


عدد المقالات 398
بالتزامن مع العمل على تقييم الموظفين نصف السنوي، هل سمعت من قبل عن “المراجعة الذاتية”؟ قد يتبادر إلى الذهن أن الأمر يرتبط بمحاسبة شخصية أو تأمل داخلي، وهذا جزء من الحقيقة، لكنه في سياق المؤسسات وإدارة الأداء يُعدّ أحد أقوى أدوات التقييم الذاتي والتطوير المستدام. المراجعة الذاتية ليست تقييمًا خارجيًا بحتًا، بل هي محاولة للنظر إلى الذات من زاوية موضوعية، كأنك تراقب الأداء من الخارج دون تحيّز. إنها عملية فكرية وسلوكية يقوم بها الفرد أو المؤسسة لقياس مدى التقدّم، ومراجعة القرارات والسلوكيات، وتحليل النتائج بهدف التصحيح والتحسين. وهي تختلف عن التقييم الإداري التقليدي، لأنها تنطلق من الداخل، وتعزز حسّ المسؤولية الفردية والمهنية. في إطار إدارة الأداء المؤسسي، تكتسب المراجعة الذاتية أهمية مضاعفة، إذ تشكّل الخطوة الأولى نحو بناء ثقافة قائمة على الشفافية، والإنصاف، والتطوير المستمر. فلا يمكن لأي نموذج تقييم أن يكون فعّالًا إذا لم يسبقه استعداد نفسي وفكري من الموظف لمراجعة ذاته، وتحديد نقاط القوة ومجالات التحسين بدقة ووعي. من هنا، لا بد من صناعة وعي جديد لدى الموظف يشجّعه على ممارسة المراجعة الذاتية قبل تلقي التقييم، لأنها تعكس نضجًا وظيفيًا، وتُسهم في توجيه المسار المهني بوعي ومسؤولية. كما تُتيح هذه المراجعة فهماً أعمق للفجوات بين ما يُنتظر من الموظف وما يُنجزه فعليًا. وعلى مستوى الفرق والإدارات، تُعد المراجعة الذاتية أداة لضمان اتساق الجهود مع الرؤية العامة، وربط الأهداف الفردية بالأهداف المؤسسية، كما تُسهم في تقييم مدى جاهزية الأفراد للمبادرة وتحمل المسؤولية القيادية. ولا يقتصر أثر المراجعة الذاتية على كشف جوانب القصور، بل يشمل أيضًا الاحتفاء بالنجاحات وتثبيت السلوكيات الإيجابية. إنها ببساطة أداة توازن بين النقد والتقدير، بين ما تحقق وما ينبغي تحقيقه. راجع ذاتك، أهدافك، وممارساتك… لتكتشف إن كنت على الطريق الصحيح، أو إن كنت بحاجة إلى التوقّف قليلاً لتصحيح المسار والعودة بثقة نحو الغاية.
اعتدتُ أن أبحث عن موضوع الأحد ضمن معايير تراعي اتصاله بالوقت، وانعكاسه على الناس، وارتباطه بالأحداث الجارية. وكثيرًا ما أجد نفسي أمام عدد محدود من المواضيع التي كُتب عنها مرارًا، أو تلك التي لا تحمل...
في كل عام، في الخامس والعشرين من نوفمبر أقرّت الأمم المتحدة اليوم الدولي للقضاء على العنف ضدّ المرأة، حيث تتم مناقشة هذه القضية، وتقاطعها مع حقوق الإنسان مع الضمير العالمي لحماية المرأة. فوفقاً لموقع الأمم...
في هذا الزمن السريع، زمن التكنولوجيا والانفتاح، تتدافع الأصوات وتزدحم الثقافات في مساحة التأثير، للتركيز على الهوية الأم، ولا يمكن فصل هذه الهوية الأم عن اللغة، وبالتزامن مع اقتراب اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف...
تُعرَّف الاستهلاكية بأنها نمطٌ اجتماعي- اقتصادي يركّز على الشراء بوصفه وسيلة للرفاه وإثبات الذات، أكثر من كونه تلبيةً لحاجة. وهي ليست مجرّد فعلٍ تجاري، بل منظومة قيمية تحوّل الإنسان من كائنٍ منتِج واعٍ إلى مستهلك...
أطلقت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كما تعودنا، شعارا يحمل توجيها وقيما للهوية الوطنية القطرية، لتقود حملة وطنية تسهم في رسم مستقبل يليق بالهوية الوطنية وتطلعاتها، أطلقت شعار «بكم تعلو ومنكم تنتظر» وهي اقتباس مميز...
بالتزامن مع احتفالات الدول باليوم العالمي بالتراث، وإقامة فعاليات متنوعة بغرض إشراك الجميع، جاء افتتاح المتحف المصري الذي شكل حدثًا حضاريًا فارقًا، يستحق إلقاء الضوء عليه، حيث يؤكّد أهمية استثمار الدول في تاريخها ليتجاوز البعد...
قدّم حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظه الله، في خطابه خلال افتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى، رؤية شاملة لمستقبل المرحلة القادمة، رؤية تؤكد أن التنمية الحقيقية لا تتحقق بالإنجازات وحدها،...
يشهد العالم اليوم تحوّلات عميقة لم تعد تقتصر على التكنولوجيا أو الاقتصاد، بل امتدّت لتطال المفاهيم ذاتها التي شكّلت إيقاع حياتنا اليومية: ساعات العمل، وساعات التمدرس، ومعايير الإنتاجية والتعلّم والحياة المتوازنة. نحن أمام مرحلة جديدة...
تشهد دولة قطر في هذه المرحلة من مسيرتها التنموية تحولًا نوعيًا في فلسفة الإدارة العامة والموارد البشرية، أعاد تعريف العلاقة بين الإنسان والمؤسسة، وبين العمل والحياة. فالتعديلات الأخيرة التي أُقرّت على قانون الموارد البشرية تُعد...
ونحن نحتفي باليوم العالمي للمعلم، يتبادر إلى أذهاننا عدد كبير من المعلمين والمعلمات الذين قدّموا خلال سنوات طويلة أسمى معاني العطاء. أسماء غابت عن المشهد الحاضر، لكنها باقية في وجدان أبنائهم وبناتهم من طلبتهم، أولئك...
في العاشر من أكتوبر من كل عام، يلتقي العالم بشعار الصحة: لا صحة بلا صحة نفسية. وهو يوم لا يقتصر على رفع الشعارات، بقدر ما يعكس وعياً عميقاً بضرورة صون كرامة الإنسان من الداخل، والعناية...
رحلة جديدة نكتبها مع مربية فاضلة، الأستاذة عائشة عبد الرحمن العبيدان، ابنة التربية والتعليم، وبنت حي مشيرب في قلب الدوحة. وُلدت ونشأت بين أزقته البسيطة، تحمل في ذاكرتها عبق المكان وصدق الناس. درست المرحلة الابتدائية...