alsharq

منبر الحرية

عدد المقالات 129

رأي العرب 03 نوفمبر 2025
دعم السودان واجب إنساني
مريم ياسين الحمادي 01 نوفمبر 2025
الاحتفاء بالتراث وافتتاح المتحف المصري
رأي العرب 04 نوفمبر 2025
عقد اجتماعي دولي جديد
فالح بن حسين الهاجري - رئيس التحرير 03 نوفمبر 2025
المعلومة تحت النار .. إسكات الصحفي لن يوقف القصة

محاكمة مبارك: المغزى والعبر

19 أغسطس 2011 , 12:00ص

شعرت بتناقضات عديدة عند مشاهدتي الرئيس السابق حسني مبارك مع نجليه علاء وجمال في قفص الاتهام الأسبوع الماضي. دار في رأسي شريط طويل من التاريخ المصري والعربي. تساءلت وأنا أمام التلفزيون: هل هذا معقول؟ ثم تداركت قائلاً: ألا يستحق الشعب المصري أن يحاكم من أخطأ في حقه؟ فكرت للحظة في كل من سُجن ظلماً في عهد مبارك لمجرد إبداء رأي أو قول كلمة. فكرت في كريم عامر الطالب الجامعي والمدون المصري الذي تعرفت عليه أثناء قيامي بدورة تدريبية في مصر عام 2006 وكان في العشرين من عمره. ثم ما إن انتهت الدورة ببضعة أسابيع إلا واعتقل بتهمة الإساءة لمبارك وازدراء الأديان في مقال كتبه في مدونته. سُجن كريم في عهد مبارك أربع سنوات ونيف مر إبانها بصنوف من التعذيب والإهانة والحرمان والحبس الانفرادي، كل ذلك لأنه كتب مقالاً في مدونته. ثم وجدت نفسي أعود بذاكرتي إلى الدعوات الشهيرة التي وجهتها مكتبة الإسكندرية في عامي 2003 و2004 حول الإصلاح في العالم العربي. تلك كانت دعوات علنية هدفها حشد الرأي العام المصري والعربي لصالح الإصلاح. هكذا قلت لصديق مصري كان أول من وجه إلي الدعوة للمشاركة «إنني لست متحمساً لهذا المؤتمر؛ إذ يبدو أن الجدية تنقصه». فأردف صديقي قائلاً: «إنها دعوة حقيقية. تعال وسترى وضعاً مختلفاً». حضرت مؤتمر الإصلاح لأرى حديثاً عن الإصلاح بقي في جله على ورق، بل على العكس سارت مصر في الاتجاه المعاكس للإصلاح الذي وعد به الرئيس السابق مبارك. كان عقد المؤتمرات بما فيها مؤتمر دافوس الشهير الذي عقد في شرم الشيخ كما وفي البحر الميت في الأردن جزءاً من عملية تمويه مارستها الأنظمة بهدف تخفيف الضغوط الدولية والأميركية وتأمين موازنات الدعم من الكونغرس الأميركي. وما أن انتهت ضغوط عهد بوش الابن في السنوات 2002 حتى 2004 إلا وتراجع النظام في مصر عن الإصلاح. وبينما الرئيس ونجلاه في المحكمة، جاءني اتصال من صديق ينبهني إلى ضرورة فتح التلفزيون لرؤية المحاكمة. وإذا بنا نتحدث عن المحاكمة. سألني: ما رأيك بالمحاكمة؟ فكرت قليلاً ثم قلت له: «ليته أصلح عندما قال إنه سيصلح، لربما كان سيتحول إلى الأب الروحي للإصلاح في مصر والعالم العربي. لو فعلها لكان تفوق على ناصر والسادات مجتمعين». لكن صديقي أردف: «القادة العرب مختلفون، وهم ليسوا مثل خوان كارلوس أو قادة البرازيل والأرجنتين العسكريين. يصعب أن يبرز بين القادة العرب من هو بمواصفات غورباتشوف أو مانديلا. ربما لو أراد أحدهم الإصلاح لمنعته البطانة المحيطة والأبناء الطموحون والأقرباء المستفيدون والزوجات المتربصات. والقادة العرب في معظم الحالات لا يسمعون لأحد ولا يقرؤون ولا يتابعون ولا يقبلون بالنصح ولا يحترمون شعوبهم أو الرأي المخالف لهم. ثقافتهم بشكل عام لا تقبل الشراكة والمناصفة والمقاسمة». ثم أردف صديقي: «لا أقصد كل واحد منهم، لكن هذا حال الأغلبية كما ترى». وأنا أشاهد مسلسل المحاكمة تذكرت سلوكيات النظام المصري المتشابهة مع الكثير من الأنظمة العربية السلطوية. فمبارك