


عدد المقالات 115
توقفت عند مقولة الدكتور مايكل مورفي «الحب هو الحياة الكاملة والمرضية، إنما الشيء الأكثر أهمية ليس أن تحب شخصاً آخر، الشيء الأكثر أهمية هو أن تحب شخصاً آخر وفي الوقت ذاته تحترم نفسك، بمعنى أن تحب نفسك لأن هذا هو الأساس الذي تنطلق منه إلى كل حبك للآخرين، لأنك إن كنت لا تحب نفسك بالقدر الكافي فسيحترق حبك».. الدكتور مورفي هو صاحب الكتاب الشهير «أسرار الحب، الخسارة، والغفران: اكتشاف حياة محب»، لم تسنح لي الفرصة لقراءة هذا الكتاب، لكنني مؤخرًا بدأت أزور موقعه على الإنترنت، وأقرأ ما لديه من معلومات وتمارين يُمكن لأي إنسان أن يقوم بعملها لنفسه، إضافة إلى ورش العمل التي يُعدها في تكريم النفس ورعايتها ورحمتها، لأنه يعتمد على محبة النفس للنجاح في محبة الآخرين. رؤى الدكتور مورفي تنطلق من الثقافة الغربية بشكل عام، والتي نفتقدها في ثقافتنا العربية التي تنظر إلى محبة النفس كنوع من الأنانية، لذا كثير منا يعيش كل حياته لأجل الآخرين، حتى سعادته تظل مقترنة بسعادة غيره والعكس. نعيش في مجتمعاتنا العربية في حالة قد تصل إلى نكران الذات، فمثلاً المرأة التي تتزوج بعد وفاة زوجها، يُنظر لها في كثير من الأحيان خصوصاً إن كانت أماً لأبناء في سن الرعاية أو ما بعدها، أنها تخلت عنهم وذهبت تبحث عن سعادتها! هكذا نحن ننظر إلى السعادة من جانب واحد، لا ننظر لها بشمولية، وأن سعادة الأم ليست -بطبيعة الحال- تعاسة لأبنائها، أو تخلياً عنهم، فالإنسان الطبيعي بإمكانه أن يُسعد نفسه، وبالتالي يكون قادراً على إسعاد غيره. في ثقافتنا نُخرج هذه النوعية من البشر الباحثين عن سعادتهم من ملة الإنسانية، وأحياناً يتم تجريدهم من الأخلاق، فما الذي يمنع أن تعيش الأم التي ذكرتها في الحالة السابقة حياتها ويقاسمها أبناؤها هذه السعادة بشيء من التنظيم وتوزيع الأدوار بالشكل الصحيح. من أكثر المهارات التي يحاول الدكتور مورفي إكسابها في ورش عمله، هو تطوير مهارة الاستماع العميق واكتساب الشجاعة في التحدث علناً، هذه أيضاً واحدة من المهارات التي توقفت عندها لشعوري أننا نفتقدها بشكل كبير، بل وبشكل لا إرادي، فبإمكان كل منا أن يقول لنفسه علي أن أنصت جيداً للطرف الآخر، لكن الأمر ليس بهذه السهولة، هو بالفعل كما ذكر الدكتور مورفي مهارة تحتاج إلى تدريب، لأنه ليس كل إنصات أو «سكوت» واستماع يعني أن يكون عميقاً، فهذا العمق يعني تشرّب كل كلمة وأخذها بمعناها الصحيح دون تأويل، ونحن نعاني حقيقة من قضية تأويل الكلام وأخذه على غير ظاهره، وهذا ما يجعلنا نعيش حالة مُضاعفة من الإشكاليات مع الطرف الآخر. أمر مهم هو الشق الثاني من التمرين وهو الشجاعة في التحدث علناً، هذا لدى الغرب، أما نحن فنتحدث سراً ونقول: (يالله السلامة) وأقترح أن نستبدل العلنية في الإفصاح إلى الصراحة مع الطرف الآخر وهذا كافٍ. الحياة المشتركة وفهمها بعمق بين الطرفين ليست سهلة، وأظننا نعيش كل حياتنا، وكل منا ما زال يتعرف على الآخر، المهم أن لا نصل إلى حد الخسارة، وإن وصلنا، فعلينا أن نمد يد الغفران!
