


عدد المقالات 129
منذ فترة وأنا أتابع بعض الأفراد ذوي الميول الاشتراكية على تويتر. في الآونة الأخيرة لاحظت أن هناك دعوات كثيرة لوضع قانون يحدد الحد الأدنى للأجور، والرقم المتداول يبدو أنه حوالي 200 دولار في الشهر. أول رد فعل بديهي هو أن الحد الأدنى شيء جيد لأنه يحمي العمال من جشع من يعينهم وملاك محل أعمالهم. لكن هل هناك عواقب أخرى، أو بالأحرى هل هناك عواقب تضر بالعمال المغلوبين على أمرهم؟ الإجابة هي نعم! لكن قبل أن أستكمل، دعوني أقول من دون أي تشكيك في نواياي بأنه من المؤكد أنه بالفعل هناك من أصحاب الأعمال جشعون. بل من المحتمل أنهم كلهم أو أكثرهم كذلك. فهذه المقالة ليست للدفاع عنهم وأنا لست مأجوراً منهم. هدفي الوحيد هو حماية حقوق العمال وليس الضرر بهم. وكما أن هذا هو دافعي، فأنا متأكد أن دافع الاشتراكيين هو أيضا حماية حقوق العمال، لكني أعتقد أنهم لم يدرسوا موقفهم جيدا وأتمنى أن يقرؤوا هذه المقالة جيدا ويفكروا بها جيدا إن كانوا حقا مهتمين بحقوق العمال. ما تداعيات قوانين الحد الأدنى للعمال؟ باختصار، أولا: لماذا، مثلا، 200 دولار؟ لماذا لا تكون أكثر من هذا؟ ماذا عن العمال الذين يعملون وينتجون لملاك أعمالهم بأكثر من ذلك بكثير؟ ما الذي سيرغم أصحاب الشركات أن يدفعوا أكثر؟ فهم سيدعون أنهم يدفعون طبقا للقانون! فأول مشكلة أنه بوضع هذا الحد الأدنى للأجور من الصعب جدا إرغام مالكي الأعمال على رفع الأجور. البعض قد يقول إنه من الواجب في تلك الحالة أن نرفع الحد الأدنى أكثر، والرد على هذا في النقطة التالية. ثانيا: إذا كان الحد الأدنى مرتفعا أكثر من اللازم لدرجة أن الدخل لصاحب الشركة أقل من العائد، من هو العامل الذي يعمل بالحد الأدنى. أي أنه يخسر من هذا العامل. فماذا نتوقع أن يفعل صاحب الشركة هذا (الذي هو أصلا من المفترض أنه جشع ولا يهتم بحق الآخرين في الحياة الكريمة)؟ بمنتهى البساطة لن يعين أحدا للوظيفة من الأصل! قد يريد أن يدفع 100 دولار فقط وليس 200 دولار. تحت قانون الحد الأدنى لن يقوم هذا الشخص بتعيين أحد من الأصل. وبهذا بدلا من أن يحصل العامل على 100 دولار، في هذه الحالة يحصل على لا شيء! بدلا من أن يكون له عمل (حتى لو كان بأقل من الرقم الذي يستحقه) سيكون هذا العامل بلا عمل ولا حتى نصف الحد الأدنى من الأجر! ثالثا: هذا سيؤدي بالكثير من أصحاب الشركات أن يفضل إلى ألا يعينه من الأساس! وهذا سيؤدي إلى ازدياد في نسبة البطالة وأيضا ركود الاقتصاد! وبركود الاقتصاد، المجتمع كله يخسر أكثر والفقر يزيد. وبهذا يقل العائد من الضرائب وكل المشاريع القومية والاجتماعية التي يهدف إليها الاشتراكيون سوف تتأثر كثيرا وتكون إما رديئة أو حتى مستحيلة التحقيق. رابعا: قوانين الحد الأدنى قد تعمل في بعض الدول المتقدمة. لكن في دول فقيرة أو متعثرة اقتصاديا، هذه القوانين تزيد من المشاكل فقط. وهذا لأن في الدول المتقدمة الاقتصاد عادة ما يكون جيدا جدا لتحمل أي تباطؤ في زيادة معدلات العمالة. أضف إلى هذا أن الشركات عادة ما تكون ثرية جدا (لكن هناك أيضا الكثير من الشركات التي تفشل بسبب الحد الأدنى). أما في الدول المتعثرة (مثل مصر) فيجب أن نتجنب مثل هذه القوانين لحين أن يستقر الاقتصاد وتنمو الموارد. فماذا نفعل إذن؟ هذا سيكون موضوع مقالة أخرى، لكن يكفي أن نقول إنه عن طريق النقابات مثلا يمكن الضغط على أصحاب الشركات أن يزيدوا من الأجور كما يتناسب مع القطاع والشركة المعنية. لا بد أيضا أن نتذكر أنه رغم أن أصحاب الشركات غالبا ما يكونون جشعين، لكنهم لا يمكن أن يستثمروا أو يزيدوا من دخولهم من دون مساعدة العمال. فإذاً، هم لهم مصلحة أن يُبقوا على العمال بل وأن يجعلوهم سعداء لكي يزيد من دخلهم (لا لحبهم للعمال!). المشكلة إذن تحل عن طريق التوعية العامة لملاك الشركات!! ليس فقط للعمال! لكنه من المؤكد أن قوانين الحد الأدنى لن تؤتي بالثمار المتوقعة لها حتى ولو كانت تبدو جيدة سطحيا. يُنشر بالتعاون مع مشروع «منبر الحرية» www.minbaralhurriyya.org كاتب مصري
مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...
كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...
درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...
لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...
بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...
قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...
.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...
باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...
لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...
في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...
يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...
هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...