباح يوم أمس الثلاثاء 21 أكتوبر 2025، دور الانعقاد العادي الرابع والخمسين لمجلس الشورى، في لحظة سياسية تؤكد استمرار الدولة على نهجها...

صاحب السمو رجل السلام.. قطر تصنع الأمل.. من أول «الطوفان» إلى قمة شرم الشيخ

حين تشتعل الحروب وتنتكس معاني الإنسانية، لا يُقاس القادة بما يقولون، بل بما يفعلون. وفي زمن كثرت فيه الخطابات وقلت فيه المبادرات الإقليمية والدولية لإحلال السلام، برزت دولة قطر كوسيط نزيه لها دورها الفاعل، يقودها...

الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من الفساد (2025 – 2030): بناء منظومة حوكمة رشيدة تعزز الثقة بين المواطن والدولة

في مشهد وطني يعكس نضج التجربة القطرية ووضوح رؤيتها، دشنت دولة قطر، تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الإستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة والشفافية والوقاية من...

قطر وصناعة التوازن في الشرق الأوسط: من طوفان الأقصى.. إلى مبادرة ترامب

في صباح السابع من أكتوبر، تتجدّد الذكرى الثانية لــ «طوفان الأقصى»، يوم تقف فيه غزة على فوهة بركان على نحو استثنائي، وتقف الأجساد بين أنقاض المنازل وتجمعات بمئات الآلاف الذين تلاحقهم آلات الموت للاحتلال الإسرائيلي....