ومعه ابنه جمال ومعهم وزير الداخلية حبيب العادلي اعتقدوا أن تشديد القبضة الأمنية والحد من أنشطة الوسطيين والمعتدلين والأحزاب المستقلة سيساعدهم على تفادي مصير أوروبا الشرقية وأميركا اللاتينية. ما لم ينتبه إليه مبارك أن ضرب القيادات الوسطية أفقد الوسط كل مصداقيته وأسهم في ثورات بلا قيادات. من سخريات الوضع أنه عندما أراد عمر سليمان أن يتفاوض مع من يمثلون الميدان والثوار لعقد صفقة إنقاذ لم يجد من يتفاوض معه، ما أسهم في استمرار الثورة وصولاً لسقوط مبارك. هكذا سقط النظام من جرَّاء سياساته القصيرة النظر. المحاكمة في مصر لم تحاكم مبارك الإنسان بل مبارك الرئيس الذي أساء استخدام صلاحياته المؤتمن عليها والذي قام بتسليم جزء كبير منها منذ عام 2000 لابنه جمال في شقها السياسي ولابنه علاء في شقها الاقتصادي. هكذا قلت لنفسي: لماذا لا يحاكم على سوء استخدامه لصلاحياته، فالذين قتلهم إبان الثورة وقبلها وسجنهم إبان حكمه على أفكارهم وبسبب مدوناتهم ومواقفهم لن يرتاحوا أكانوا أمواتا أم أحياء إلا بمحاكمة تلك السلوكيات الطائشة. عبر المحاكمة برزت إلى الواجهة حقوق ألوف المصريين ممن ظلمهم نظام مبارك لأنهم مارسوا حقاً إنسانيا طيبيعياً في التعبير عن رأيهم. إبان المحاكمة تساءلت: ماذا لو كان مبارك من نوع الرؤساء الذين يرفضون إدخال أبنائهم في طريق عملهم، ويشعرون بالحساسية لكل استغلال نفوذ من المحيطين؟ ماذا لو كان مبارك قد دفع ابنه بعيداً عن أية شبهة وتأكيداً لكل قانون؟ ماذا لو سعى كل من جمال وعلاء للتعامل وكأنهم ليسوا أبناء رئيس انطلاقاً من أن موقع الرئاسة للشعب كله وأنهم يجب أن يقفوا من الموقع نفس المسافة التي يقف منها أي إنسان آخر؟ هل النزاهة في هذا المجال مستحيلة؟ ولماذا تكون مستحيلة وقد رأينا نزاهة شبيهة في زمن عبدالناصر وفي زمن السادات وفي زمن رؤساء كثر في العالم على رغم من أنهم لم يكونوا رؤساء منتخبين؟ ونتساءل: ألم يكن بإمكان مبارك أن يرى أن نظراءه في دول الغرب بل وحتى في إسرائيل لا يقومون بما يقوم به من توريط عائلته في السياسة إلى الحد الذي أصبحوا لصيقين بالموقع الرئاسي، فإن ذهب ذهبوا، وإن حوكم حوكموا؟ في يوم المحاكمة عبر صديق آخر عن رأي مختلف: «ليته هرب كما فعل التونسي». فقلت له: «ربما لم يهرب لأنه مقتنع بأنه لم يقم بشيء خاطئ، وهو لا يعرف ما نسب إليه وما لم ينسب إليه لأنه ربما لم يكن مهتماً بمعرفة كل شيء يتعلق بمنصب الرئاسة. ربما لم يهرب أيضا لقناعته بأنه يسيطر على الوضع من خلال الجيش ولعدم فهم طبيعة الثورة ومعناها. ربما امتلك القناعة بأنه عائد بعد فترة». تساءلت: هل تشعر المحاكمة المرشحين للرئاسة في مصر بمدى مسؤولية الكرسي الرئاسي ومدى زواله؟ ربما تضع المحاكمة ضريبة مختلفة على كرسي الرئاسة؟ نعم كانت محاكمة أليمة في جانب إنساني يتعلق بمبارك ونجليه ولكنها ضرورية للانتهاء من مرحلة والبدء في أخرى. ربما في المحاكمة إشارة بأن مرحلة تاريخية انقضت وأخرى جديدة قد بدأت أساسها دولة القانون وهيبة القضاء ومسؤوليات كرسي الرئاسة. ينشر بالتعاون مع مشروع منبر الحرية www.minbaralhurriyya.org

مشروع فلسطيني جديد يواجه المشروع الصهيوني

مر على النكبة 66 عاماً، اختلطت فيها آلام اللجوء مع الكفاح والثورات وأحلام العودة. فالنكبة بصفتها عملية اقتلاع شملت مصادرة الأراضي والمنازل واحتلال المدن وتدمير مئات القرى وسط مجازر وتهجير جماعي ومنع السكان المواطنين من...