أكثر ما يُنمي ثقافة الاعتذار لدى أي إنسان هو ارتفاع حس الشعور بالخطأ، والتربية منذ سن مبكرة على ثقافة الاعتذار، مع توضيح نوع الخطأ الصادر من الطفل ليتمكّن فيما بعد من اكتشاف أخطائه بنفسه، لأن...
القصاص في الإسلام هو مبدأ قائم على العدل، حتى لا يتراكم الغيظ في نفوس أهالي القتيل، فيحدث ما لا يُحمد عقباه، إذ تنتشر فوضى (الثأر) التي ما زال كثير من المناطق في الدول العربية تُعاني...
أنا مؤمنة أن هؤلاء الشباب الذين ذهبوا للانضمام إلى صفوف دولة العراق والشام (داعش) هم ليسوا أسوياء، لذا لم أتفاجأ وأنا أقرأ التقارير الصحافية التي تؤكد تناولهم الحبوب المخدرة والمنشطة، هذه النوعية من المخدرات التي...
انتشرت مؤخرًا صورتين للرئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الأولى: عند قيام أفراد من الأمن بسحب زوج عمّة الرئيس إلى حيث إعدامه، ليموت وسط قفص مليء بالكلاب المتوحشة بطريقة بشعة ومبتكرة في التعذيب. والصورة الثانية:...
في هذه الأيام شديدة البرودة، والشكوى المعتادة في كلمة «برررررد»، بِتُّ أخجل من البوح بها وأطفال سوريا يموتون متجمدين من شدة الصقيع، في ظل افتقار كثير من المناطق السورية لأبرز احتياجات مقاومة البرد، وعدم وجود...
المواطن الخليجي لا يُفكر بسياسة دول مجلس التعاون الخارجية، ولا يهمه في مسألة الانتقال من التعاون إلى الاتحاد الكونفدرالي سوى مصالحه الشخصية وبما يعود عليه، وهذا حقه. بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على التعاون،...
ما من شك أن أشكال الرق والعبودية هي ثقافة تركية، غزت البلاد العربية إبان الغزو العثماني لمعظم مناطقنا.. وإن كان بيع وشراء العبيد هو حالة قديمة من أيام الجاهلية، إلا أن أشكاله الجديدة هي التي...
قرأت لعدد من المتخصصين عن أبرز محفزات الطاقة السلبية والطاقة الإيجابية لدى الإنسان، ووجدت أغلبها يتمركز في الأشياء المحيطة داخل المنزل من الأتربة والغبار والفوضى وعدم الترتيب وغيرهم، كما قرأت عن بعض الصفات ووجدتها في...
حملة شوارع آمنة، التي انطلقت مؤخراً في بعض الدول العربية، لمناهضة التحرش بالنساء، هي حملة نحتاجها في جميع الدول العربية بلا استثناء، خصوصاً بعد صدور أرقام وإحصاءات مريعة حول انتشار هذه الظاهرة في شوارعنا، آخر...
ألاحظ في وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي كثيراً من الاحتفاء بأخبار زواج الفنان محمد عبده وإنجابه وهو في هذا السن المتقدم، وكثيراً من الاستهجان تجاه زيجات الفنانة صباح، بل ولغة سوقية تتجاوز على حكمة...
ما زالت الدول العربية حديثة عهد بفكرة وتطبيق نظام العقوبات البديلة، وكانت دول أوروبا وأميركا قد قطعت شوطاً كبيراً في هذا بعد أن وجدت بعض الآثار السلبية لعقوبة السجن في قضايا معينة، والنتائج الإيجابية لهذه...
عندما يُحارب «ذكر» حقوق المرأة، فهو يُدافع عما تبقى من حصون ذكوريته، التي ربتها وأسستها في داخله امرأة! لذا فإن هذه المشاهد ليست مستنكرة، بل هي سائدة في مجتمعاتنا الذكورية، لكن الجزء الذي ما زال...