سيكولوجية الهدر عربياً

كان الهدر بجميع جوانبه المادية والزمنية والنفسية سمة من سمات حقبة الاستبداد العربي طيلة أكثر من أربعين عاما، سحق المواطن سحقا ثقيلا وكبتت أنفاسه وتحول إلى جثة متحركة بجسم لا روح فيه، في عملية تشيؤ...

سوريا إلى أين؟ بين إنكار السلطة الديكتاتورية.. وفشل المعارضة السورية (1/2)

درج النظام السوري على تأخير وتأجيل (بهدف إلغاء) استحقاقات الإصلاح السياسي، وكل ما يتصل به ويترتب عليه من متعلقات ومتطلبات اجتماعية واقتصادية ومؤسساتية إدارية، وما يترتب عليه من تنمية إنسانية حقيقية تتحقق من خلالها تجسيد...

أي مجتمع مدني في ظل الحراك العربي؟

لقد أفرز الحراك العربي نقاشات عميقة حول مجموعة من المواضيع التي كانت تستهلك بشكل سطحي وبدون غوص في حيثياتها وأبعادها. ويعد من بينها المجتمع المدني كمفهوم متجدر في الغرب، فقد عرفه «توماس هوبز» في منتصف...

روحاني والسياسات الإيرانية القادمة

بعد أحداث طهران 2009 الدامية على إثر الانتخابات الإيرانية التي اتهم فيها المحافظون بالتزوير، وصعد الإصلاحيون -بقيادة حسين موسوي وكروبي- احتجاجاتهم مطالبين بإعادة الانتخابات التي قوبلت بالرفض القاطع من المحافظين الأمر الذي أثار شكوك الإصلاحيين...

مبادرة النيروز: درس تركي جديد للعرب

قدم أحفاد كمال أتاتورك – مرة أخرى – درسا جديدا من دروسهم للعرب، فبعد أن نجحوا في إرساء دعائم دولة الحق والقانون، وبناء المؤسسات التي أهلت دولة تركيا للالتحاق بنادي الديمقراطيات ( معدل دخل الفرد...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (3/3)

.. شعب سوريا كما قلنا حضاري منفتح على الحياة والعصر، وعرف عنه تاريخياً وحضارياً، عشقه للعمل والإنتاج والتجارة والصناعة وغيرها من الأعمال.. وحضارة هذا البلد العريقة -وعمرها أكثر من7000 سنة- ضاربة الجذور في العمق التاريخي...

سوريا الحرية ستنهض من جديد (2)

باعتقادي أن التسوية السياسية الكبرى المتوازنة المنتظرة على طريق المؤتمرات والتفاوضات المرتقبة عاجلاً أم آجلاً (مع الأمل أن يكون للسوريين أنفسهم الدور الرئيسي في بنائها والوصول إليها) التي تحفظ حياة وكرامة المواطن-الفرد السوري، وتعيد أمن...

سوريا الحرية ستنهض من جديد(1)

لاشك بأن التغيير البناء والهادف هو من سمات وخصائص الأمم الناهضة التي تريد أن تتقدم وتتطور حياتها العمرانية البشرية والمجتمعية..وفي مجتمعاتنا ودولنا العربية والإسلامية عموماً المحمّلة بحمولات فكرية ومعرفية تاريخية شديدة الحضور والتأثير في الحاضر...

موقع المثقف العربي من «الربيع»

في خضم الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي يمكن القول إن صوت المثقف العربي خافت من جوانب عدة فبعد مرور حوالي سنتين على بدء هذا الربيع يحتاج المشاهد والقارئ وبالتالي المواطن العادي إلى تحليلات...

التجربة الثورية العربية الجديدة (1/2)

يسهل نسبياً الانتقال من حكومة ديمقراطية إلى أخرى ديمقراطية بواسطة الانتخاب، كما يسهل الانتقال من حكم ديكتاتوري إلى آخر مثله من خلال الانقلاب، إلا أن الثورات الشعبية التي لا تتضمن سيطرة جناح محدد على بقية...

التحول الديمقراطي التركي رؤية من الداخل

هبت رياح التغيير على بعض الأقطار العربية منذ ما يربو عن سنتين من الآن، فصار مطلب الحرية والديمقراطية ودولة القانون يتردد على أكثر من لسان، وأضحى الالتحاق بنادي الديمقراطيات حلم الشعوب المنعتقة من نير النظم...